} لندن، نيويورك - - "الحياة" - عاد المتداولون والوسطاء الماليون إلى مكاتبهم أمس الاثنين وفتحت بورصة نيويورك للأسهم، الأكبر في العالم، أبوابها بعد اغلاق قسري استمر أربعة أيام عمل بسبب الهجمات الانتحارية الأسبوع الماضي. لكن مؤشري "داو جونز" و"ناسداك" فتحا على هبوط ما لبث أن تسارع في الساعات الأولى من التداول "داو جونز" تدنى 56.6 في المئة في العاشرة والدقيقة 17 بالتوقيت المحلي، على رغم لجوء مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة بنسبة 5.0 في المئة وللمرة الثامنة السنة الجارية، قبل وقت قصير من فتح الأسواق. في الوقت نفسه، أعلن البيت الأبيض أن الركائز الأساسية للاقتصاد الأميركي لا تزال قوية على رغم الهبوط الحاد "لكن المتوقع" لأسعار الأسهم. كما أشار إلى أن الرئيس جورج بوش عقد اجتماعاً مع مستشاريه خُصص للبحث في أفضل السبل لمساعدة شركات الطيران التي تضررت من تعطل حركة الطيران والتوقعات بتراجع أكبر لنشاط هذا القطاع. في غضون ذلك، وسّعت الأسهم الأوروبية نطاق المكاسب التي بدأت تحققها منذ منتصف جلسات التداول أمس، وذلك على رغم الهبوط في وول ستريت. وقال محللون إن الخفض المفاجئ لأسعار الفائدة الذي أعلنه مجلس الاحتياط يبدو وكأنه طمأن المستثمرين الأوروبيين القلقين أصلاً من تزايد مخاطر الركود في الولاياتالمتحدة. لكن وزير الخزانة الأميركي بول اونيل أكد أمس أنه لا يعتقد ان دخول بلاده في ركود أمر حتمي بعد الهجمات الأخيرة. وتزامنت خطوة مجلس الاحتياط، التي تدفع أسعار الفائدة إلى 3 في المئة فقط، مع تصريحات لمستثمرين كبار حول محافظهم استهدفت طمأنة الأسواق أيضاً. فقد صرح رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال أمس رويترز، أنه لن يبيع أياً من حصص الأسهم التي يملكها. وقال في بيان ارسلته شركة "المملكة القابضة" التي يملكها لوكالة "رويترز" إن الاقتصاد الأميركي قوي وانه لن يبيع أي أسهم في أي من الشركات، معرباً عن اعتقاده بأنه يتعين على المستثمرين الامتناع عن البيع في الأيام القليلة المقبلة، حيث أن الذعر لن يضر إلا من لا يفهمون آلية الاقتصاد الأميركي. من جهته، قال أحد أشهر المستثمرين في العالم، وارن بافيت، الملقب ب"حكيم أوماها" لخبرته الواسعة والناجحة في اختيار الأسهم الرابحة، لبرنامج "60 دقيقة"، الذي بثته الأحد شبكة "سي بي اس" للتلفزيون: "لن أبيع أي شيء". وأشار إلى أنه "إذا نزلت الأسعار في شكل ملموس، فإن هناك بعض الأسهم التي قد اشتريها"، من دون أن يحدد أياً منها. وقبل أن تعاود بورصة نيويورك التداول أمس، وقف المسؤولون والعاملون فيها دقيقتي صمت احتراماً لذكرى ضحايا الاعتداءات، فيما دق جرس الافتتاح ممثلون عن أجهزة الشرطة والاطفاء والوكالات المختلفة المشاركة في عمليات الإنقاذ فوق أنقاض مركز التجارة العالمي المدمر. ودفعت أوامر البيع التي تلقاها المتداولون منذ الفتح مؤشر "داو جونز" دون مستوى 9000 نقطة، وذلك للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام. وقال مستشار الاستثمارات بيل باركر من دار الوساطة "دين راوشر" في دالاس إنه "لكي يدخل المستثمر شارياً الأسهم، يجب أن تكون هناك رؤيا واضحة في الأسواق وثقة. لكن هذين الشرطين غير متوافرين الآن". وفي السادسة والدقيقة 45 بتوقيت لندن كان مؤشر "داو جونز" يراوح عند 8948.71 نقطة بانخفاض 6.84 في المئة، ومؤشر "ناسداك" المجمع عند 1593.46 نقطة بانخفاض 6.01في المئة. من جهته، أعلن البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت بعد ظهر أمس وفي صورة مفاجئة، أنه قرر خفض أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية، عقب قرار مجلس الاحتياط خفض الفائدة في الولاياتالمتحدة. وتدخل خطوة المركزي الأوروبي في إطار الجهود الدولية للسيطرة على الأسواق وتجنيبها الذعر الناجم عن الأزمة الدولية الحالية. في فرانكفورت أيضاً، أعلنت الهيئة المكلفة مراقبة وتنظيم بورصة الأسهم الألمانية أمس أنها تنظر في المزاعم بحصول عمليات بيع مكشوفة Short Selling للأسهم قبيل الهجمات الانتحارية في نيويورك الأسبوع الماضي. لكنها قالت إنه من السابق لأوانه تحديد الأسهم التي تشملها هذه الاشاعات. وكانت ترددت اشاعات في السوق بأن اسامة بن لادن قد يكون حاول الإفادة من عمليات البيع قبل حصول الهجمات، متوقعاً أن تؤدي هذه إلى تدهور الأسعار، فيفيد لاحقاً بشرائها بأسعار متدنية. وفي تطور آخر أمس، واصل سعر الذهب ارتفاعه ليتم تحديده بعد الظهر في لندن عند 25.293 دولار للأونصة، ارتفاعاً من 75.285 دولار الجمعة الماضي. وهذا أعلى سعر للذهب منذ 1 آذار مارس الماضي، علماً أنه "ملاذ آمن" في الأزمات الدولية. وفي إشارة قد تحمل تفاؤلاً في الأمد القصير، نزلت أسعار سندات الخزينة الأميركية US Bonds أمس عقب الهبوط في وول ستريت. وقال محللون إن الهبوط في أسعار السندات، التي تتحرك بعكس أسعار الفائدة، يعكس على ما يبدو، الآمال بأن سوق الأسهم بعد هبوطها الأولي أمس، يمكن أن تشهد استقراراً مع عودة التداول إلى طبيعته.