عارضت سورية القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدة وتبناه مجلس الأمن أول من أمس ودان "الهجوم الإرهابي على فندق بارادايس في كيكامبالا في كينيا الذي أسفر عن سقوط ضحايا كينيين وإسرائيليين، ومحاولة الهجوم بالقاذفات على طائرة الخطوط الجوية اريكا أثناء مغادرتها مومباسا في كينيا في رحلتها 582 يوم 28 تشرين الثاني نوفمبر، فضلاً عن هجمات إرهابية أخرى وقعت أخيراً في بلدان شتى"، معتبرا أن هذه الأعمال "شأنها شأن أي عمل من أعمال الإرهاب الدولي تشكل خطراً يهدد السلام والأمن الدوليين". وأعرب مجلس الأمن بموجب القرار "لشعبي كينيا وإسرائيل وحكومتيهما ولضحايا الهجوم الإرهابي وأسرهم عن عميق تعاطفه وعزائه"، وحض "جميع الدول، وفقاً لالتزاماتها بموجب القرار 1373، على التعاون مع الجهود التي تبذلها السلطات للعثور على مرتكبي هذه الهجمات الإرهابية ومنظميها ومن يتولى رعايتها وتقديمهم للعدالة". وصوتت 14 دولة مع القرار، وشرحت سورية تصويتها هذا "نظراً لتشبث الولاياتالمتحدة بصياغاته، وتوسيع اطره بما يشمل أبعاداً سياسية غير مقبولة تنعكس سلباً على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وفي الأراضي العربية المحتلة ولا تنسجم مع فهمنا ومواقفنا ازاء هذه الأوضاع". وتراجعت الولاياتالمتحدة عن النص الأصلي في مشروع القرار الذي طالب جميع الدول بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية تحديداً في التحقيق، الأمر الذي أثار غضب الوفود العربية، واعتبر محاولة لفرض التعامل مع إسرائيل. لكن الصيغة المعدلة التي أصرت عليها الولاياتالمتحدة لاقت معارضة دول عربية عبر عنها الموقف السوري عبر السفير ميخائيل وهبة في مجلس الأمن قبيل التصويت. وقال وهبة إن تصويت سورية ضد القرار يأتي "لأنه لا يمكن لها القبول باقحام إسرائيل مرات عدة وبما لا ينسجم مع القرارين المتعلقين ببالي وموسكو، علماً أن إسرائيل تمارس أعلى مراتب الإرهاب وترتكب كل يوم جرائم جديدة ضد الإنسانية في الأراضي العربية المحتلة". وشدد على أن سورية "تدين من دون تحفظ العمل الإرهابي الذي وقع في كمبالا، كينيا"، وتؤكد "ادانتها الإرهاب بأشكاله وصوره كافة". وعلق السفير الأميركي جان نغروبونتي على شرح الموقف السوري في مجلس الأمن اثناء لقائه بالصحافة وقال: "إن تصويت 14 دولة مع القرار ومعارضة سورية فقط يتحدث عن نفسه". ودافع عن ذكر إسرائيل تحديداً في القرار، وقال: "إن الإرهابيين استهدفوا المواطنين الإسرائيليين ... لذلك أصرينا على الإشارة إلى إسرائيل في القرار".