لم تحفظ سلسلة المباريات النهائية في بطولة لبنان لكرة السلة اثارة المنافسة حتى آخرها، بعدما حسم الحكمة اللقب لمصلحته بتغلبه على الشانفيل 98-77 في المباراة الرابعة على ملعب المركزية في بلدة جونية. وهو احتفظ بالتالي باللقب للموسم الرابع على التوالي، علماً ان هذا الانجاز هو الثاني له هذا الموسم بعد كأس لبنان على حساب الرياضي بيروت. ولعل هذا الواقع رافق مراحل البطولة كلها هذا الموسم، والتي بدا فيها جلياً تفوق فريق الحكمة الصريح على باقي منافسيه، باستثناء مرحلة الذهاب من الدور التمهيدي، والتي شكلت مرحلة انتقالية بالنسبة للفريق الاخضر بعد انضمام عناصر ناشئة جديدة عدة الى صفوفه احتاجت الى الوقت للتأقلم مع اسلوب لعبه الجماعي. ويمكن القول ان الحكمة بلغ السلسلة النهائية من البطولة، وهو في قمة جهوزيته البدنية والفنية والتكتيكية، والذي يتناسب ايضاً مع هدف تحضيراته للدفاع عن لقبه في بطولة الاندية الآسيوية التي تنطلق الجمعة المقبل في مدينة دبي الاماراتية، ما عطل كلياً ركائز القوة لدى فريق الشانفيل، والتي يصح القول انها لم تكن كثيرة في ظل تواضع مستوى الاحتياطيين من جهة، واصابة لاعب الارتكاز الاميركي مايكل كامبرلاند من جهة اخرى. واذا كان الشانفيل استطاع تأمين رد الفعل المثالي على تخلفه بخسارتين في المباراة الثالثة، وانتزع الفوز بفارق سلة واحدة 77-75، فعاد ذلك الى عدم ظهور لاعبي الحكمة في حلتهم المتألقة المعهودة، علماً ان مدرب الاخير غسان سركيس ارتكب خطأ عدم اشراك لاعب الارتكاز السنغالي آسان نداي منذ بداية المباراة. الا ان سركيس تدارك هذا الخطأ في المباراة الرابعة، فتحول نداي الى مفتاح فوز الفريق الاخضر في الدفاع والهجوم على السواء، علماً انه سجل 25 نقطة، وهو رصيده الاعلى في مباريات هذه السلسلة. وفرض العملاق السنغالي عدم قدرة لاعبي الشانفيل على الحد من خطورته، ما اوقع مدرب الاخير فؤاد ابو شقرا في حيرة تكتيكية، حتمت لجوءه الى تغييرات جذرية مفاجئة في التشكيلة التي انتزعت الفوز في المباراة الثالثة، واهمها اشراك تشاد سكوت اساسياً بدلاً من كامبرلاند غالبية فترات المباراة، الى استبعاد "المشاكس" موسى موسى وتوسيع قاعدة مشاركة الاحتياطيين غير الموفقين على غرار فؤاد ماضي وعبدو شدياق، ما زعزع الانسجام الجماعي، والذي ظهر جلياً في تراجع فاعلية الاميركي طوني ماديسون وغازي بستاني في التسجيل. وشكل فادي الخطيب الخيار الهجومي الافضل لفريق الحكمة بتسجيله 33 نقطة، علماً انه تميز كالعادة بحضوره المؤثر والفاعل في المباريات الحاسمة، بخلاف القائد ايلي مشنتف الذي عانى من عدم التركيز بدليل تسجيله 15 نقطة. وكما الخطيب اكد النيجيري محمد آشا حضوره القوي، علماً انه اضطلع بنجاح بمهمة ازالة خطورة ماديسون بالكامل في الرميات الثلاثية، والاختراقات على السواء، على غرار بستاني، والاخيران سجلا سلتين فقط من خارج القوس من 11 محاولة. وتبقى الاشارة الى ان هذا اللقب هو ال13 للحكمة منذ تأسيسه عام 1943، اذ احرز بطولة الدوري 5 مرات كانت الاولى عام 1994، وكأس لبنان 4 مرات، الاولى عندما كان في الدرجة الثانية عام 1993، وكأس الاندية العربية مرتين، وكأس الاندية الآسيوية مرتين أيضاً.