يتعين على الهلال أن يدافع اليوم عن سمعة كرة القدم السعودية التي تلطخت بالهزائم في كأس العالم الأخيرة، وذلك عندما يلتقي سوون سامسونغ الكوري الجنوبي حامل اللقب في ذهاب كأس السوبر الآسيوية في سيول، وقبل أن يتواجها إيابًا في 19 الجاري في الرياض. ويخوض سامسونغ المسابقة باعتباره أحرز لقب كأس الأبطال التي فاز في مباراتها النهائية على مواطنه إنيانغ بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي من دون أهداف، وهو سيحاول الثأر لمواطنه شونباك هيونداي أيضًا الذي خسر أمام الهلال في نهائي كأس الكؤوس 1-2 بالهدف الذهب. وهي النسخة الأخيرة من المسابقة لأن الاتحاد الآسيوي قرر دمج مسابقتي كأس الأبطال وكأس الكؤوس بدءًا من الموسم المقبل. ولن تكون مهمة الهلال سهلة، لان استعداده للمباراة لا يوحي بأن الفريق مقبل على خوض مسابقة من الطراز الرفيع، وحمل الهلاليون أمتعتهم الى كوريا، والجميع لا يتوقع منهم فعل المعجزات، بل إن الصحف المحلية أكدت أن الفريق سيعود بخفي حنين كما فعل المنتخب في المونديال. ويلوم الهلاليون إدارة فريقهم التي غابت وتركته وسط فرغ إداري غير مبرر، وبين تهديد الرئيس بالاستقالة ثم تراجعه وربطها بتحقيق الكأس الآسيوية، الأمر الذي حتّم الذهاب الى كوريا بتشكيلة محلية صرفة إثر العجز عن التعاقد مع لاعبين أجانب، واقناع المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا بالحضور في وقت مبكر والإشراف على التدريب. ويبدو أن المصائب لا تأتي فرادى، إذ سيفتقد "الزعيم" الى خدمات قائده يوسف الثنيان المتهم من الجماهير بافتعاله الإصابة، وسرت شائعات أنه لم يسافر بسبب الخوف من ركوب الطائرات، الأمر الذي نفاه اللاعب نفسه، ولم تؤكد الإدارة أو الجهاز الفني صحة أو خطأ هذه الأخبار. كما سيغيب سامي الجابر الذي لم يتعاف بعد من إصابته خلال المونديال، ومثله الحارس محمد الدعيع والمدافع أحمد الدوخي، ما يجعل الهلاليين يأملون بعودة فريقهم من دون "فضائح" كبيرة. ويعترف المدرب ماتورانا بصعوبة موقف الهلال لكنه أكد أنه سيلعب وفق المعطيات التي يعيشها "أعترف أن فريقي يعيش أوضاعًا مأسوية، وأخشى أن تؤثر الخيبة التي تعرض لها المنتخب في اليابان على عطاء عناصري، لن أتجاوز الحقيقة كثيرًا وأؤكد أننا نعاني نقصًا، لكننا سنبذل كل ما في وسعنا لتجاوز الظروف والعودة بنتيجة إيجابية قبل مباراة الإياب". وستقع المسؤولية على عاتق صانع ألعاب المنتخب والهلال نواف التمياط الذي يسعى بدوره الى محو الصورة الباهتة التي ظهرت بها الكرة السعودية في المونديال وقيادة فريقه الى الفوز بالكأس السوبر. وقال التمياط: "المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وهدفنا تحقيق نتيجة إيجابية تساعدنا في مباراة الإياب والمسؤولية ستكون مضاعفة علي بسبب النقص في صفوفنا". وإلى جانب التمياط يوجد الدوليان المدافع عبدالله سليمان ولاعب الوسط محمد الشلهوب، والمهاجم حسين العلي الذي سجل الهدف الذهب في مرمى هيونداي في نهائي كأس الكؤوس، فضلاً عن المهاجم الدولي الآخر أيضًا عبدالله الجمعان. واعتبر سليمان أن المباراة "تشكل فرصة لاستعادة هيبة الكرة السعودية التي تعرضت لكبوة في كأس العالم"، آملاً "في تحقيق نتيجة كبيرة إيابًا في الرياض وإحراز الكأس لإعادة البسمة الى جماهيرنا". ويبدي كثر من أنصار "الزعيم" تخوفهم من غياب الدعيع، ويعتبرون أن بديله حسن العتيبي غير مؤهل لمثل هذا الموقف. ويتوقع أن يزج ماتورانا الى الميدان كلاً من المدافعين سليمان وخليل والمطيري والصويلح والنزهان، ولاعبي الوسط والهجوم الشلهوب والغامدي والتمياط والجمعان والعلي. وإذا كان الهلاليون يطمحون الى رد الاعتبار للكرة السعودية، فإن الوازع لدى الكوريين أكبر بعد العروض الممتازة التي قدمها منتخبهم في المونديال وحلوله رابعًا، فبات يحمل لواء تطور الكرة الآسيوية، وهذا ما يجعل الرهان صعبًا على الطرفين. ويضم سامسونغ خمسة أجانب هم الروسيان ليفانكوف ودينيس والبرازيلي سانتوس والكرواتي أوزلتان والروماني ليتو. ويمنح الفوز الهلال رقمًا قياسيًا جديدًا، إذ سيصبح الفريق الوحيد الذي يحرز اللقب ثلاث مرات، علمًا أن الأندية السعودية واليابانية والكورية احتكرت اللقب منذ استحداث المسابقة عام 1995، ففازت به السعودية ثلاث مرات من طريق الهلال 1997 و2000 والنصر 1998. في مقابل مرتين لكل من اليابان عبر يوكوهاما فلوغلز 1995 وجوبيلو إيواتا 1998، وكوريا من طريق إيلهوا تشونما 1996 وسوون سامسونغ 2001.