عند صدور اي كتاب من الطبيعي ان يحمل في طياته بداية ونهاية، ولكن الكتاب الذي يحمل اسم ماجد عبدالله يختلف عن سائر الكتب، لأنه يحمل البداية لكنه لم يجد الخاتمة بعد. ولعل ما ميز هذا الكتاب انه عبارة عن واقع يشاهده قراؤه، قصة استمرت 20 عاماً أثلج خلالها "النجم الأسمر" الصدور بأدائه المميز، وألهب الأكف بإبداعاته وأغرق العيون دموعاً عند إخفاقاته التي لم تكن لتُذكر نظراً لقلتها. خمس سنوات مضت على إعلان سيد مهاجمي آسيا الأول ماجد احمد عبدالله اعتزاله النهائي. وهجر معشوقته التي من طريقها تعرف الجمهور اليه، وظلت مسألة تكريمه تؤرق محبيه الذين ينتظرون على أحرّ من الجمر ان تكون نهاية مشواره سعيدة كما كانت بدايته، ليختم "كتاباً" تابعه وشاهده الملايين من عشاق كرة القدم. وكثرت الأقاويل حول هذا الموضوع، فهناك من يجزم بأن الإدارة النصراوية رفضت اقامة حفلة اعتزاله بحجة رفضه ان تكون هي المنظمة للمهرجان، مفضلاً ان ينتقي شخصياً المسؤولين عن المناسبة. ويرد النصر ان النجم الجماهيري اصر على بعض الشروط التي لا يجد ضرورة للاحتفاء به في حال عدم توافرها، خصوصاً ان الاجتماع الأخير والمفاجئ لأعضاء مجلس الإدارة في هذا الخصوص وضع الكرة في ملعبه. وبعيداً من الطرفين ظلت الجماهير النصراوية والسعودية ترى ان تكريم عبدالله غاية لا بد منها نظراً لما حققه من إنجازات محلياً وخارجياً، لأنه قدم الكثير للنصر والمنتخب. عموماً، ينتظر مناصرو "السهم الملتهب" اللحظة التي يختم فيها اللاعب الكبير قصته التي اعجبت كل من قرأها وشاهدها او حتى سمع عنها... فقضيته ليست قضية النصراويين وحدهم بل جميع من أمتعهم هذا النجم مهما اختلفت ميوله. ويعتبر عبدالله اول عربي يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية بعد حصوله على عمادة لاعبي العالم بعدد المباريات الدولية البالغ 141 مباراة. كما يُعد الآسيوي الوحيد الذي استطاع ان يحتفظ بلقب اللاعب الأول قارياً على مدى ثلاثة مواسم متتالية 1974 و1985 و1986. وكان ماجد صاحب اول هدف اولمبي في تاريخ الكرة السعودية خلال دورة لوس انجليس عام 1984، وسجله في مرمى البرازيل. وهو يتربع على لائحة صدارة الهدافين المحليين بأكثر من 500 هدف سجلها في مباريات محلية وخارجية، كما انه أكثر الفائزين بلقب هداف الدوري وحققه ست مرات وبفارق كبير عن اقرب منافسيه مهاجم الهلال سامي الجابر الفائز به مرتين. وفاز ب"الحذاء الذهبي" مرتين والفضي مرة واحدة. وحاز على لقب افضل لاعب عربي في القرن العشرين في استفتاء اجرته قناة الجزيرة القطرية.