ناشد نقيب الصحافيين اليمنيين نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب محبوب علي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التدخل لوقف الاجراءات والملاحقات القضائية والأمنية التي تطاول عدداً من الصحافيين اليمنيين، معتبراً أنها "لا تستند الى مسوغات واجراءات قانونية". وكان آخرها إحالة مراسل صحيفة "الحياة" فيصل مكرم ومراسلي وكالة "اسوشييتدبرس" أحمد الحاج والوكالة الالمانية خالد المهدي على التحقيق أمام نيابة الصحافة بناء على دعوى رفعتها وزارة الاعلام، لنشرهم أخباراً تعتبرها الوزارة محظورة. وبعث نقيب الصحافة اليمنية برسالة الى الرئيس علي صالح أول من أمس، أكد فيها ان "النقابة واعضاء الأسرة اليمنية آثروا ان نخاطبكم في ظل تزايد الحملة على الصحافيين التي لم تتوقف عند حد الاستدعاءات الى النيابة والانذارات الشفوية واستمرار المحاكمات لبعض الصحف التي لم تبت بعد، ثم اقتياد صحافيين الى السجون من دون اجراءات ومسوّغات قانونية، الأمر الذي انعكس سلبا على سمعة اليمن". واعتبر ان ذلك "خلق توجساً استوجب اصطفافاً واسعاً من القوى السياسية درءاً لأخطار الانقضاض على حرية الصحافة باعتبارها عنوان الحريات العامة وبوابتها". وأضاف نقيب الصحافيين: "اننا على يقين تام بأنكم أكثر دراية منا بأن هذه الحملة التي يتعرض لها الصحافيون جرى استثمارها ضد النظام السياسي ليكون أمام اختبار عسير ومحك صعب، خصوصاً انه يعتزم خوض المعركة الانتخابية البرلمانية المقبلة، بهدف اظهاره على أنه ضد حرية الصحافة والديموقراطية". وناشد الرئيس "التدخل لإعادة الاعتبار لكرامة الصحافي لانقاذ الوطن من محاولات تشويه صورته". وكان علي صالح انتقد في حوار أجرته صحيفة "الناس" المستقلة واقع الصحافة اليمنية لأنها لا تعمل لتطوير نفسها، ولا تستوعب حدود الحريات ومصالح الوطن وتخترق القوانين من دون التفات الى قواعد المهنة. وأكد رداً على سؤال ان الاجراءات في حق الصحافيين هي ضد من يخرج على "الثوابت الوطنية والأمن القومي للوطن"، وأن من يرتكب هذا الفعل "سيحاكم ويعاقب بموجب القانون الذي يحدد الثوابت الوطنية ومحظورات النشر". وزاد ان "من حق الصحافي أن يكتب، ولكن يجب أن يكون حريصاً على التأكد من معلوماته. ولن تكون هناك حصانة لمن يرتكب جريمة الاضرار بالمصالح الوطنية أو الأمن القومي للبلاد، أو يمس الثوابت الوطنية وعقيدة شعبنا ووحدته". الى ذلك، أكد نقيب الصحافيين ل"الحياة" ان النقابة "لن تتخلى عن مهماتها ومسؤولياتها في الدفاع عن حرية الصحافي في ممارسة مهنته"، معتبراً أن "ما يتعرض له عدد من الصحافيين والمراسلين "مس خطر بالمهنة واساءة بالغة الى ضمير اليمن وشعبه".وأعرب عن "تفاؤل بتجاوب الرئيس"، وأكد ان ذلك هو "سبب اصرارنا على مخاطبته ومناشدته التدخل بعدما ضاقت بنا السبل وخيّم علينا شبح الخوف من المجهول". وعلق اتحاد الصحافيين العرب اجتماعه السنوي المقرر في صنعاء في تشرين الأول اكتوبر المقبل بسبب "الملاحقات القضائية والحكومية والانتهاكات الخطيرة في حق عدد من الصحافيين اليمنيين والتضييق الذي تتعرض له حرية الصحافة في اليمن".