تركز تونس على استقطاب السياح العرب كبديل مناسب يتيح تخطي تداعيات الكساد الدولي الذي ترك آثاراً سالبة على قطاعها السياحي المعتمد على السياح الأوروبيين بنسبة تتجاوز التسعين في المئة. وكانت تونس استقبلت السائح الفرنسي رقم مليون نهاية السنة الماضية بعدما استقبلت أيضاً، قبل ذلك، السائح الألماني رقم مليون. ومنذ سنوات بات الألمان والفرنسيون يتجاوزون حاجز المليون سائح في السنة، ما بوأهم المرتبتين الأولى والثانية بين السياح الذين يزورون هذا البلد المتوسطي الساحر. إلا ان تراجعاً كبيراً سجل على صعيد اقبال الأوروبيين بعد احداث نيويورك وواشنطن، كما ان الركود الذي ضرب الاقتصادات الأوروبية أحدث انكماشاً قلل من قدرة المواطن الأوروبي على الانفاق على أنشطة السفر والسياحة والترفيه. واتجه التونسيون الى السياحة العربية بوصفها أحد البدائل لاستثمار البنية الفندقية والسياحية المتطورة في البلد، وقرروا خطوات جديدة في هذا السياق بينها فتح مكتبين سياحيين في الجزائر وليبيا ومعاودة فتح المكتب السياحي التونسي في السعودية، علماً أن أعداد السياح الليبيين الذين زاروا البلد في السنوات الأخيرة تجاوزت المليون سائح سنوياً في المتوسط، كما ان السياح الجزائريين اجتازوا حاجز المليون سائح في وقت سابق. خطوط جوية الى ذلك زار وفدان سياحيان تونسيان كلا من السعودية والامارات والبحرين والكويت لدرس آفاق استقطاب السياح الخليجيين، وفي هذا الاطار انطلقت محادثات بين تونس والكويت لمعاودة تشغيل الخط الجوي المباشر الذي توقف بين البلدين بعد حرب الخليج الثانية. وعلمت "الحياة" ان المحادثات وصلت الى مستوى متقدم. كذلك يعول التونسيون كثيرا على فتح خط جوي مباشر بين المغرب والامارات بمتوسط ثلاث رحلات في الاسبوع على أساس ان توقف الرحلات الجوية في المطارات التونسية سيساعد على تنشيط اقبال السياح الاماراتيين لزيارة تونس. وفي خط مواز تستعد تونس لانتعاشة سياحية كبيرة في السنوات المقبلة. ويعتقد وزير السياحة منذر الزنايدي الذي جال أخيراً على كل من المانيا وبريطانيا واسبانيا ان هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن القطاع السياحي سيستعيد عافيته ويشهد نمواً مطرداً في العقد الجاري. وفي هذا الاطار انجزت "الوكالة اليابانية للتعاون الفني" أخيراً دراسة استراتيجية شملت 60 مشروعاً سياحياً يؤمل انجازها في تونس بحلول عام 2016، متيحة تطوير السياحتين الثقافية والصحراوية. وشارك في انجاز الدراسة 15 خبيراً يابانياً زاروا تونس العام الماضي. وأفاد مصدر مطلع ان الدراسة اظهرت الميزات الطبيعية والحضارية المتوافرة في البلد لا سيما المواقع الاثرية التي تعود الى الحقبتين الفينيقية والاسلامية وتنوع المشاهد السياحية من الشمال الى الجنوب، لكنها أظهرت أيضاً ضعف الترويج وقلة الاطلاع على الامكانات السياحية للبلد في الخارج، اضافة الى الدور السالب للسياحة في ما يخص الاضرار بالبيئة الطبيعية. وحددت الدراسة 60 مشروعاً ستعرض على متمولين يابانيين في اطار خط اعتماد مالي يمنح لتونس. وقدرت كلفة انجاز هذه المشاريع ب133 مليون دينار نحو 100 مليون دولار.