سيطر هاجس الدفاع عن الإسلام وتحسين صورته على أعمال مؤتمر "هذا هو الإسلام" الذي ينظمه الازهر وتنتهي اعماله اليوم. وعكست الكلمات التي القيت في الجلسة الافتتاحية، ومنها كلمة الرئيس حسني مبارك التي القاها بالإنابة عنه رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد، الرغبة في تحسين صورة الإسلامي التي رأى المشاركون في المؤتمر انها شوهت بواسطة "الإسلاميين الراديكاليين" الذين نفذوا الهجمات في نيويورك وواشنطن، وبواسطة مسؤولين اميركيين ووسائل اعلام غربية تحاول تصوير العمليات الاستشهادية في فلسطين على انها من اعمال الارهاب. ولم تحل الكلمات التي القيت من دعوات الى التصدي لإسرائيل وفتع باب الجهاد امام الشباب للمشاركة في الانتفاضة والتصدي للجيش الاسرائيلي، وهو الامر الذي ركز عليه الشيخ يوسف القرضاوي. واشار الرئيس المصري، في كلمته، الى أن الهدف من المؤتمر "هو بيان توضيح سماحة الإسلام". وقال "إن شريعة الإسلام أكدت أن الناس جميعا قد أوجدهم المولى سبحانه وتعالى في هذه الحياة لكي يعمروها بالقول الطيب وبالعمل الصالح وبالسلوك الفاضل وبالتعاون النافع وبتبادل المصالح التي احلها الله تعالى"، لافتا الى أن الإسلام "أكد على تكريم الانسان وتسخير هذا الكون لخدمته ولمن بعده". أما وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود زقزوق فأكد أن العالم "في أشد الحاجة الى التعرف على الإسلام ومفهومه للعدل للتأكيد على أن ما يلصق بالإسلام من تشجيع على الارهاب والقتل والتدمير هو ظلم وعدوان"، ودعا زقزوق العالم "الى المقارنة بين عدل الإسلام وبين ما يقع من ظلم على الشعب الفلسطيني بدعوى الدفاع عن النفس من جانب اسرائيل في حين ان الشعب الفلسطيني لا حول له ولا قوة". ومن جانبه اكد أمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد المحسن التركي على ضرورة مواجهة التحديات التي تعترض الامة الإسلامية داخلياً وخارجياً، مشيراً الى "ضرورة ارتباط المسلمين بدينهم لأن في ذلك مساعدة لهم على تجاوز تلك التحديات، كما أكد على ضرورة تبصير غير المسلمين بحقائق الإسلام". وكان شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أكد في كلمته "أن الله سيحاسب الأمة الإسلامية إن قصرت في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب الإسلامية المضطهدة"، وقال "إن الإسلام يعلمنا ان نقف بجانب المظلوم حتى ينتصر وفي وجه الظالم حتي يندحر، كما انه يسوي بين المسلم وغيره ولا يمنح اتباعه حق قتل الآخرين او استبعادهم او الجور عليهم ولا يجعل لاتباعه حقوقا يحرم منها غيرهم". وشدد على أن "الاتهامات الظالمة التي وجهت الى الإسلام ووصمته بما ليس فيه لا يجوز أن نصمت امامها وانما يجب تصحيحها للناس جميعا وهو ما نسعى اليه من خلال هذا المؤتمر هذا هو الإسلام حتي نبين للناس ان الإسلام يؤيد تعاون الحضارات ويرعى حقوق المسلمين وغيرهم ويكرم العلم والعقل ويتسامح مع الآخرين". ورصد المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز اسباب عداء الغرب للإسلام واسباب وجود الصورة غير الحقيقية للإسلام في اذهان الغرب وحصر تلك الاسباب في: الجهل بجوهر الإسلام وتعاليمه وعدم القدرة عل فهم نصوص القرآن والاحادث النبوية فهماً صحيحاً". وفي المقابل فإن الدكتور يوسف القرضاوي طالب بفتح باب الجهاد لتحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين، وطالب الدول الإسلامية بمقاطعة اسرائيل وقطع العلاقات معها ومع كل الدول التي تساندها في عدوانها، واشاد بإقدام وقيام العراق بوقف تصدير بتروله الى الولاياتالمتحدة وطالب الدول العربية والإسلامية أن تحذو حذوه او على الاقل تخفيض حصتها من انتاج البترول وعليها اتخاذ اي وسيلة تساعد على دعم القضية الفلسطينية والاضرار بالدول المعتدية واسرائيل ومن يساندها.