أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رسميا ما تردد من انباء بشأن التوصل الى موقف فلسطيني موحد ازاء التطورات الجارية في المنطقة، نافيا ان تكون تلك الصيغة "مصرية" المنبع. وفيما تبذل الجهود على قدم وساق للحصول على موافقة كافة التنظيمات الفلسطينية على هذه الصيغة بالتوازي مع التزام دولي بارغام اسرائيل على وقف توسعها الاستيطاني المستمر على حساب قيام الدولة الفلسطينية العتيدة، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، في حضور اركان المؤسسة العسكرية، انه بصدد تعزيز هذه المستوطنات بالاسلحة وبناء جدار فاصل على امتداد الخط الاخضر شمال الضفة الغربية على حساب اراضي الفلسطينيين في غضون عشرة ايام. اعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وجود "صيغة كاملة لموقف فلسطيني موحد" للاستراتيجية الفلسطينية المستقبلية جرى الاعداد لها خلال محادثات فلسطينية - فلسطينية جرت في كل من القاهرةورام اللهوغزة. ونفى عرفات في رده على اسئلة الصحافيين امام مقره في مدينة رام الله امس أن يكون الحديث يدور عن "هدنة"، موضحا ان "هناك صيغة كاملة لموقف فلسطيني موحد"، من دون ان يفصل. واضاف انها "ليست صيغة مصرية... جرت وتجري محادثات في القاهرةورام اللهوغزة للوصول الى هذا الموقف". وشكر عرفات الذي التقى نائبين من مجلس العموم البريطاني رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على الجهود التي بذلها لعقد "مؤتمر لندن" على رغم المحاولات الاسرائيلية لمنع انعقاده. وقال الرئيس الفلسطيني خلال لقاء مع ممثلين عن اتحاد العمال الفلسطينيين "ان الجرائم الاسرائيلية لن تقوى على تركيع الشعب الفلسطيني الذي لا يركع الا لله وحده"، حاضاً الفلسطينيين على النضال من اجل الاستقلال واقامة دولتهم المستقلة. وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي ترأس مؤتمر لندن اعلن مساء الثلثاء ان الجانب الفلسطيني تعهد بالانتهاء من صياغة الدستور خلال اسبوعين على ان يعرض امام اللجنة الرباعية في اجتماعها في 10 شباط فبراير. وتأتي الايماءات الفلسطينية بشأن امكانية خلق انفراج في الساحة الميدانية في ما يتعلق بوقف العمليات العسكرية الاستشهادية، للتهيئة لمناخ دولي ايجابي في الوقت الذي اتهم فيه صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني حكومة ارييل شارون بالتصعيد العسكري "ردا على مؤتمر لندن". واشار عريقات في تصريحات صحفية الى قتل قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة فلسطينيين في طولكرم وجنين واقتحام مخيميها بالاضافة الى اغلاق جامعتين فلسطينيتين وتوسيع نطاق منع التجول على الاراضي الفلسطينية بالاضافة الى هدم منزل في سلوان واغلاق 3 في الحي نفسه وحي رأس العامود والطور في مدينة القدس وتسليم الفلسطينيين في الخليل 17 اخطارا بهدم منازلهم. وفي اطار التصعيد ذاته، تعهد شارون خلال اجتماع مع رؤساء المستوطنات اليهودية المقامة شمال الضفة الغربية عقد في القدس بإقامة جدار فاصل بين المناطق الفلسطينية والمستوطنات اليهودية المقامة عليها في غضون عشرة ايام. وقالت مصادر اسرائيلية ان تكلفة بناء الجدار في منطقة سالم الى جهة الشرق ستكلف 45 مليون دولار اميركي. وشارك في الاجتماع عدد من الوزراء ورؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيليين من بينهم وزيرا الدفاع والامن الداخلي شاؤول موفاز وعوزي لانداو. وذكرت مصادر اسرائيلية ان شارون وعد المستوطنين ايضا ب "تعزيز الطواقم الامنية" وحراسة المستوطنات بما فيها توفير مزيد من الاسلحة المتطورة واجهزة الرؤية الليلية لهم ومزيد من التدريبات العسكرية. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان شحنة من هذه الاسلحة ستصل هذه المستوطنات خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة. وفي خطوة غير مسبوقة، اصدر المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية تعليمات لسلطة الموانئ والمعابر الاسرائيلية بانشاء معبر حدودي في المنطقة المذكورة على غرار معبر "كارنيه" شمال قطاع غزة يخصص لنقل البضائع والحافلات التي تدخل الاراضي الفلسطينية. الرئيس ياسر عرفات والى يساره النائب البريطاني توني بولدري يتحدثان الى الصحافيين في رام الله امس ا ب