سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كشف ل"الحياة" في آخر حديث أجراه ان "قصته" مع صالح سليم تعرضت للتشويه . الراحل مصطفى كامل منصور : لعبت الكرة بالصدفة والاكراه ... وأنا أول حكم يعترف بخطأه
في هدوء تام - تماماً مثلما عاش - غادرنا الحارس الدولي مصطفى كامل منصور، وهو يستعد للاحتفال بعيده ال88. وحظيت "الحياة" بالصدفة البحتة بآخر لقاء صحافي مع هذا العملاق قبل وفاته بأحد عشر يوماً فقط. وحصل ذلك في اطار الوقوف على رأيه بالراحل صالح سليم رئيس الأهلي الذي توفي قبل شهرين، ولهما قصة شهيرة معاً، إذ "اعتدى" سليم بالضرب على منصور في الخرطوم. "الحياة" تقدم لقرائها التفاصيل الكاملة لهذا الحوار مع آخر الراحلين من التشكيلة المصرية التي خاضت نهائيات كأس العالم لكرة القدم 1934، ونبدأه من "الحكاية" التي أثارت الجدل وكانت سبباً في المقابلة الصدفة، وهي قصة صالح سليم في الخرطوم. قال منصور: "بكل أسف تدخل المسؤولون في الاتحاد المصري لإبعاد سليم عمداً عن تشكيلة المنتخب في مباراة مهمة ضد السودان في اطار تصفيات دورة روما الأولمبية 1960، وكنت المسؤول وقتئذ عن تشكيل المنتخب، لكنني فوجئت بقرار اتحادي مختلف، ووصلتني ورقة بخط الفريق عبدالعزيز مصطفى نائب رئيس الاتحاد تتضمن التشكيلة، ولم يرد فيها اسم سليم كابتن المنتخب، وخضنا المباراة من دونه وفزنا 1-صفر، واندفع الجمهور السوداني الغاضب الى أرض الملعب، وحدث احتكاك بينه وبين لاعبينا، لكن المسؤولين السودانيين احاطوا باللاعبين، وأدخلوهم الى غرفة الملابس ووقفت بنفسي على بابها لأحميهم، وعندما هدأت الأمور فتحت الباب للدخول، لكني فوجئت بشاب سوداني يحاول ذلك أيضاً، ولم يكن من سليم إلا ان عاجله بلكمة دفاعاً عن زملائه، أما رد فعلي الأول فكان جذب سليم من الخلف لابعده عن الشاب، وإلتفت سليم من دون ان يرى من الذي منعه وضربه على وجهه فكنت أنا من تلقى اللطمة، ولم أغضب وقمت بتهدئته وهو اعتذر على الفور، وأكد انه لم يقصدني على الاطلاق. لكن رئيس الاتحاد المشير عبدالحكيم عامر، وكان من مناصري الزمالك وهو الذي أشار بعدم اشراك سليم المباراة قرر احالته الى التحقيق تمهيداً لشطبه، ورفضت ذلك بشدة واحبطت المؤامرة. لكن مع الأسف شوّه كثر القصة الحقيقة من أجل الاساءة لسليم. من دفاتر الماضي وعبر الحوار "الدافئ" مع منصور كانت هذه الحكايات والآراء السريعة للنجم الراحل. - أحسن حارس شاهدته في حياتي هو الاسكتلندي جيري دوسون والاسباني ريكاردو زامورا في الثلاثينات من القرن والماضي. وفي مصر، اعتبر عبدالجليل حميدة وثابت البطل أفضل حارسين. - البرازيلي بيليه والاسباني دي ستيفانو والأرجنتيني مارادونا أفضل من لعبوا كرة القدم، وفي مصر لا يمكن مقارنة أي لاعب بنجم الأهلي ومصر في العشرينات والثلاثينات مختار التتش، كان عبقرياً واعتزل في أوج عطائه بعدما لعب في كأس العالم والدورة الأولمبية. - كانت بدايتي مع الرياضة عام 1929 في مدرسة فؤاد الأول وكنت لاعباً للجمباز، وطلب مراقب الألعاب في المدرسة من المدرب احد عناصره لسد الفراغ بسبب غياب حارس مرمى الفريق، واختارني وعقب المباراة قرر مدرب الكرة ضمي اجبارياً الى فريقه، وعندما رفضت هدد بحرماني من الجمباز والكشافة، فرضخت مكرهاً وأنا لا أعلم ان هذا الاختيار كان سبباً في أكبر وأنجح تغيير في حياتي. - كان والدي من مؤسسي النادي الأهلي، لذلك انضممت الى صفوف فريق الشباب عام 1930 وصعدت الى الفريق الأول مباشرة العام التالي، وبقيت معه حتى 1946 رافضاً عروض المرحوم حيدر باشا رئيس المختلط الزمالك حالياً للانتقال الى صفوفه، على رغم انه كان صديقاً حميماً لوالدي. واحترفت في صفوف كونيز بارك الاسكتلندي من 1936 الى 1939. ووقع اختيارهم عليّ بعدما شاهدوني في دورة برلين الأولمبية، ووجدتها فرصة لاكمال دراستي الجامعية في التربية البدنية والصحة في كلية جوردان هيل في غلاسغو، ولولا الحرب العالمية الثانية لأكملت مسيرتي في أندية انكليزية أخرى. - كأس العالم 1934 في ايطاليا هي الذكرى الرائعة في حياتي، ولعبت احدى مباراتي التصفيات ضد فلسطين. وسافرنا بحراً، ونلت شرف خوض اللقاء أمام هنغاريا في نابولي، ولولا أخطاء الحكم الايطالي لفزنا بكل تأكيد. وسجل تولدي الهدف الثالث لهنغاريا بعدما صدمني على وجهي بكوعه فكسر أنفي. وألغى الحكم هدفاً صحيحاً للتتش بدعوى التسلسل على رغم ان مساعده لم يشر مطلقاً الى ذلك. ومباراتنا ضد النمسا في دورة برلين الأولمبية عام 1936 كانت رائعة أيضاً على رغم خسارتنا 3-1. وكنا قادرين على الفوز لولا اصابة التتش بكسر في قدمه، إذ اصطدم بأصغر لاعبينا بعد ست دقائق من بداية المباراة التي أكملناها بعشرة لاعبين، وأضاع مهاجمنا لبيب محمود ضربة جزاء في الشوط الثاني. - زاولت رياضات كرة القدم والجمباز وألعاب القوى والهوكي والاسكواش، وشاركت في تأسيس ستة اتحادات رياضية، أبرزها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عام 1955. - لا أنسى المباراة ضد نادي فاروق عام 1936 على الملعب القديم للزمالك، وتعرض خلالها ثلاثة من لاعبي الأهلي للاصابة تباعاً، لكن التتش كابتن الفريق بذل جهداً خارقاً وفاز الأهلي 3-1. وفي عام 1945 لعبت ضد فاروق على رغم مرضي بسبب النقص في صفوف الأساسيين، وخسرنا 1-6، وكانت أجمل مباراة خاضها نجما فاروق وقتذاك عبدالكريم صقر ومصطفى كامل طه. - ذكرياتي الجميلة مع التحكيم تعود الى مباراتين أولهما عام 1963 بين الترسانة والسويس في القاهرة، اذ انفرد مصطفى رياض مهاجم الترسانة بالمرمى ولما همّ بتسديد الكرة دفعه أبو غبان مدافع السويس فاحتسبت ضربة جزاء، ولكن الكرة دخلت المرمى فاحتسبت الهدف. وبعد المباراة، ايقنت انني أخطأت واعترفت في تقريري بذلك، وألغيت النتيجة وأعيدت المباراة وكنت أول حكم في مصر يعترف بالخطأ في تقريره. والمباراة الثانية كانت عصبية جداً بين ناديي فولوس وسالونيكا في الدوري اليوناني عام 1964، وكانت تحتاج الى قوات دولية لاكمالها، لكنني نجحت في السيطرة مبكراً علىها.