شلت الحياة السياسية في تركيا ازمة فجرتها استقالة نائب رئىس الوزراء حسام الدين اوزكان وأربعة وزراء وعدد من نواب حزب اليسار الديموقراطي بزعامة رئيس الوزراء بولند أجاويد. وسارع اجاويد الى الحفاظ على حكومته والتأكيد على استمرارها بالعمل على سد الثغرات التي خلفتها الاستقالات، فعين شكري سينا غوريل وزير الدولة لشؤون قبرص والمعروف في الاوساط السياسية التركية وداخل الحزب بقوته وحزمه، خلفاً لنائبه السابق اوزكان. وجاء اختيار اجاويد لغوريل املاً في ان يستطيع بخبرته وسمعته في سد الفراغ الذي خلفه اوزكان. وكانت الاوساط السياسية رشحت غوريل الى جانب وزير الخارجية اسماعيل جم، لهذا المنصب، على اعتبار انهما الاقدر على الحفاظ على تماسك الحكومة والحزب. وتوقعت الاوساط المقربة من اجاويد احتواء الازمة الحالية قبل نهاية الاسبوع، واستمرار الحكومة في عملها، وذلك على رغم ازدياد عدد الوزراء والنواب المستقيلين، بعدما انضم اليهم وزير التعليم متين بوسطانجي اوغلو ووزير الشؤون الاجتماعية حسن جمجي ووزير الدولة مصطفى يلماز. ووصل مجموع عدد المستقيلين من حزب اليسار الديموقراطي الى 35 نائباً، مما ادى الى خفض عدد مقاعده في البرلمان الى 95 مقعداً، ليتراجع الى المرتبة الثانية ويترك الصدارة لحزب الحركة القومية الذي يملك 129 مقعداً في البرلمان. وفي الوقت نفسه، دعت مجموعة التسعة من نواب حزب اليسار الديموقراطي الى اجراء انتخابات حزبية داخلية، معلنة رفضها لاستمرار اجاويد زعيماً بسبب مرضه. واشارت مصادر مقربة الى اوزكان ومؤيديه المستقيلين الى سعي هؤلاء الى تشكيل مجموعة سياسية خاصة بهم في البرلمان او حزب جديد يدعون اليه بقية نواب حزب اجاويد وعلى رأسهم وزير الخارجية اسماعيل جم ووزير الاقتصاد كمال درويش المحايد. وعلى خلفية هذه التطورات عقد جم ودرويش اجتماعاً في مقر رئاسة الوزراء من اجل توحيد خطواتهما، ورفض درويش التعليق على ما جرى في الاجتماع واكتفى بالقول انهما بحثا ملف الاتحاد الاوروبي ووضع الاسواق الاقتصادية في تركيا، ما اعتبره المراقبون اشارة الى انهما يفضلان عدم المغامرة بالاستقالة حالياً او التعليق على مجريات الامور مع استمرار احتمال بقاء الحكومة. اما في ما يخص شريكي الحكومة الآخرين، فاعترف مسعود يلماظ نائب رئىس الوزراء وزعيم حزب الوطن الام بأن تركيا دخلت في ازمة سياسية يجب عليها حسن ادارتها للخروج منها بأقل الخسائر، وشدد على ضرورة الا تشغل هذه الازمة الحكومة والبرلمان عن الاصلاحات المطلوبة لبدء مفاوضات العضوية مع الاتحاد الاوروبي. من جانبه، عقد نائب رئىس الوزراء دولت باهشلي زعيم حزب الحركة القومية اجتماعاً مع اجاويد لبحث التطورات، على خلفية اصرار الطرفين على استمرار الحكومة ورفض تقديم الاستقالة. كما اشار شوكت بولنت ياخنجي نائب باهشلي الى ان حزبه لا ينوي استغلال تفوقه العددي في البرلمان للمطالبة برئاسة الوزراء وتشكيل حكومة جديدة. وعلى صعيد جبهة المعارضة، طالب رجائي قوطان زعيم حزب السعادة المعارض باستقالة اجاويد فوراً وتشكيل حكومة انتخابات، ودعمه في ذلك رجب طيب ارضوغان زعيم حزب العدالة والتنمية. وقامت تانسو تشيلر زعيمة حزب الطريق القويم اكبر حزب معارض في البرلمان 25 مقعداً بزيارة لأجاويد في منزله قالت بعدها انه اكد لها عدم نيته في تقديم الاستقالة وانه يرفض فكرة اجراء انتخابات مبكرة لأن ذلك يضر بمصالح تركيا الاقتصادية.