كان الحديث في اوساط صناعة النفط الدولية خلال اليومين الماضيين عن مدى تأثير وقف صادرات النفط العراقية على الامدادات والاسعار وعن سبل تعويض هذه الصادرات التي تبلغ نحو 2.25 مليون برميل يومياً. ويعقد وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا غداً اجتماعاً يستمر يومين للبحث في اوضاع السوق النفطية ومستوى الانتاج وسط توقعات بأن يطغى موضوع وقف الصادرات العراقية على الاجتماع. لندن، بغداد، واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - توقع محللون ان ترتفع اسعار النفط هذا الاسبوع نتيجة وقف صادرات النفط العراقية، لكنهم اشاروا الى ان الارتفاعات قد تكون متواضعة لان المتعاملين اخذوا في الاعتبار احتمال وقف الصادرات العراقية واحتسب ذلك في الاسعار. وأضاف المحللون ان احتمال تدخل "أوبك" لتعويض أي نقص في الامدادات قد يحول أيضاً دون ارتفاع الاسعار بنسب كبيرة، لكنهم استبعدوا ان تقرر "أوبك" ضخ المزيد من النفط بسرعة. وأشاروا الى ان مخزونات النفط الوافرة في الوقت الحاضر ستترك ل"أوبك" مجالاً للتنفس، لكن المنظمة ستضطر الى ضخ المزيد من النفط في وقت لاحق لوقف ارتفاع الاسعار فوق 30 دولاراً للبرميل اذا استمر وقف الصادرات العراقية. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تموز يوليو في نهاية التعامل يوم الجمعة الماضي 29 دولاراً للبرميل، في حين سجل خام القياس الاميركي "غرب تكساس" تسليم الشهر نفسه 27.93 دولار للبرميل. ويشار الى ان المنظمة سحبت من السوق نحو 2.5 مليون برميل يومياً في وقت سابق من السنة الجارية لوقف تدهور الاسعار. وقال لورانس ايغلز من دار الوساطة "جي. ان. آي" ان الاسعار بلا شك ستتحرك نحو الاعلى، مشيراً الى احتمال ارتفاعها بنسب كبيرة اذا دخل المضاربون السوق. وقال بيتر جينو من مؤسسة "شرودر سالومون سميث بارني" ان السوق تأثرت في الاسبوع الماضي من تهديدات العراق بوقف صادراته، مضيفاً ان جزءاً من الزيادة محسوبة في السعر الحالي. وقال وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس في بغداد ان العراق لن يستأنف تصدير نفطه الخام ما لم يتم تمديد برنامج النفط مقابل الغذاء المطبق منذ 1996 لستة اشهر، مؤكداً ان قرار وقف تصدير النفط يشمل الكميات التي تصدر في اطار مذكرة التفاهم هذه فقط، أي النفط الذي يصدر من ميناءي البكر في الخليج وجيهان على البحر الابيض المتوسط. وكان العراق الذي يصدر 25،2 مليون برميل يومياً ولا يخضع لنظام الحصص الذي تتبعه منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أعلن أول من أمس وقف تصدير النفط اعتباراً من اليوم بعدما قرر مجلس الامن الدولي تمديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء شهراً واحداً فقط عوضاً عن ستة أشهر. لقمان وقال ريلوانو لقمان مستشار الرئاسة النيجيري لشؤون الطاقة ان "أوبك" ليست بحاجة الى زيادة انتاجها فوراً لتغطية توقف العراق عن بيع النفط. وأضاف لقمان ل"رويترز": "اذا احتاجت السوق ذلك فسنزيد الانتاج ولكن في الوقت الراهن لسنا بحاجة لزيادة الانتاج غداً". وكان لقمان يتحدث وهو في طريقه الى فيينا لحضور اجتماع "أوبك" الوزاري في فيينا. وكان من المتوقع عدم اتخاذ "أوبك" أي قرار في شأن تعديل مستوى الانتاج، لكن قرار العراق وقف صادراته ابتداء من اليوم غير الصورة وجعل من المحتمل البحث في تعديل مستوى الانتاج. واضاف لقمان: "يعتمد الامر على المدى الزمني الذي سيستغرقه الانقطاع وتأثيره على السوق. في المرة الماضية لم يستغرق التوقف وقتاً طويلاً ولم تكن أوبك بحاجة الى عمل شيء". وقرر العراق خفض مستوى تمثيله في اجتماع "أوبك"، اذ لن يحضر وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد الاجتماع كما أعلن سابقاً، وسيرأس الوفد العراقي وكيل وزارة النفط طه حمود موسى. ومن المقرر ان يضم الوفد صدام حسان المدير التنفيذي لشركة تسويق النفط العراقية سومو وعبد الاله التكريتي المدير العام للشؤون الاقتصادية والتمويلية ومصعب الدجيلي محافظ العراق لدى "أوبك" مستشار وزير النفط العراقي. الولاياتالمتحدة قالت الولاياتالمتحدة انها مستعدة للحفاظ على امدادات "كافية" من النفط بعد اعلان العراق انه سيوقف صادرات النفط الخام. وقالت ايليزا كوتش المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين أول من أمس: "اننا مستعدون لضمان الرد بامدادات نفط كافية. ندعو العراق الالتزام بمذكرة التفاهم التي توصل اليها مع الاممالمتحدة". ولم تعط كوتش تفاصيل في شأن الرد الاميركي المزمع ولكنها اضافت ان "الولاياتالمتحدة ما زالت على اتصال وثيق مع منتجي النفط الرئيسيين ومع الدول الاعضاء في وكالة الطاقة الدولية".