إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - قال سكان أمس ان قوات اميركية وباكستانية نفذت أول عملية مشتركة داخل باكستان قرب الحدود الافغانية للعمل في ما يبدو على مطاردة وزير سابق في حكومة "طالبان"، وأسفرت عن اعتقال اعضاء مزعومين في شبكة "القاعدة"، بحسب ما اعلنت مصادر رسمية محلية أمس. وقال سكان محليون ان نحو 200 من قوات الامن الباكستانية يساعدها نحو 12 عنصراً في الاستخبارات الاميركية داهموا مدرسة دينية انشأها مولاي جلال الدين حقاني قرب الحدود الافغانية في قرية درابا خيل التي تقع على مشارف ميران شاه عاصمة منطقة جنوب وزيرستان القبلية. وذكرت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها ان القوات الاميركية تبحث عن حقاني الذي يعتقد ان له روابط وثيقة بتنظيم "القاعدة"، وشغل منصب وزير الشؤون القبلية في حكومة حركة "طالبان"، وكان قائداً شهيراً للمجاهدين الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي في الثمانينات. وأفاد شهود ان السكان المحليين في الحزام القبلي الذي يتمتع بحكم ذاتي تقريباً والمتاخم لحدود افغانستان لم يرحبوا بوصول القوات الاميركية. وذكر شاهد عيان ان الوفاً من ميليشيات القبائل المسلحين بصواريخ وبنادق آلية احتجوا على الوجود الاميركي في منطقتهم، خصوصاً بعد اعتقال احد رجال الدين المحليين ويدعى قارئ ناروزي الذي كان يشتبه في البداية بأنه عضو اجنبي في "القاعدة" قبل ان يتبين انه باكستاني. وقال مسؤول محلي طلب عدم الكشف عن هويته ان "خمسة مشتبه فيهم على الاقل وضعوا قيد التوقيف في منطقة قبلية على الحدود محاذية لمنطقة خوست الافغانية". ولا يزال آخر مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" ينشطون في الولايات شرق افغانستان وخصوصا باكتيا وخوست جنوب منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية. وهذه اولى العمليات التي تنفذ في هذه المنطقة الحساسة جداً في الجبال على الحدود مع افغانستان. وتتوقع المصادر ان يوسع الاميركيون نطاق العمليات الى مناطق اخرى، من بينها المناطق القبلية في بلوشيستان جنوب غرب. وأفاد مصدر حكومي ان "آليات العمليات بحثت بين الطرفين". وكانت اسلام آباد نفت الاسبوع الماضي وجود قوات اميركية داخل أراضيها. وتشكل هذه القضية حساسية خاصة بالنسبة الى حكومة باكستان، خصوصاً عشية الاستفتاء المقرر الثلثاء المقبل على تمديد ولاية الرئيس برويز مشرف لمدة خمس سنوات اخرى.