نعم للوحدة فوراً. فلم يبق للأشقاء العرب ما ينتظرونه، ولم يتبق لهم ما يجرّبونه. تمسكوا بأعلام الإقليمية، والنتيجة رفع العلم الأبيض قبل المعركة. وبعد كل خطوة منفصلة عادوا من منتصف الطريق، إن لم يقفوا هناك وقد اصبحوا فرجة وأشياء لا تذكر. انتظروا نتائج الاعتراف بالعدو، فأصبحوا تجارب في معامل السلام الفاشل. حاولوا المستحيل لإرضاء الغرب، ولم يرضوا هم عن انفسهم. عاشوا الانفرادية والأنانية، جربوا الهرولة والانبطاح، مارسوا التريث والتردد، وفي كل مرة تتغير اشياء كثيرة الى الأسوأ. والعدو لا يتغير. وبالإقليمية خسروا اكثر مما توقع العدو، وكسب هو اكثر مما يحلم. لقد تأخر العرب عن الوحدة كثيراً، وتورطوا في غير الوحدة اكثر. لهذا وغيره يكفي تمسكاً بالقطيعة في ما بينهم، وكفى تصفية للحسابات. فذلك لم يعد مقبولاً ولا مبرراً. وهم قد تجرّأوا لينهوا مقاطعة العدو ويلغوا حساباتهم معه. ليعطِ العرب فرصة حقيقية للوحدة، وهم قد اعطوا فرصاً لغيرها بلا جدوى. وليطمئنوا، فالوحدة لن تورطهم، ولن تخرجهم، ولن تضيق الخناق عليهم. بل بالعكس الوحدة ستنقذهم من ورطاتهم، وتعيد إليهم ماء وجوههم، وتعوّضهم بأكثر مما فقدوه. هيثم فارس بالبريد الإلكتروني