لندن - "الحياة" - للمرة الرابعة منذ 1999 جمع "الملتقى السياحي العربي - الألماني" وزراء السياحة وممثلي المؤسسات والشركات السياحية التابعة للقطاعين الخاص والعام في 22 بلداً عربياً مع نظرائهم الألمان في اطار "بورصة السياحة العالمية برلين - 2002". وقال المنظمون ان فاعليات الملتقى تركزت على تعزيز فرص التعاون في مجالات التبادل والاستثمار والترويج السياحي. وتم في اطاره عرض مشاريع سياحية مهمة مثل "مشروع الجزيرة" في دبي الذي سيتم من خلاله انشاء شاطئ اصطناعي بطول 120 كيلومتراً واقامة 40 فندقاً و2000 فيلا وشاليه سياحية ويقدر حجم الاستثمارات اللازمة له بنحو ثلاثة بلايين دولار. ومن المشاريع الأخرى التي تم عرضها تلك المطروحة للاستثمار في بلدان مثل سورية والأردن والسودان وسلطنة عمان وقطر والتي تعتبر محور اهتمام المستثمرين ووكالات السفر. ونظم الملتقى "غرفة التجارة والصناعة العربية - الالمانية" بالاشتراك مع "مؤسسة معارض برلين" و"مجموعة الاقتصاد والأعمال واتحاد غرف التجارة والصناعة الألماني"، وأقيم تحت رعاية وزير السياحة والآثار في المملكة الأردنية الهاشمية، رئيس مجلس وزراء السياحة العرب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، الدكتور طالب الرفاعي ووزير الاقتصاد والتكنولوجيا الالماني الدكتور فرنر مولر. وبدأ الملتقى أعماله في 17 الشهر الجاري في القاعة 7 بمؤسسة معارض برلين، حيث تقام بورصة السياحة العالمية. وحضره قرابة 300 من خبراء وصناع القرار وممثلي القطاع السياحي العربي والألماني للبحث في سبل تعزيز الاستثمارات في هذه الصناعة لدى الجانبين ودعم حركة السياحة بينهما. ويقول القائمون على الشأن السياحي في المانيا ان السياحة الألمانية باتجاه البلدان العربية شهدت معدلات نمو جيدة خلال السنوات العشر الماضية، وان هذا التطور عرف ذروته عامي 1998 و1999، حتى تراوحت نسب النمو بين تسعة في المئة في سورية، و35 في المئة في الأردن. وتواصل نمو السياحة الألمانية العربية بنسب عالية حتى تشرين الأول أكتوبر الماضي حين بدأ بالتراجع بسبب أحداث 11 أيلول سبتمبر في نيويورك وواشنطن. غير ان معطيات الأسابيع الأخيرة تفيد بأن هناك عودة تدريجية لمستوى الحجوزات السياحية الى مصر وتونس ودبي ومقاصد سياحية عربية أخرى خلال فصلي الربيع والصيف الى المعدل الذي كانت عليه قبل الأحداث، ما يدل على عودة ثقة السائح الألماني بها. ويؤكد العاملون في قطاع السياحة والسفر في المانيا انه على رغم التطور المهم الذي شهدته السياحة بين البلدان العربية والمانيا حتى الآن فإن مستواها لا يزال متواضعاً بالمقارنة مع الامكانات الضخمة التي تتوافر لدى كل من الجانبين. فلدى البلدان العربية، على سبيل المثال، مراكز سياحية تؤمن للسائح مختلف عناصر الجذب السياحي من شواطئ ودفء وأماكن أثرية. كما تتوافر لديها مئات المشاريع السياحية المطروحة للاستثمار. وفي المقابل تتمتع المانيا بمناخ صيفي معتدل ومجمعات سياحية وصحية قادرة على توفير متطلبات السائح العربي الذي لا يزال حضوره الى المانيا ضعيفاً.