وجّهت الولاياتالمتحدة رسالتي تهدئة الى طهران، احداهما الى السلطات الايرانية عبر السفارة السويسرية والأخرى الى الشعب الايراني عبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي هنأه بعيد النوروز. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي أجنبي في طهران ان الادارة الأميركية بعثت اخيراً برسالة الى ايران تبدي فيها نيتها "عدم التصعيد"، على رغم التهديدات التي أطلقها الرئيس جورج بوش. وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان "الرسالة نقلت عبر السفارة السويسرية التي ترعى مصالح الولاياتالمتحدة في ايران"، وأنها "تعكس رغبة واشنطن في التهدئة". في غضون ذلك ا ف ب، تمنّى باول لشعب ايران عاماً سعيداً لمناسبة رأس السنة الفارسية. وأعرب في رسالة تهنئة عن أمله بأن "يقرّب العام الفارسي الجديد 1381 أكثر بين الشعبين الايراني والاميركي". واضاف: "النوروز احتفال بالتجديد وفرصة للتطلع الى المستقبل، ومنذ آلاف السنين درج شعب فارس على الاحتفال بهذا العيد المهم، بصرف النظر عن خلفياته أو انتماءاته". وكانت الحكومة الاميركية أعلنت عدم معارضتها حواراً بين البرلمانين الايراني والاميركي، لأنه يشكّل دعماً للاصلاحيين في ايران، لكن الخارجية الايرانية تلقت بارتياب هذا الموقف، ورأت فيه "محاولة لبث الفرقة" بين المحافظين والاصلاحيين في هذا البلد. وبدا ان الرسالة التي بعثت بها واشنطن الى طهران عبر السفارة السويسرية لم تكن كافية لتبديد المخاوف الايرانية من النيات الاميركية، اذ وصف مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي التهديدات الاميركية بأنها "جدّية"، وقال الرئيس محمد خاتمي: "اذا أرادت واشنطن تنفيذ تهديداتها سندافع بكل قوتنا". لكن ذلك تزامن مع اعلان طهران انها لا تسعى الى حرب، وتريد خفض التوتر مع ادارة بوش. وجدد خاتمي انتقاده الادارة من دون تسميتها، في رسالة موجهة الى مواطنيه لمناسبة النوروز، قال فيها: "الشعب والحكومة الايرانيان يتعرّضان للتهديد والاساءة من دعاة الحرب والعنف، والجميع يعرف أن الشر يكمن في التهديد والأطماع والهيمنة على الآخرين وتهديد العالم بالحرب والدمار، وان الخير والجمال يكمنان في الدعوة الى العدل والسلام والحوار والاحترام المتبادل في العلاقات الدولية". وكرر دعوته الى تشكيل "تحالف عالمي من اجل السلام" ليحل محل التحالف ضد الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة. وزاد ان مشروعه يتشكل في اطار الاممالمتحدة حيث ينبغي ألا تتكفل "دولة واحدة بمعركة ضد الارهاب".