أشار الأستاذ جهاد الخازن في زاويته "الحياة" في 2/11/2002 الى شعبية السيد عمرو موسى، وأحب أن أؤكد ما جاء في مقالة الأستاذ الخازن. وأضيف، إذا أذن لي، أن شعبية السيد الأمين العام لم تأت من فراغ. فالرجل، بانتمائه الى أمته ووطنه، مارس أدواراً ريادية، وأنجز أعمالاً مشرفة، ولا يزال يحمل من الهمّ الابداعي ما يؤرقه، لأن الظروف والأوضاع لم تكن مواتية، مادياً وسياسياً، لكي يترجم الأفكار النيرة التي تعتمل في رأسه الى واقع. وربما تفاءل، في بداية مشواره مع الجامعة، بسبب كثرة الوعود. ولم ينل منها إلا كما ينال الظمأ من برق سحابة لم تمطر. ولكنه لم يتوقف عندما خذله بعضهم، بل كافح ونافح وشارك وتحرّك. وإذا كان كاتبنا الكبير نجيب محفوظ يرى ان الجامعة هي "دار الحكمة"، فليسمح لي أن نلحق بالحكمة الابداع. فإنها "دار حكمة وابداع"، بوجود السيد عمرو موسى. وإذا كان الأستاذ غسان شربل يرى أن من الصعب العثور على عربي واحد يشيد بالجامعة العربية، فقد تجنى على الحقيقة. وأستميحه عذراً في قلب معادلته لأقول: لو كان العالم العربي في أفضل أيامه لما كانت الجامعة العربية في أسوأ أيامها، كما يرى هو. أما أنا، فإنني متفائل جداً، وأعلق على الأمين العام آمالاً عراضاً، هي آمال الأمة العربية بأجمعها وآمل في ان يغذ السير نحو المصالحات العربية، والتصدي للهجمات، ومواجهة التحديات، وتوثيق الصلات، وإعادة هيكلة الجامعة، وهيكلة سياستها التي تمكننا من مواجهة المستقبل بكل ثقة. أما العقيد القذافي الذي رأى الأستاذ شربل ان من حقه ان يعتب على العرب، فالعقيد حياته النضالية كلها عتاب في عتاب، حتى أجادت الأمة التطبيع مع عتابه، أو عتبه. ولعلي أقترح أن تسلّم أمانة الجامعة، كل سنة، الى حاكم عربي. وأنا أجزم أن العقيد سيحل كل المشكلات المالية والإدارية، وسيفعّل دور الجامعة بواسطة انضمام دولة "إسراطين" اليها. ورحم الله شاعر القرن، الجواهري، الذي قال: "وحين تطغى على الحران جمرته فالصمت أفضل ما يطوى عليه فم". الباحة السعودية - د. علي بن محمد الرباعي