ذكرت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان المحادثات التي أجراها عدد من الدول العربية مع الادارة الاميركية في واشنطن ثبتت الاتجاه الاميركي الى العمل على تهدئة الاوضاع في المناطق الفلسطينية، والى تأكيد ان حرب اميركا على الارهاب لن تستهدف أي دولة عربية بما في ذلك العراق. وأفادت المصادر ان المسؤولين الاميركيين أكدوا للزوار العرب الاسبوع الفائت ان الجهود الاميركية الراهنة تتطلب تهدئة للوضع في الشرق الاوسط والتركيز على مكافحة الارهاب الذي ضرب الولاياتالمتحدة. وأكدت هذه المصادر ان المسؤولين العرب الذين اجروا محادثات مع كبار المسؤولين الاميركيين شددوا على ان الحكومات العربية تقف الى جانب الولاياتالمتحدة في معركتها ضد الارهاب، ومستعدة لكل الاحتمالات، لكن ذلك يستلزم الضغط على حكومة ارييل شارون، ونقلوا تعهداً من الادارة الاميركية بأنها في حربها ضد الارهاب لن تقوم بتصفية حسابات قديمة او تهديد او ضرب اي دولة عربية. ويشمل التعهد الاميركي العراق الا اذا ثبت ضلوعه في الاعمال الارهابية. وأبلغت مصادر عربية "الحياة" ان رسالة العاهل الاردني الملك عبدالله الى الادارة الاميركية انطوت على شقين اساسيين هما: اولاً، ان موقف الادارة الاميركية من عملية السلام يجب الا يتوقف على اجراءات تهدئة، وانما يجب ان يتضمن موقفاً علنياً لحصيلة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بقيام دولة مستقلة عاصمتها القدس. ثانياً، عدم التعرّض لأي دولة عربية وعدم ضرب العراق. وقد راقبت اسرائيل والمنظمات المؤيدة لها بقلق الاتصالات التي اجراها المسؤولون العرب في واشنطن والجهود الاميركية التي تهدف الى بناء تحالف دولي يضم دولاً معادية لاسرائيل ويهادن وينفتح على دول تستضيف وتدعم منظمات تحاربها. وعلمت "الحياة" ان اللوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة بدأ حملة ضغط على الادارة من اجل ضم "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" الى لائحة المنظمات التي جمدت أرصدتها في الولاياتالمتحدة، وحظر على المؤسسات الاجنبية التعاطي معها تحت تهديد العقوبات. وقد بعث رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش برسالة احتجاج الى وزير الخارجية كولن باول يعبر فيها عن أسفه لعدم ادراج الادارة "حزب الله" و"حماس" بين المنظمات التي جمدت أرصدتها. وعلى رغم ان الولاياتالمتحدة لم تعلن اي تغيير في سياساتها في ما يخص عملية السلام في الشرق الاوسط، الا ان "البطاقة البيضاء" التي حظي بها شارون منذ وصوله الى رئاسة الحكومة قد "انتهت صلاحيتها"، حسب ما قاله مصدر ديبلوماسي، لأن التركيز الآن على مصلحة الولاياتالمتحدة اولاً. وعلمت "الحياة" ان اللوبي الاسرائيلي يسعى الى تشكيل مجموعة ضغط على الادارة تضم عائلات ضحايا الهجمات الانتحارية، واستغلال عواطف العائلات المنكوبة وتجييرها للضغط على الادارة الاميركية لانتهاج سياسات معادية للعرب ورافضة للضغط على اسرائيل، وذلك على غرار التحرك الذي قامت به عائلات ضحايا حادثة لوكربي التي لا تزال تشكّل العائق الاساسي امام تطبيع العلاقات بين ليبيا وواشنطن.