باوتشر دعا الجارين إلى تخفيف التوتر واتخاذ "إجراءات ثقة". إسلام آباد تتهم نيودلهي بإطلاق "سباق تسلح"

إسلام آباد، واشنطن -أ ف ب - اعتبر وزير الاعلام الباكستاني نيسا ميمون ان تجربة اطلاق الصاروخ الهندي رداً على التجربة التي اجرتها باكستان صباح اول من امس الجمعة تهدف الى اطلاق "سباق للتسلح".
وأضاف الوزير: "نعتقد ان الهند قامت بذلك من اجل اطلاق سباق للتسلح، لكن باكستان لن تورط نفسها فيه على الاطلاق".
وتابع: "من الواضح اننا لم نحذُ حذوهم عندما اطلقوا 12 صاروخاً على سبيل التجربة. اطلقنا تجربة من اجل اختبار شؤون تقنية". ووصف ميمون اتجاه الهند الى سباق التسلح ب "المؤسف".
وكانت الهند اطلقت اول من امس صاروخ ارض-جو من طراز "أكاش" سماء على سبيل التجربة بعد ساعات على اعلان باكستان تجربة اطلاق صاروخ "هتف - 1" شاهين المتوسط المدى. وأوضحت الوزارة ان الصاروخ الهندي الذي يصل مداه الى 25 كلم مخصص للدفاعات الجوية.
وقال خبراء ان الصاروخ الباكستاني وهو باليستي ارض-ارض يمكن ان يحمل رأساً نووية وقد يصيب الهند في العمق بما في ذلك عاصمتها.
وأضاف ميمون ان "باكستان ستواصل سياسة الردع في حدها الادنى، وهو ما يشكل حجر الزاوية لسياستنا الدفاعية".
وقال: "ان الهند تريد ان تبرهن عن قوتها عبر اظهارها للشعب في كشمير قدرتها على السيطرة عليه، لكن الهند مخطئة لأنهم يناضلون من اجل حريتهم وأن مثل هذه الاعمال لن يؤدي الى تراجعهم في معركتهم ضد السيطرة الهندية".
وقال المساعد السابق لرئيس هيئة الاركان في سلاح الجو الباكستاني الجنرال المتقاعد اياز احمد رداً على التجربة الهندية: "كان على الهند ان تقوم بشيء ما لرفع معنويات شعبها بعد نجاح التجربة الباكستانية".
في غضون ذلك، اعربت الولايات المتحدة عن "خيبة املها" من اطلاق الصواريخ الباكستانية والهندية وحثت الدولتين على عدم الانجرار وراء سباق للتسلح.
واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر "ان مثل هذا السباق يشكل تهديداً اضافياً للأمن الاقليمي والدولي".
وحث باوتشر الدولتين اللتين تملكان السلاح النووي، على عدم "القيام بأعمال تزيد من حدة التوتر في المنطقة".
وأضاف باوتشر: "اننا نواصل الضغط على باكستان والهند للتحلي بضبط النفس في برامجهما النووية وتلك المتعلقة بالصواريخ عبر امتناعهما خصوصاً عن نشر صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية"، داعياً البلدين الى بحث مسألة اتخاذ "اجراءات ثقة" في ما بينهما.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية في شكل غير مباشر ان واشنطن قلقة من تجربة الصاروخ الباكستاني اكثر من التجربة الهندية.
وأضاف: "ان الصواريخ القادرة على نقل اسلحة دمار شامل، وهذا ما لا يمكن صواريخ ارض-جو ان تقوم به، تشكل مصدر قلقنا الرئيسي".
وبذلت الولايات المتحدة التي تخشى ان تؤجج الازمة الافغانية حدة التوترات في اجزاء اخرى من المنطقة، جهوداً ديبلوماسية مكثفة خلال الاشهر الاخيرة لخفض التوتر بين الهند وباكستان.