كشف وزير خارجية السويد السابق ستن اندرسن في رسالة من سبع صفحات ارسلها اخيراً الى قيادة الحزب الديموقراطي الاشتراكي السويدي لتأخذ موقفاً من خلافاته مع رئيس وزراء السويد يوران بيرسون حول سياسة الشرق الاوسط، انه بعدما القى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خطاباً "متسامحاً" في البرلمان السويدي سنة 1998 في ستوكهولم "تحدث المفاوضون الاميركيون عن معجزة، وارسل على ضوء ذلك ارون ميلر مساعد دنيس روس، الى العاصمة ستوكهولم ليعرب عن حاجة ماسة لتأسيس قناة سرية تتم من خلالها مباحثات سلام وتكون على ارتباط مستمر مع مجموعة ستوكهولم". الجدير ذكره ان مجموعة ستوكهولم تأسست عام 1994 بمبادرة سويدية لتمهد لكل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي تتألف من اربعة اكاديميين، فلسطينيين واسرائيليين يتقاضى كل منهم نحو 850 دولاراً اسبوعياً من الحكومة السويدية واجتمعوا اكثر من 50 مرة، ثلاثين منها في ستوكهولم. ويقول اندرسن ان الاكاديميين الاربعة هم مهندسو اتفاق اوسلو ويخضعون لأمرة ابو مازن ويوسي بيلين. ووضعت مجموعة ستوكهولم عام 1995 مسودة مشروع سلام وافق عليها الطرفان اهم نقاطها الموافقة على اعلان دولة فلسطينية وعاصمتها شرق القدس ورسم الحدود وانهاء الاستيطان وحل مشكلة اللاجئين. وذكر اندرسن في رسالته التي كانت سرية حتى نهار امس حين اعلن عن كامل مضمونها ان "موضوع القناة السرية نوقش على اعلى المستويات في الخارجية الاميركية وعقدت اجتماعات سرية بين الفلسطينيين والاسرائيليين اعرب خلالها كل من الطرفين عن موافقته على هذه القناة. ودعيت في كانون الاول ديسمبر 1999 لمقابلة ابو مازن في رام الله فقال لي ان القيادة الفلسطينية متفقة مع الادارة الاميركية على ضرورة تأسيس قناة سرية على مستوى اكاديمي تتمتع بمباركة سياسية من قبل الاطراف المصرية". ويشرح اندرسن انه اتصل برئيس وزراء السويد يوران بيرسون وطلب منه موعدا لمناقشة موضوع مهم يخص الشرق الاوسط ولكن بيرسون الذي هو على خلاف كبير مع اندرسن بسبب اختلاف الرأي حول سياسة السويد الشرق اوسطية لم يقابله الا بعد مرور اشهر على طلب الموعد فتم اللقاء في شباط فبراير 2000. وقال: "شرحت لبيرسون ان الاميركيين والفلسطينيين والاسرائيليين يرغبون في تأسيس قناة سرية في ستوكهولم. وزار في السابع من شهر اذار مارس 2000 ابو مازن العاصمة ستوكهولم ليجري محادثات قال عنها انها اكثر اهمية من مرافقة عرفات الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك". ويشرح اندرسن ان ابو مازن طلب ان يجتمع الى رئيس وزراء السويد يوران بيرسون ووزيرة الخارجية انا ليند لأنه "اراد ان يطرح عليهما اقتراحاً لا يخرج الى العلن ويتضمن رجاء الى السويد ان تكون راعية لقناة اكاديمية في غاية السرية". ويتابع اندرسن ان بيرسون لم يقابل ابو مازن الذي غادر السويد "محبطا ومنزعجا من موقفها ومشككاً في امكان خلق قناة سرية مركزها السويد الا انني اقنعته بأنه يمكننا ان نفعل ذلك". ويشير اندرسن انه قابل ابو مازن مجددا في الثامن من نيسان ابريل في تونس "وشدد مجددا على اهمية تأسيس القناة السرية". وشرح ابو مازن ان عملية السلام حساسة جدا بالنسبة الى القيادة الفلسطينية. الفلسطينيون الى جانبهم الحقوق الدولية، واي تنازل عن تلك الحقوق ستترجم بأنه تراجع عن مطالب جوهرية. وكان المطلوب صبرا ووقتاً لتنجح القيادة الفلسطينية في الوقوف متفقة على مشروع واحد وهذا يعني ان الشعب الفلسطيني سيدعم اتفاق السلام. اما الخلاف بين القيادة فسيؤدي الى كارثة كبيرة". وتابع اندرسن "ان اقتراح تأسيس قناة سرية من اكاديميين لم يوافق عليها باراك لانه من النوع الذي يحب ان يقرر بنفسه ولا يرغب في ان يكون الاكاديميون في الصورة". ويضيف "القناة السرية كشفت ولم تعد سرية وتسبب ذلك في خلق انشقاق في القيادة الفلسطينية واستقال احد اهم الرموز الفلسطينية ياسر عبد ربه احتجاجا وتعرض المشاركون في المفاوضات لنقد شديد اللهجة فور عودتهم الى بلادهم، وهذا ادى فيما بعد الى فشل قمة كامب ديفيد الثانية". ويتهم اندرسن حكومة السويد الحالية بالانحياز للاسرائيليين لأنها "لا تريد ان تغضب اللوبي اليهودي". وقال ان مجموعة ستوكهولم التي اوقفت الحكومة السويدية كل المساعدات المالية لها، لم تعد تجتمع في العاصمة السويدية بل اصبحت تعمل خارج السويد.