نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة غير حكومية في واشنطن، ان الادارة الاميركية لا تريد أن تصدق ان المستشار الاتحادي غيرهارد شرودر سيبقى على موقفه المعارض لشن حرب على العراق، اذا فاز في الانتخابات العامة المقررة الأحد المقبل. ونسبت الى خبراء اميركيين ان منافس المستشار ادموند شتويبر يتحدث في المسألة العراقية في صورة "أكثر تمايزاً" من شرودر. وأضافت الوكالة ان واشنطن ترفض رسمياً التعليق على موقف الحكومة الالمانية الرافض للحرب، وعلى الطرف الذي تتمنى فوزه "لأن ذلك يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية" لألمانيا. وتابعت ان التصريحات الصادرة عن برلين ارسلت في كل الاحوال اشارات الى واشنطن "تفيد بأن عليها في حال اعادة انتخاب شرودر انتظار حليف اكثر صعوبة من شتويبر". واستبعد مرشح المعارضة المسيحية شتويبر أمس ارسال جنود الى العراق للمشاركة في حرب، لكنه أكد دعمه ضربة عسكرية لبغداد اذا أقرت ذلك الأممالمتحدة. وقال ان المانيا في هذه الحال لن يكون في مقدورها الوقوف خارج الأممالمتحدة والمجتمع الدولي "وعندها سنقدم بالطبع دعمنا في حدود امكاناتنا". وتابع ان بلاده "لا تملك قوات تدخل، وهذا يعني ان القوات الالمانية لن تقف أبداً في العراق". واتهم شرودر بتحريك "مشاعر الخوف من الحرب لدى الرأي العام الألماني، علماً انه لن يكون قادراً على التهرب من قرار الأممالمتحدة". وأضاف: "المستشار يضيف أكذوبة انتخابية أخرى". وأيد وزير الدفاع السابق نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم رودولف شاربينغ موقف حكومته الرافض حرباً على العراق قائلاً: "من يبدأ التفكير في نهاية عسكرية للأزمة مع العراق يتصرف في صورة خاطئة". ورحب القائم بأعمال السفارة العراقية في برلين مؤيد حسين بموقف الحكومة الالمانية، وقال لصحيفة "برلينر تسايتونغ" ان بلاده مستعدة للتفاوض مع مجلس الأمن في شأن عودة المفتشين الدوليين "لكننا لن نركع امام املاءات الولاياتالمتحدة". ورفض عودة غير مشروطة للمفتشين، مشيراً الى ان المطلوب هو "التوصل الى حل شامل يتضمن انهاء العقوبات وضماناً بألا تستمر الولاياتالمتحدة في تهديدها العراق بعد عودة المفتشين اليه".