أفرجت السلطات الأردنية أمس عن المواطن الأميركي من أصل فلسطيني خليل الديك 44 عاماً الذي تسلّمته من باكستان في 1999 بتهمة تزعّمه شبكة أصولية مرتبطة بأسامة بن لادن تُخطط لتنفيذ اعتداءات على أهداف غربية خلال احتفالات الألفية. وحوكم 28 شخصاً من أعضاء هذه الشبكة، لكن الديك لم يكن بينهم. ولا يجيز القانون الأردني اعتقال شخص أكثر من ستة شهور من دون توجيه تهمة ضده. لكن الديك بقي مُعتقلاً منذ 16 كانون الأول ديسمبر 1999 ولم توجّه اليه أي تهمة. وأثار وضعه تساؤلات تركّزت على سبب عدم محاكمته على رغم أنه - بحسب ما زُعم - يقود الجماعة الأصولية التي حوكم أفرادها ودين 22 منهم بالتخطيط لضرب أهداف إسرائيلية وأميركية في الأردن. وترددت أنباء عن إمكان ان تكون عدم محاكمته مع رفاقه مرتبطة بتعاونه مع سلطات التحقيق. لكن ذلك لا يُمكن تأكيده، ولا يُعرف إذا كان تعاون فعلاً مع المحققين، وهل فعل ذلك مُكرهاً أم برضاه. وقامت عائلته قبل شهور بحملة واسعة لإرغام السلطات على إطلاق سراحه أو توجيه تهمة اليه. وأعلن عادل الديك، الأخ الأكبر لخليل، ان شقيقه بدأ إضراباً عن الطعام في 3 أيار مايو احتجاجاً على وضعه، وانه نُقل الى المستشفى للعلاج من جراء ضغط الدم والإعياء الجسماني. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" أمس عن مسؤول أردني مُطلع على قضية الديك: "أُفرج عنه اليوم أمس، وسيغادر الأردن قريباً". وتابع المسؤول، مشترطاً عدم كشف اسمه، ان الديك نُقل من سجن بيرين الى دائرة المخابرات العامة حيث يتم انهاء أوراق احتجازه و"هو اختار المغادرة الى السودان، وربما يفعل ذلك قريباً". أما وكالة "فرانس برس" فنقلت عن محاميه، السيد يونس عرب، "ان المدعي العسكري أمر باطلاق سراح خليل زياد الديك وقرر عدم محاكمته ... تم اطلاق سراحه وتسليمه الى اجهزة الاستخبارات. وقد اتخذنا اجراءات ليغادر البلاد غداً الخميس". وكان الديك اعتُقل في منزله في بيشاور قرب الحدود الباكستانية مع أفغانستان، وسُلّم فوراً الى الأردن في نهاية 1999. وكانت السلطات تشتبه في أنه يقود مجموعة متشددة من 28 شخصاً تُخطط لضرب أهداف غربية خلال "احتفالات الألفية". ودانت محكمة أردنية 22 من المتهمين، بينهم ستة حكم عليهم بالإعدام. لكن المحكمة لم تقبل مزاعم الإدعاء بأن المتهمين مرتبطون بتنظيم "القاعدة" الذي يقوده إبن لادن، وبرّأتهم من هذه التهمة. وأوردت "أسوشيتد برس" ان الديك نشأ في قرية نزلة عيسى الفقيرة على الحدود بين اسرائيل والضفة الغربية، وهاجر سنة 1980 الى لوس انجليس في الولاياتالمتحدة حيث تزوّج أميركية وحصل على الجنسية بعد ذلك بخمس سنوات. وأضافت انه سافر الى أفغانستان للتدرب في 1993، وطلّق زوجته الأميركية في 1998 وانتقل للعيش في باكستان. ونقلت الوكالة أمس عن مسؤولين في السفارة الأميركية في عمّان ترحيبهم بإطلاق الديك، قائلين ان بلادهم قدّمت اليه كل مساعدة تُقدّمها عادة لأي أميركي يُعتقل خارج الولاياتالمتحدة.