أنا من القراء الدائمين لجريدة "الحياة" التي اعتبرها من أكثر الصحف العربية مصداقية في نقل الخبر من دون إثارة أو مبالغة. ويعتبر مقال الأستاذ داود الشريان "أضعف الإيمان" من المقالات الأساسية التي أواظب على قراءتها باستمرار. وأنا اعتبر الأستاذ الشريان وبمنتهى الأمانة من الكتّاب العرب القلائل الذين يحملون القلم بكل شرف وجراءة. قرأت مقاله في يوم السبت 17/2، "موسى اميناً عاماً". واستنتجت من بين سطوره تأييده لترشيح السيد عمرو موسى وزير خارجية مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية. ولكن اسمحوا لي أن أختلف معه في هذا الرأي. فأنا ضد ترشيح السيد عمرو موسى لهذا المنصب. واعتراضي هذا ليس تقليلاً من شخص أو مكانة السيد عمرو موسى. فهو يعتبر من الساسة القلائل في وطننا العربي ممن تبوأوا هذا الموقع الحساس وزير خارجية بكل شجاعة واقتدار، وهو يحظى بتأييد شعبي ورسمي في مصر وخارجها لدوره السياسي البارز، ويصح وصفه بالمقاتل الشجاع. وعلى رغم هذا كله أعترض، وبشدة، على ترشيحه لهذا المنصب الشرفي. فنحن كنا نتطلع الى أن يلعب السيد عمرو موسى دوراً اكبر من ذلك على خريطة السياسة المصرية مستقبلاً. وهو يعتبر المرشح الأقوى لتولي مسؤولية مصر بعد الرئيس الحالي حسني مبارك. وأعتقد أن هذا ليس رأيي فقط، بل هو رأي كثرة من المصريين الذين يرون في السيد عمر موسى جميع المواصفات التي نتمناها في الرئيس القادم لجمهورية مصر العربية. صحيح ان حكام مصر منذ ثورة يوليو التحول من الملكية الى الجمهورية كلهم من العسكريين بدءاً من الرئيس محمد نجيب ووصولاً للرئيس حسني مبارك. إلا أننا، في ظل الظروف العالمية التي تواجه امتنا العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، نرى أنه حان الوقت لكسر هذه القاعدة والاتجاه الى التغيير السليم. فلكل مرحلة ظروفها، ولكل ظروف رجالها. والسيد عمرو موسى يعتبر وبحق رجل الظروف الصعبة. ومنذ زمن ليس ببعيد ونحن نرى بوضوح ما يحدث في كواليس السياسية العربية من المشرق الى المغرب. فالرؤساء كلهم يسعون الى تأهيل أبنائهم لتولي رئاسة الحكم من بعدهم والأمثلة على ذلك كثيرة، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والعقيد الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي صدام حسين وأولاده، ورحم الله الرئيس السوري حافظ الأسد. لنرجع الى موضوعنا... أليس الأستاذ الشريان معي في ما قلت بخصوص السيد عمرو موسى؟ خالد صالح - الرياض