نمو الجولات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني    «الحونشي»    حظي عجاجه والحبايب (قراطيس) !    هل بقيت جدوى لشركات العلاقات العامة؟    المسار الموثوق    أبها يتغلب على الخليج بهدفين في دوري روشن    نادي الرياض يتعادل مع 10 لاعبين من النصر    القمر يقترن ب «قلب العقرب» العملاق في سماء رفحاء    الاستثمار الثقافي والأندية الأدبية    "منشآت" تختتم أسبوع التمويل بمناقشة الفرص والحلول التمويلية لروّاد الأعمال    الهلال يتفنن بثلاثية أمام الطائي    تنوع أحيائي    د. رائد الحارثي: الذكاء الاصطناعي هو الحل للجدولة    ماذا بعد طلب «الجنائية» توقيف قادة في إسرائيل وحماس؟    مشروعات عصرية    مجدٌ يعانق النجوم    ثانوية السروات تحتفي بتخريج الدفعة الأولى من نظام المسارات    يونايتد المتعثر يقف أمام سيتي الطامح لكتابة المزيد من التاريخ    نزاهة: حادثة التسمم الغذائي بأحد مطاعم الرياض لن تمضي دون محاسبة    الراجحي يتحدى مرتفعات «باها اليونان» في كأس العالم    إثراء يختتم قمة الاتزان الرقمي "سينك" بنسختها الثانية    فيصل بن خالد يرأس اجتماع الجهات الأمنية والخدمية المشاركة في منفذ جديدة عرعر    فيلم "نورة"يعرض رسميا في مهرجان كان السينمائي 2024    فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية يكرم موظف سوداني    موعد احتفال الهلال بلقب دوري روشن    انطلاق الهايكنج في الحريق    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للربو"    مستشفى الحرجة يُنظّم فعالية "التوعية عن ارتفاع ضغط الدم"    وزير الخارجية يستقبل وزير خارجية النمسا    عرض ضخم من الهلال لجوهرة البرتغال    القبض على وافد بتأشيرة زيارة لترويجه حملات حج وهمية ومضللة    علامة HONOR تكشف عن بنية الذكاء الاصطناعي المكونة من 4 مستويات وتمضي قدماً مع Google Cloud من أجل مزيد من تجارب الذكاء الاصطناعي في VivaTech 2024    دفعة جديدة من العسكريين إلى ميادين الشرف    الداخلية: دخول مكة والبقاء فيها ممنوعان للزائرين    السعودية تدعم عمليات الإنزال الجوي الأردني لإغاثة الفلسطينيين في غزة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة    السعودية تفوز بعضوية مجلس منتدى النقل الدولي ITF    إصدار 54 ترخيصاً صناعياً جديداً خلال مارس 2024    أمير حائل يشكر جامعة الأمير محمد بن فهد    رفع كسوة الكعبة المشرَّفة للحفاظ على نظافتها وسلامتها.. وفق خطة موسم الحج    أدبي الطائف يقيم الأمسية السودانية ضمن لياليه العربية    تمكين المرأة.. وهِمة طويق    تخريج 700 مجند من دورة «الفرد»    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 142 مجندة من الدورة التأهيلية    جنة الأطفال منازلهم    لقاء علمي يستعرض تجربة بدر بن عبدالمحسن    مغني راب أمريكي ينهي حياته في بث مباشر    معرض «لا حج بلا تصريح» بالمدينة المنورة    د. خوقير يجمع رجال الإعلام والمال.. «جمعة الجيران» تستعرض تحديات الصحافة الورقية    الخريجي يقدم العزاء بمقر سفارة إيران    دشن هوية «سلامة» المطورة وخدمات إلكترونية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد سير العمل في الدفاع المدني    الاستعداد النفسي أولى الخطوات.. روحانية رحلة الحج تبعد هموم الحياة    توريد 300 طن زمزم يومياً للمسجد النبوي    الأمير سعود بن مشعل ترأس الاجتماع.. «الحج المركزية» تستعرض الخطط التشغيلية    الكاتب العقيلي يحتفل بتخرج إبنه محمد    آل مجرشي وآل البركاتي يزفون فيصل لعش الزوجية    "أبرار" تروي تحديات تجربتها ومشوار الكتابة الأدبية    استشاري: حج الحوامل يتوقف على قرار الطبيب    جناح الذبابة يعالج عيوب خلقية بشرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار عن "ثقافة الخوف" في "منتدى الأتاسي" . نقاش في معنى الحرية وضرورتها واعتراض على تشويه مسألة العدل في الاسلام 2 من 3
نشر في الحياة يوم 09 - 07 - 2001

نشرت "الحياة" في عدد أمس مداخلة الدكتور عبدالرزاق عيد عن "ثقافة الخوف" التي ألقاها في "منتدى الأتاسي" في دمشق. وتنشر اليوم تعقيبات المشاركين والحاضرين على آراء محاضرة عيد.
عارف دليلة خبير اقتصادي، وعميد كلية الاقتصاد سابقا، احد اعضاء الهيئة التأسيسة ل"لجان المجتمع المدني": اريد ان اقول ان هذا الاجتماع انما يؤشر على حاجتنا في كل قطاع وفي كل مكان وفي كل زاوية وفي كل مجال في هذا القطر الى اشراك الجماهير في كل صغيرة وكبيرة تمس قضايانا العامة. هذا الاجتماع دليل الى ان شعبنا لديه مضاد حيوي للخوف وهو ليس بحاجة الى دعم خارجي لكي يقول كلمة حق. ايمانه بوطنه. ايمان كل فرد بواجبه تجاه شعبه هو المضاد الحيوي والمانع للخوف. جيل كامل اصبح الآن في سن الثلاثين اوالاربعين لم يتعود على حرية الكلمة. هذا الجيل الذي ارى قلة قليلة جداً منه بيننا اليوم في حاجة الى ان نمد له يد المساعدة الى ان نشجعه على الوقوف على قدميه لكي يأخذ دوره في رسم وبناء مستقبل هذا البلد. تلك الاشكال التنظيمية التي وضع فيها هذه الجيل التي منعته من التفكير ومن قول كلمة الحق. ماتت وشاخت ولم تعد تصلح اطارا للحياة في حاجة الى اطلاق حرية المبادرة، حرية من المؤبدين من رئيس اتحاد الكتاب او كذا او كذا دون تسميات ومع حفظ الالقاب. لا بأس ان يجلس رجل في مكان مسؤولية الى الابد او مدى الحياة، لكن اذا كان قد اثبت يوماً بيوم انه يؤدي خدمة لهذه المنظمة او لشعبه، اذا كان لمدى الحياة يثبت انه لا يفعل الا الاضرار بمنظمته، الاضرار بمجتمعه، الاضرار بشعبه، فمن اين يستمد مشروعية البقاء؟ اذاً جيل بأكمله، 75 في المئة من شعب سورية الحي حالياً نسي حرية الكلمة وهو في حاجة الى ان نحكمه من جديد بهذه الحرية لتعود سورية الى سكة التاريخ من جديد، سأكتفي بهذا وشكراً.
علي ابراهيم: هناك مقولة تعرف الفلسفة بأنها ذات بعدين: بعد نقدي، والبعد الآخر المنبثق عن الاول بعد تجريبي. ماقدم في نص الدكتور لا يتجاوز البعد الاول اي كشف الغطاء عن الواقع وازالة الاقنعة عنه. على اهمية هذا البعد، ارى بتقديري انه من دون البعد الآخر لا يستوي. حبذا لو حدثنا الدكتور عن مخرج، اي حل خارج المؤسسات والتعددية على اهميتها يحاكي المخرج الفردي ومسؤولية كل فرد في هذا المجتمع وشكراً.
وليد البني عضو في "لجان المجتمع المدني": استمعت الى محاضرة وجدانية رائعة اذ غاص الدكتور عبد الرزاق عيد في عمق جرحنا بقسوة حتى كاد يذكرنا بأننا بشر رغم اننا حاولنا دائماً في عقلنا الباطن ان ننسى شجعاننا، مثقفينا، رجالنا، نسائنا، اطفالنا، حتى اضحى الخوف جزءاً فعلياً من ثقافتنا وفكرنا. هل محكوم علينا بهذا الخوف؟والسؤال: كيف ترى يا دكتور الكيفية الحقيقية لاعادة بنية هذا الفكر الذي بني وهل تحتاج الى جرأة حقيقية وممن نطالب بها وكم هي التضحية؟
سليم بركات بعثي واستاذ في جامعة دمشق:جئت مدفوعاً بالعنوان لأنني فتشت كثيراً لأرى ما يسمى ب"ثقافة الخوف" فلم اجد. جئنا لنتحرر من الخوف لا لكي يمارس علينا الخوف بشذرات من هنا وهناك. قيل هذا وقيل هذا. انا مطمئن لما يجري في هذا المنتدى ومطمئن لاصحاب هذا المنتدى ومؤسسيه. ان الطريق مفروش بالورد لمن اراد ان يتفاعل وطنياً، لمن اراد ان يعمل وطنياً. هذا هو النهج الاساسي للقيادة الجديدة في سورية. لا اقبل اطلاقا في ان يقال خوفا. فلنقل ما شئنا. وثقوا تماماً أننا في حزب "البعث" وفي اطار هذا التفاعل لا نقبل ان نسكت على خطأ اطلاقاً "ويدكم وما تطول". في هذا الاتجاه تفعيل دور المجتمع وعندما يقرر الشعب شيئاً فليقرر هذا الشعب ما يشاء. ولن نرى يداً تمتد اليه كما تمتد في هذه المرحلة. في اطار المجتمع المدني، طبعاً اختلف مع الاخ في مسألة الخوف. الخوف نزعة انسانية تقود الى القلق والقلق اساس الحضارة. و"اللي ما بيخاف ما بيخوف" وهو ليس نزعة حيوانية اطلاقاً.
الخوف عربياً، لم يكن قائماً عبر التاريخ. وفي اقل من قرن من الزمن كانت دولة الله اكبر تلعلع في ثلاثة ارباع الكرة الارضية بفضل السواعد العربية. واتمنى ان لا تدفعنا لكي نخاف. افلاطون صاحب السيادة المطلقة وارسطو كان رداً على افلاطون وعلى ما يبدو انك تفهم افلاطون خطأ. وانا اختصاصي فلسفة. في اطار المجتمع المدني، هذا الدور للمجتمع المدني هو تفعيل لدور المجتمع، مجتمع المؤسسات، مجتمع الديمقراطية، وهناك الكثير من المفاهيم الاساسية التي تختلط مع المجتمع المدني. وارجو لو كنت اسمع منك تعريفا بمسألة المجتمع المدني. كل هؤلاء الذين اعددتهم هم منظمات شعبية وجماهير واتحاد كتاب عرب والى ما هنالك من هذه المسائل، فهؤلاء جماهير، هذه هي جماهير سورية ولها كلمة. ولها الحق في ان تقول الكلمة من دون خوف. طبعاً نحن ما كنا نخاف اطلاقاً عندما يتكلم السفير الفرنسي والسفير الاميركي على بعضه. وما خفنا ايضاً عندما دخل احد الرجال الاميركيين الى منتدى رياض سيف الذي نحترمه ونقدره. ونحترم كل مواطن في هذا الوطن يفعِّل الدور الوطني واهلا وسهلا به وشكراً.
رياض سيف نائب مستقل وصناعي سابق: شكرا للدكتور عبد الرزاق الذي وضعنا في صورة المستنقع الذي يولده الرعب والخوف بكل روائحه الكريهة. لكن لي ملاحظة: شعرت دائما بالظلم لشعبنا، الشعب العربي ككل من خلال المحاضرة وكأن هذه الحالة من الخوف المتبادل هي من خصوصياتنا. لكن اريد ان اقول انه من يعيش الواقع ويضطلع على مجريات الامور، فعلاً يعيش في خوف وفي رعب لانه عندما يؤخذ دون ذنب جاري او صديقي او ابن صديقي، اتوقع ان يكون الدور غداً علي فلذلك من منا لا يعرف عشرات ممن اخذوا دون ان نعلم بذنب او دون ذنب. لأنه لم نر محاكمة عادلة لهؤلاء بشكل شفاف كما ندعي ومازالت ال"تابو" اي المحرم الاول في سورية هو ان تتكلم عن الاجهزة الامنية وكأن هذه الاجهزة الامنية لا تطال وكأنها مطلقة الصلاحية. وكل ابناء الشعب بالنسبة لها عبارة عن ارقام تأخذهم كما تريد. اتمنى ان لا يطول اي قانون لحكم هذا الشعب، لأن الشعب ليس جبانا بالفطرة. كما ان ثقافتنا العربية والاسلامية تمدنا بمعين من الكرامة وقيمة الحرية، وكل هذه القيم التي تعلمناها. نتمنى الا نفقد الثقة بشعبنا وان ندله على افضل طريق في هذه الايام للخروج من حالة الخوف وان نتصالح مع السلطة فنحن لسنا اعداء. نحن نريد ان نعيش في مجتمع ديمقراطي يعرف فيه كل منا حقوقه بمطلق الشفافية. ان يكون هناك عدل في وزارة العدل، وان يكون الانسان محترماً، وان تكون الحقوق والواجبات واضحة ومعلنة من خلال القانون.
كمال اللبواني: ادعوكم لزيارة مستشفى الامراض العقلية ومشاهدة كم هو عدد المجانين الذين يدعون انهم قادة والذين لم يصبحوا مجانين الا لأنهم هربوا من الخوف. عندما تتوحد الانا السفلى مع الانا العليا للقانون يتغير مفهوم الانسان عن ذاته فيصبح بدل ان يكون مسلوباً وضعيفاً يتحول الى قوي وقادر. فيتوحد مع عنصر الخوف ويفقد ايمانه ويفقد هويته ويفقد عقله. ان ممارسة البطش بشكل منتظم ومستمر يؤدي الى تعديم الشعور بالخوف الى شعور جمعي. هذا الشعور الجمعي يتحول الى ثقافة. هذه الثقافة تزرع نفسها في الانا العليا على شكل قيم فيتحول الرقيب الخارجي الى رقيب داخلي ويصبح سلوك الانسان مطبوعاً بالطاعة. والطاعة ليست هي الطاعة التي تمر عبر القناعة لانها تتغير بتغيير القناعة والطاعة المطلوبة هي الاذعان اي اننا نطيع دون ان نقتنع. فاذا اجبرنا انسانا على ان يقول 1"1=3 هو يعرف ان 1"1=2 ونحن نعرف انه 1"1=2 وهو يعرف اننا نعرف انه يعرف انه 2. فالمطلوب هو تحطيم وعيه تحطيم اناه الداخلية وتحويله الى كائن مسلوب يتنفس بأمر ويصفق بأمر. نحن في هذا المنتدى جئنا لنقول ان 1"1=2 ليس لأن هذه القضية مهمة لكن لنقول اننا ذوات، ذوات تحررت من الخوف وتمارس هذه الحرية، ونشعر بكرامتنا لاننا نقول حقيقة نعرفها جميعا انما قولها بحد ذاته هوحدث. وشكرا.
محمد سلام: بعض ثقافة الخوف يتولد من عسف السلطة تجاه المواطنين وعسف السلطة يرتكز على قانون الطوارئ الذي يعني اعلان العمل به تجميد نصوص الدستور والقوانين الاخرى واطلاق يد السلطة والاجهزة الامنية في ارواح الناس وحرياتهم وممتلكاتهم. قانون الطوارئ كما يدل اسمه، قانون استثنائي لمواجهة احوال طارئة كالكوارث الطبيعية والحروب. وكونه استثنائياً يعني ان يكون العمل به موقتاً ولمدة محدودة سلفاً من قبل السلطات التشريعية. في بلدنا، اعلنت حالة الطوارئ بالامر العسكري رقم 2 تاريخ 8/3/63 ولازالت. اربعون عاماً تحت كابوس الطوارئ جعلت ارادة الجماهير مشلولة ومسلوبة وجعلت المواطن اشبه بالعبد. في ظله مورست حملات المداهمة والتفتيش واختراق حرمة المساكن والرسائل والحياة الخاصة.
ان الانحراف عن غاية قانون الطوارئ هو اصل الداء وكل البلاء. ليست صحيحة تبريرات السلطة ان استمرار حالة الطوارئ سببه كون سورية في حالة عداء مع اسرائيل لانه يمكن ضبط حالة الطوارئ ايام العمليات العسكرية او في مواقف الحدود ولان اسرائيل التي في حالة عداء مع جميع الدول العربية لن تحتاج لقانون الطوارئ. كما ان هذه المزاعم تعني استمرار حال الطوارئ حتى تزول اسرائيل، وهذا شيء مخيف.
الحقيقة ان استمرار حالة الطوارئ هي للحفاظ على السلطة ومغانمها ومنع تداولها والتحكم برقاب الناس. لا يكفي تصريح السيد وزير الاعلام عدنان عمران بأن قانون الطوارئ "مجمد". نحن نطالب بصدور تشريع برفع حالة الطوارئ وانهاء العمل بها وبهذا فقط نخطو خطوة نحو التخلص من ثقافة الخوف وشكراً.
طالب محمد المعتوق: اسمح لي بهذه، لا اقول مداخلة، وانما هي هواجس. ثقافة الخوف؟ كيف نقر بهذا التفكير على الرغم مما يحتويه من تناقض. فلا يمكن للخوف ان ينبت في مناخ الثقافة لأنه لا يجد في هذا المناخ ما يجده في مناخ التخلف والجهل من لواقح. كما ان المثقف محصن من كل انواع الرعب الذي يزرع الخوف وانه يتسلح بالمعلومة والفكر والايديولوجيا. وبالتالي فهو يسير على مبدأ ومنهج معروفين و يدرك تماماً نهاية الطريق الذي يسير فيه وبالتالي لا يأبه لما يمر به من مفاجآت. بعكس الانسان الذي لا يعرف الطريق الذي يمشي فيه والى اين نهايته فهو يخاف من كل ما يواجهه. واعتقد ان المحك الاصلي والامتحان المناسب للمثقف هو تعرضه للموقف الذي يبث الخوف، فاذا اثبت شجاعته ولم يخف وظل وفيا للافكار التي يحملها فهو مثقف. اما اذا خاف وجبن فهو مدعٍ الثقافة وشبه مثقف. واسمحوا لي ان اقول بأنه لا يستحق ان يكون خيال مثقف.
النقطة الثانية، حتى لا يتبلور الخوف في بعض النفوس الى ثقافة علينا ان نحصن انفسنا بالثقافة المضادة. وكنت آمل لو تم التطرق لها: انها ثقافة المقاومة، ثقافة الجهاد، ثقافة النضال. هذا ما نحن في حاجة اليه والمثال واضح جدا. فالاخوة في "حزب الله" وفي فلسطين الصامدة لو لم يتحصنوا بثقافة الجهاد والاستشهاد وثقافة المقاومة لما طردوا الخوف من صدورهم وزرعوه في صدور اعدائهم. اذن ثقافة الجهاد والنضال هي مطلب منا وواجب علينا وشكراً لكم.
فيصل عبد العظيم: بسم الله الرحمن الرحيم. يقول الله سبحانه وتعالى:"ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً". المؤمن الحقيقي غير ذليل. الذليل غير مؤمن لا بالله ولا بكتبه ولا برسالاته. فلما تعبدنا آلهة القلق والخوف والطغيان واليأس ومارسنا طقوس : لا اسمع، لاارى، لا اتكلم. اذا كان لك عند السيد شيء قبّل يده وادع عليها بالكسر. هذا لم يمنع ان يزداد الاحتكار وان يزداد الاستكبار والاستبداد حتى لم يعد احد في هذا الوطن آمنا لا في بيته ولا على عرضه ولا على ما يملك. هذه حقيقة يجب ان نذكرها. نحن لسنا ضد حزب "البعث". هذا الحزب من هذا الوطن لكن "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين". اذا كان "البعث" لم يحاول على مدى فترة زمنية ان يتراجع عن اخطائه ويناقش عيوبه. كلنا خطائين. لا احد فينا منّزه الا الله سبحانه وتعالى لأنه سلام ولأنه واحد احد. اما نحن البشر فمتعددون ولابد من التعددية. وكما قال القرآن الكريم: "وانا واياكم لعلى هدى او في ضلال مبين". فلا نحن على هدى ولا هي في ضلال مبين. فتعالوا الى الحوار لنناقش قضية الوطن، فالوطن هو الامثل. عندما ينادي حزب بالوحدة ثم يقول"انا سيد المجتمع وانا زعيم المجتمع، والقيادة لي" اصبح انفصالياً، فهذه ليست بالوحدة. الوحدوي الحقيقي هو الذي يقف مع كل الجماهير ولا يتمايز على احد. من يميز انسان على انسان؟ لا يميز انسان على انسان الا الله اوالشعب. لو كان سبحانه وتعالى يضع الانبياء ملوكا فسدت البشرية. فغيرها بعد الاسلام بعد الانبياء الى الشعب.
"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" القوم هم الاغلبية فلذلك اقول: على حزب "البعث" ان يراجع نفسه، ومن يخاف من حرية الكلمة هو مستبد وطاغية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد حمود: اقول ان الاخ المحاضر مع الاحترام الشديد لهذه المحاضرة اشار كثيرا الى الخوف في الحضارة الاسلامية. هذه المسألة قد لا تكون بهذه الحيثية التي طرحها، فالذي قاله مروان بن عبد الملك كان قد قاله سيده عمر بن الخطاب:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتكم امهاتكم احراراً". وقال مواطنه لعمر:"اذا رأينا فيك اعوجاجا قومناك بحد سيوفنا". هذه حضارة عظيمة لم تبن على الخوف ولم تبن من خلال الخوف، فأرجو ان يتنبه الاخ المحاضر الى هذه الملاحظة.
وتعقيبا على المقارنة بين الاسلامي والعربي وبين الاوروبي بأنه ذاك ديباً ونحن ديدان، ارجو من الاخ المحاضر ان يذهب الى سجون كل الاقطار العربية ليرى انها مليئة بالشجعان وليس بالديدان. وان سجونهم في اوروبا كلها خالية من هؤلاء الشجعان ومن اصحاب الرأي والفكر والسياسة.
شاكر اليساوي: كمواطن وامثل رأيي الشخصي اقول: ان هذه المنتديات ليست طريقا للوصول الى السلطة وليست طريقا للوصول الى الزعامة وليست طريقا وصولياً لابتزاز المال. ان هذه المنتديات فتحت لنقول فيها كلمة بصيرة واعية ناقدة، كلمة تهم الشعب، كلمة موجهة الى ابسط الناس ليفهمها كل الناس. ان مشاكل الوطن لا يمكن ان تحل ضمن سلطة استبدادية. ان مشاكل هذا البلد في حاجة الى دولة وقد عمل العسكر منذ عام 1963 على اجهاض الدولة واسقاط جنينها. ان الخوف الذي ورد في محاضرة الاستاذ هو اقوى من اليورانيوم المنضد الذي ألقي على العراق. ان الخوف مسألة طبيعية في ايثيولوجيا الانسان لكن هناك من يستطيع ان يتغلب على الخوف، وهناك من يخرسه الخوف. اننا نعيش في خضم الخوف. الخوف من الله، والخوف من العادات والتقاليد والخوف من السلطة، لكن اكبر خوف هو خوف السلطة لأن عقابها عاجل اما الخوف من الله فهو آجل.
عبدالناصر كحلوس: النقطة الاولى: كأنني التمس في حديثك ان الجماهير اصبحت ماسوشية وانها تستلذ بالخوف والاستبداد، وانه وان غاب هذا المستبد قد تأتي بالمستبد الآخر وتنصبه سلطاناً عليها مع الاخذ بعين الاعتبار ان معظم الحضور اتى الى هنا بالرغم ما قد يدفعونه من ضريبة الخوف، فبماذا تفسر ذلك؟
النقطة الثانية: قبل القرن العشرين، كان الخائفون هم فقط العاملون في السياسة اما اليوم وفي واقعنا الحالي فقد امسى حتى الطلف الرضيع بل والذي في بطن امه يعيش الخوف، وشكراً.
حسن سعدون: برأيي المسألة اعمق بكثير مما طرح حتى الآن المسألة تتدخل في البنيوية، في بنية التفكير العربي منذ المراحل الاولى لنشأته. تكرست هذه الوصاية من خلال الانظمة التي تم التعارف عليها من قبل الشباب المثقف حالياً: الانظمة الشمولية. هذه الانظمة الشمولية كانت وليدة الفكر العلماني الماركسي في اوروبا الشرقية، وكانت الانظمة في الشرق الاوسط وتحديدا التفكير الايديولوجي لحزب "البعث العربي الاشتراكي" ول"الحزب الشيوعي" السوري ولبقية الاحزاب هو تفكير شمولي متأثر بالشرق تحديداً ولم يفكك هذا التفكير على ارضية الواقع الميداني المعاش.
لا اتخيل ان هناك من يستطيع اقناعي في هذا المجال انني لست مطالبا الآن في ظل نظام عالمي جديد بأن اقول بأي نوع من التفكير الذي يؤدي الى الغاء القمع والوصاية من افراد المواطنين العرب، واقول ان الجرأة تقتضي البدء باللبنة الاولى لالغاء هذه الوصاية، وقد كتب في صددها مقالا صغيرا -وانا لست قوميا سوريا- اننا ندري انهم يورثون لابنائهم وان ابناءهم سيورثون ابناءهم من بعدهم وهنا المسألة اخطر مما يتصور البعض، المسألة فكرية بنيوية.
كلمة اخيرة: ماذا يعني تهديد السلم الاجتماعي عندما نصلح اصلاحا اقتصادياً كما قال وزير الاقتصاد؟
فايز عز الذينبعثي: لم يقنعني هذا المحاضر على الاطلاق لانه انطلق من مقولة ثبتها قبل ان يحتملها. ولو كانت الامور تحتمل لكان من الممكن ان تكون موضوعا للحوار. اما حين تأتي مثبتة مصنوعة من عالم غيبة ليفرضها على واقعه لا يمكن ان يحتمل اجزاء منها، فالمحاضر يقع هنا فيما نسميه معادل تنافر الاقصيين. المنطوق الفلسفي الهيغلي والحامل ليس صاحب المصداقية، فحين يكون الحامل صاحب مصداقية يأتي المحمول. اما اذا كان الحامل ليس بالاصل ممثلاً لما حمل فتكون الكلمة ليس لها منطق. نحن كنا امام محاضرة ليس لها منطق. انني احضر هذه المنتديات لأول مرة، وانا عضو عامل في حزب "البعث". لو كانت هذه المحاضرة اقنعتني لكنت مع محاضرها، لكن علينا ان نقول هل نحن نتحاور الآن ام اننا نفرض على "البعثيين" الهزيمة؟ اذا كنتم تأتون لتفرضوا على "البعثيين" الهزيمة فأنا "بعثي" سأقاتلكم. اما اذا كنتم تفرضون الحوار فأنا محاور واتينا لنفتح الصدر.
ارجوكم ايها السادة ان تمنحوني فرصة ان احضر معكم مرة اخرى وان اقول الكلمة التي تعالج الواقع واقعياً. ابتعدوا عن الاستعجالية والثأرية والغضب. لا تحكموا على مرحلتنا - اربعون عاما وانا في حزب "البعث" - في هذه المرحلة تقولون لي: صفراً على ما انت فيه. وآتي اليكم وابتسم هذا ليس منطقياً. فأنت تقاوم اللامنطقي بلا منطق مقابل وليس بمنطق. فأشعر انا كواحد من حزب "البعث" ان مثل هذا المنتدى فيه ظلم لنا فيه ظلم لنظامنا. قولوا كلمة الحق. اما ان تقولوا كلمة ليس فيها حق، ونحن مخطئون وانتم محقون فهذا خطأ.
برهان زريق: ان الاتجاهات الفكرية والمدارس العصرية التي تتعامل حالياً مع الديمقراطية تتعامل فقط من زاوية مركز الفرد. ما هو مركز الفرد في النظام السياسي؟ كانت قديما فكرة النظام السياسي من حيث الدستور وعلاقة الاعضاء مع بعضهم. اما في الوقت الحاضر فالمركز الذي يشغله الفرد في النظام السياسي هو المعول عليه. وعلى هذا الاساس قسمت الانظمة السياسية الى ثلاثة اقسام. حيثما يكون الفرد هو العصب او البؤرة او حجر الزاوية في بناء النظام السياسي بحيث تتجه كل الاساليب والتقنيات نحو الفرد، وبحيث تكون الحرية هي الاساس. فهذا النظام يسمى النظام الطبيعي. حيثما تنتهك الاساليب والوسائل في سبيل الغاية هناك الانظمة الاشتراكية التي علمناها. حيثما لا يكون لا وسيلة ولا غاية هنالك انظمة دكتاتورية. حين نقول ان الحرية هي الاساس في الانظمة عندئذ نقول ان الحقوق ليست مكملة وليست رخصة في يد السلطة تحركها ، تحددها. والضرورة ليست هدفاً من اهداف المجتمع. يحاولون ان يدخلوا الضرورة كهدف من اهداف المجتمع اليوم هنالك علم جديد اسمه علم الدولة وغايته انه ليس هناك ضرورة. وقف الضرورة. اذا اردنا ان نعلق الحريات على وجود الضرورة الفرد يتعلق وقت الضرورة. ويتجوهر وقت الضرورة. قال الكاتب احمد الامام كلمته المشهورة: في حرب تشرين، لم يكن هناك خلال ستة اشهر شخص واحد ينتهك الحريات في المواطنين. اذن نحن لسنا في حاجة وقت الحرب الى وقف الحريات.
حسين الزعبي: السلطة ليست شيئاً الهياً مطلقاً. كل سلطة تخطئ والاخطاء موجودة في اي سلطة من السلطات، لكن يجب علينا ان نكون جريئين وان نقول: هل السلطة لم تقدم شيئاً ايجابياً؟ عندما نود ان نحاور وعندما نود ان نخاطب عقول الآخرين يجب علينا ان نخاطب عقو ل الآخرين بشيء من المنطقية وبشيء من الدقة. اقول لكم بصراحة انه لولا حزب "البعث" لما تعلمت ولما كنت مدرساً في جامعة دمشق لان والدي كان فلاحا وكان مستغلاً من قبل الاقطاع ومن قبل البورجوازية. وكانت على سبيل المثال كل المحاصيل تذهب الى التجار.كنت اتمنى لو نكون منطقيين. يوجد ايجابيات ويجب علينا نحن الا نغضّ ابصارنا عن هذه الايجابيات. عندما نتحدث عن المثقفين اسوق على سبيل المثال: كانسان يجب ان اقتنع انه يجب ان يكون عدد مثقفي السلطة 100 مثقف عددهم الف وعددهم مئة الف تقريباً. كم عدد المثقفين من غير السلطويين؟ فكرة اخرى: التعرض الى قضية الاسلام. هناك تشويه، وهل العدل في الاسلام يقتصر على المواقف التي نقلها الدكتور عيد؟
يوسف سلمان: ان ثقافة الخوف لا تواجه الا بثقافة الحوار، والحوار يبتعد كل البعد عن شحنات الانفعال. نريد ان نخاطب العقل، نريد ان نستنهض العقل. وادعو كي تتحول هذه المنتديات الثقافية الى حاضنة ثقافية تشمل كل المثقفين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية كي نتجادل مع السياسة، كي نؤسس للسياسة في حاضرة الثقافة لأن ما جرى في الفترات الماضية من تاريخنا المعاصر هو العكس تماماً للاسف. فلقد تأسست الثقافة في حاضنة السياسة فأقصي المثقف بمجرد ان وصل ذاك الى السلطة ....
ناصر عبيد الناصر: نحن في حاجة الى ثقافة تتلمس هموم وآراء المجتمع وبالتالي لابد من مواجهة ثقافة الخوف بالحديث عن ثقافة المجتمع الاستهلاكي وكيف تهدد الواقع العربي. طالما انه تحدث عن الوطن العربي، بأي ثقافة نحن نواجه هجوم الامبريالية الصهيونية على الوطن العربي؟ بعض الاخوة المتحدثون عاد من جديد الى نقطة البداية ويبدو ان "قيادة الحزب والدولة" اعطت فرصا كثيرة منذ البدايات بأن تصحح ما بدأت من خطأ، فعادت من جديد الى نهضة المجتمع المدني وكأنه يريد ان يطوي مجتمعاً همجياً. و"حزب البعث العربي الاشتراكي" كان السباق لنمو المؤسسات المدنية من نقابات مهنية وتأسيس المنظمات الشعبية. وجاؤوا من جديد يتحدثون عن قانون الطوارئ وهم على يقين تماماً ان قانون الطوارئ قيد الدراسة من قبل قيادة الحزب وسيقتصر فقط على القضايا التي تخص الامن القومي في القطر، وجاؤوا يتحدثون من جديد عن "قيادة الحزب للدولة والمجتمع". نعتقد بأن مثل هذه المنتديات لا بد لها من استمرارية الحوار الديمقراطي الحر.
محمد رعدون: كنت مدرساً في المرحلة الثانوية. عايشت مرحلة كان يعطى "الشبيبيون" الاعضاء في اتحاد شبيبة الثورة فيها 25 درجة زيادة عن غيرهم، والذي ينزل بالمظلة يأخذ 45 درجة، والذي حضر "دورة البحر الابيض المتوسط" العام 1987 يأخذ 45 درجة. رأيت تململ جيل مجتهد من جيل كسول يدفعه الى الوراء ثم يتقدم عليه. كنت اقول للطلاب: لماذا لا تقابلوا المسؤولين وتحتجوا؟ اكانوا يقولون يحبسون آباءنا ويحبسوننا. عندما اصبحت محاميا منذ عشرة سنوات ادركت ان الدولة تنتهك الدستور وان الدولة تحرق الدستور. فالمادة 25 من الدستور السوري تقول: "المواطنون متساوون امام القانون في الحقوق والواجبات وتكفل الدولة مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين" ....
سليمان القادري: اريد ان اتكلم عن جانب آخر من ثقافة الخوف وهو اعتياد ثقافة الخوف لدى جيل من شباب الجامعات. من يدخل الجامعات في الوقت الحالي يلاحظ ما هي ثقافة الشباب داخل الجامعات يلاحظ انها ثقافة اللاثقافة. فهي بعيدة جدا عن اي مضمون ثقافي يؤسس لوعي قومي قادر على احتواء ومواجهة الغزو الثقافي والعولمة والمشاريع التي تحاول ان تحرر في هذه المنطقة. واخيرا اقول اتمنى ان انحني لسورية احتراما وليس خوفاً.
علي عمر: الهم الديمقراطي المطروح في سورية هم وطني نظيف خلافاً لبعض المهاترات التي نالته من هنا اوهناك التي افهمها نسبياً على الاقل. وبرغم فهمي وايماني كذلك بأن موضوع المحاضرة المتعلق بثقافة الخوف والتسلط موضوع اكبر من حجم اي سلطة بذاتها وليس موضوعا مرمياً على سلطة. هي سبب لهذا الميزان من التسلط او من التصغير بالناس، لكن هذه السلطة او سواها، مجرد منتوج لهذا المخزون الثقافي.
انه مخزون في التاريخ وفي العلاقات التراتبية والتسلطية. هذا المخزون لم يرم على السلطة القائمة بل اعتبرت السلطة منتوجا في اطار هذا المنتوج تحمله قدراً كثيراً او قليلاً من اعباء هذا المخزون التسلطي لا اكثر ولا اقل. رغم ذلك اريد ان اؤكد بعض النقاط التي حملتها من مكان بعيد: ان الديمقراطية والحريات المنشودة لنا جميعاً في هذا البلد العزيز ليست مساومة للمعارضة السياسية بل هي شأن معنية به هذه المعارضة السياسية ومعنية به هذه السلطة القائمة بكل فئاتها السياسية ومعني به حزب "البعث" الذي لم يأتنا به من المريخ بل هو حزب اصيل وصادق ....
كمال سلوم: قرأت خطاب القسم للدكتور بشار الاسد بما ركز عليه من موضوعية واحترام الرأي والرأي الآخر. أليس تفسير ذلك احترام وتنمية الاحساس بالمواطنة وحق المواطن بهذه المواطنة؟
أليست المادة الثامنة من الدستور منذ اقراره رغم اعتراض وتحفظ غالبية قوى الجبهة وبعد مرور ثلاثين عاما من تطبيقها، ألم تجعل من كل مواطن في الوطن درجة اولى وثانية بل وربما ثالثة. اخيراً رداً حوارياً على الرفاق الحزبيين. أن امل الوطن الواعد هو ما يجري داخل "البعث" من حراك مظهره تلك الانتخابات التي ستؤدي الى تحرير ارادة رفاقنا من الخوف من الارتهان للقيادات التي كانت تعين والاحتكام الى القواعد المنتخبة، واذكر مثالاً بسيطاً انه في مداخلة مثل هذه المداخلة امام احد اعضاء القيادة القطرية قلنا كلاماً مشابهاً فقام احد رفاقنا اعضاء قيادة الفرع فقبلنا وقال: "شكراً لكم فقد قلتم ما لم نجرؤ على قوله"، والسلام عليكم.
حبيب صالح: تذكرون اننا استفتينا جميعا الرئيس القائد بشار الاسد ب 97 في المئة. وارجو ان يجيبني المسؤول عن الطرف الآخر اذا كانت هذه الاصوات التي شرعت لرئيس الجمهورية مازالت صالحة ابراء ووطنية وقومية ودستورية لاقامة مثل هذه المنتديات. فاذا كانت شرعت لاقامة برلمانات، وشرعت لاقامة جمهوريات وشرعت لتغيير الدستور وشرعت وشرعت فكيف لا تشرع لاقامة منتديات للحوار. ثم على خلفية الصراع العربي - الاسرائيلي الذي اتهمنا اننا لم نجذر كثيراً في كتاباتنا عليه. ان تتهم قوى شعبية وقوى وليدة انها تقيم علاقات مع اجنبي بينما نعرف انه ما تم في مدريد وما تم في الكويت وما تم في اقاصي الارض وفي الامم المتحدة وفي ميرلاند كانت صفقات او معادلات او تفاهمات بين دول وانظمة ولم تكن القوى الشعبية هي التي اقامت تلك الجسور مع العدو او جالسته او اقامت او ساهمت في بناء معادلات دولية فظلت القوى الشعبية بريئة من هذه التهم. وبالتالي فان كان هناك من تهم وانا لا افترضها فيجب ان توجه الى اصحاب القرار السياسي من القوى الرسمية التي تملك مؤسسات ووزارة للخارجية وسفراء وكواليس ....
فاتح جاموس معتقل سابق واحد قادة "حزب العمل الشيوعي": مساء الخير، للاسف مع قناعتي بأن القوة مولد تاريخي للفعل لكن يبدو انني بدأت احتقر هذه القوة بسبب كثرة جوانبها السلبية عبر التاريخ. الانسان عندما يكون ضعيفا كان يتمكن في لحظة ضعف من ان يقمع احدا او يطغى على احد. ان يعزل احداً.
في سورية وعبر عشرين عاماً الماركسيون هم من تجرؤوا بقطع الصمت ضد الشمول والدكتاتورية ودفعوا عشرات من كوادرهم ..قال احد الحاضرين: ليس وحدهم، رد قائلاً : انا لم اقصد القوى الاخرى التي تستخدم اساليب عنيفة انا اعني القوى الوطينة الديمقراطية الحالية. لا اريد لأحد ان يكون في السجن قطعاً حيثما كان. فبالقانون يحاسب اي شخص. وانني احتقر السجن والتعذيب. ثم كيف نحارب ثقافة الخوف؟ اعتقد انه في سورية جرت حرب هائلة في ثقافة الخوف من قبل قوى انتقلت او من قبل وسطها السياسي.
علينا ان نطمئن السلطة من خوفها من كثير من الاشياء. نريد فقط عملاً تدريجياً باتجاه الديمقراطية يراعي انسان هذا الوطن ويخلصه من كل السلبيات ويدفعه باتجاه الايجابيات. نريد ان نقتل الخوف ونتمسك بالواقع ونؤكد ضرورة استمرار الحوار وننتقل من حالة النقد السلبي لما يجري الى حال التقدم بوسائل برنامجية اقتصادية وديمقراطية وطنية لنتحاور مع السلطة ولو على التلفزيون لساعة واحدة.
كامل عمران بعثي واستاذ في جامعة دمشق: ارجو منه ان يسمح لي ببعض الملاحظات المنهجية الشخصية: ان ثقافة الخوف هي ظاهرة اجتماعية ولاحظت ان الحديث كله اتجه باتجاه الظاهرة اللااجتماعية علما بان هذه الظاهرة الاجتماعية لها ابعادها الثقافية والسياسية وغيرها. اذاً، جرى التركيز على جانب واحد او جانب اقل اهمية من جوانب هذه الظاهرة. هذه قضية. وبمعنى آخر فان توصيف الظاهرة لم يكن دقيقاً وانا اعرفك جيدا فعندما توصف ظاهرة فانك توصفها بشكل جيد، فكيف لا توصف الآن الظاهرة بشكل صحيح؟ قال له المحاضر ضاحكاً: لأنني خائف.
الملاحظة الاخرى انني اخشى من ان نعطي هذه الظاهرة بعدها السياسي وننجرف انجرافا كليا عن جذور هذه الظاهرة وهي الابعاد الاجتماعية ....
بدر حيدر: اول ضحايا الخوف في بلدنا هو حزب"البعث" لان هذا الحزب لم يعد حزبا بكل معنى الكلمة كما كان قبل استلامه السلطة، وكذلك قضية احزاب "الجبهة الوطنية التقدمية" ائتلاف سياسي يضم سبعة احزاب مرخصة. عندما يكون "البعث" في السلطة ولا يعقد مؤتمرا خلال 15 عاماً فهذه مأساة. اتمنى على الرفاق "البعثيين" ان يحترموا عقولنا.
اقول عندما يعود "البعث" الى حزب سياسي فعلي ستنتهي مشاكل سورية بحد ذاتها. وهناك مئات الرفاق "البعثيين" الشرفاء في هذا البلد وغير صحيح ان كل "بعثي" هو غير شريف. ارجو من الرفاق "البعثيين" لدى التحدث عن البورجوازية والاقطاع... ففي منطقتنا كان هناك ثلاثة اقطاعيين في المرحلة تلك. اما حالياً فكل مسؤول "بعثي" وكل مسؤول في الدولة هو بورجوازي واقطاعي. لا نطالب بتعليق المشانق بل نطلب من الرفاق "البعثيين" كشف حساباتهم السرية. فقد تعلمنا خارج سورية وسكنا في اكثر من بلد ونعرف اكثر من لغة ونسمع الاخبار، لذا يرجى من هؤلاء الناس ان يعيدوا الى صندوق الدولة نصف ثرواتهم على الاقل.
شفيق زيتون: نحن جئنا الى هذا المنتدى بكل روح ايجابية وبهدف الحوار وكلنا نريد ان نصل كمواطنين ونأخذ دورنا الصحيح.
ان هناك مؤسسات في الدولة وكل مؤسسة لها اختصاصها. هناك المؤسسة القضائية والمؤسسة التشريعية والمؤسسة التنفيذية. وهذه المؤسسات كلها تمارس اختصاصها بالشكل الصحيح. وبالتالي الوصول الى نتائج كما تفضل يعني منتهى السلبية. نحن نريد حواراً ايجابياً يصل الى امور ايجابية. وليأخذ كل مواطن دوره في هذا المجتمع: التاجر، الاقتصادي، والقانوني.
هذه المحاضرة التي تكلمت فيها عن الخوف فيها مصطلحات في علوم الاقتصاد وغيرها. هناك بعض المصطلحات لم اعرفها. اتمنى ان تكون في المرات القادمة المحاضرة بين ايدينا نحضرها ويمكن ان نتحاور فيها مع الاستاذ المحاضر وبالتالي نصل الى نتائج مرضية تكسب الوطن الخير وكل الخير. انني واثق انه لا يوجد احد من الموجودين الا ويريد الخير لهذا الوطن. الوطن للجميع والخير للجميع.
عبد المجيد منجونة: تصحيح للتاريخ ان حال الطوارئ والاحكام العرفية فرضت في 28 آذار مارس عام 1962 وُاكد عليها بقرار مجلس قيادة الثورة رقم 2 في 8 آذار 1963.
هذا الوجود والاطياف المتعددة الموجودة في هذا المنتدى، وما طرح فيه انما يشير فعلا ان روح الدكتور جمال اتاسي المشدودة لهذا الوطن وهذه الامة. كلنا كما قال العديد من الزملاء نتمنى ان يكون هذا الوطن ارفع الاوطان وكنا نتمنى ان يكون مفروشاً بالورود، لكن تشخيص ما هو قائم لا يتناقض مع اننا نسعى لان يكون كما قلنا في الاول. على سبيل المثال: لو ان مؤتمر حزب "البعث" كان علنياً ليسمع كل مواطن في هذا الوطن النتائج التي تخص حياته ومستقبله ومستقبل حياته. لماذا حزب في السلطة مضى عليه ما يقارب ال37 عاماً لا يطلق مؤتمرا علنياً؟ لماذا لا ينشر الطروحات التي تطرح في اجتماعاته؟ لماذا لا اطلع انا كمواطن صاحب حق وابنائي اصحاب حق في هذا الوطن بما يجري في هذا الحزب؟
نحن نريد الشفافية الحقيقية التي تملكنا جميعا حقيقة ما يجري في هذا الوطن، وحقيقة ما يرسم له من الداخل بعقول نقية صافية خالصة حبا له ومجداً له وسعياً من اجله.
محمد زكريا خميس: "كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون". منذ 37 عاما ترفع شعارات رائعة لن نجد تطبيقا لها على الاطلاق. نحن كنا "بعثيين" اكثر منكم ايها الرفاق، لكن كان كان همنا ان نطبق ما ندعيه.
جورجيت عطية: كانت هناك مناضرة بين الدكتور عارف دليلة وعضو مجلس الشعب منذر موصلي في برنامج "الاتجاه المعاكس" في محطة "الجزيرة"، لماذا لا نشاهدها على التلفزيون السوري؟ ثم قرأنا في جريدة أن نائب رئيس الجمهورية الرفيق عبد الحليم خدام اجتمع في جامعة دمشق بالرفاق الحزبيين، ثم نقرأ في الصحافة اللبنانية ما دار من حوار وما دار من مجادلات حيث كان ل"آلبعثيين" دور ايجابي فيها. مثلاً اخبار هذا المنتدى غداً نقرأه في صحف ليست سورية. لماذا لا تنشر صحفنا هذه اللقاءآت وهذه الحوارات؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.