كشفت السلطات السودانية أنها اوقفت "متطرفين" إسلاميين ومسيحيين شاركوا أول من أمس في تظاهرة احتجاجية على نقل مكان احتفال كانوا ينوون تنظيمه لمناسبة عيد الفصح. وقالت إن نقل المكان واعتقال "المتطرفين" كانا بهدف الحفاظ على الأمن بعد معلومات أفادت أن "مندسين من الجماعات المتطرفة" كانوا يخططون للاعتداء على المحتفلين. اعتبر وزير الداخلية السوداني اللواء عبدالرحيم محمد حسين ان تظاهرة الاحتجاج التي كانت مجموعة من الجنوبيين المسيحيين تعتزم تسييرها أول من أمس احتجاجاً على قيام السلطات بتغيير مكان احتفالهم بعيد الفصح "فرقتها الشرطة لأنها غير مصرح بها، واحترازاً من حدوث مواجهات بين المسيحيين ومجموعات متطرفة كانت ستؤدي إلى خلل أمني غير مأمون العواقب". وعلم أن السلطات اعتقلت نحو 40 من المشاركين في التظاهرة واحالتهم على النيابة التي دونت بلاغات جنائية في مواجهتهم بتهمة إثارة الشغب توطئة لمحاكمتهم. كما اعتقلت 32 من المتطرفين، بينهم ست فتيات، يعتقد بأنهم ينتمون إلى جماعة "التكفير والهجرة" بعد الاشتباه بأنهم كانوا يخططون لمنع إقامة الاحتفال. وذكرت مصادر أمنية في بيان صحافي وزع على الصحف أن بعض من وصفتهم ب"المندسين من الجماعات المتطرفة حاولوا تعكير صفو المناسبة بإثارة الشغب والاعتداء على المواطنين ورشق السيارات بالحجارة، الأمر الذي دفع قوات الشرطة للتدخل وحفظ الأمن". وبررت نقل مكان الاحتفال من "الساحة الخضراء" جنوب مطار الخرطوم، إلى منطقة الحاج يوسف في شمال شرقي العاصمة، ب"ورود معلومات إلى السلطات الأمنية بترصد جماعات متطرفة للاحتفال، مما اضطر الجهات المختصة لتغيير موقعه". وأفادت معلومات ان السلطات فضت مؤتمراً صحافياً دعا إليه مجلس الكنائس السوداني ليل أول من أمس في مقر الكنيسة الاسقفية في حي العمارات، واعتقلت نائب الرئيس السابق ابيل الير والقس الكندو ومراسل هيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي" ألفرد تعبان، والمحرر في صحيفة "الرأي الآخر" عبدالمنعم عبدالرحمن، وافرجت عن الجميع لاحقاً، باستثناء تعبان الذي لا يزال رهن الاعتقال حتى ظهر أمس. ودافع وزير الداخلية عن "حق الدولة في تأمين رعاياها، مسلمين ومسيحيين، في ضوء التقديرات الأمنية"، نافياً أن "يكون في ذلك اخلال بالتزام الدولة مراعاة الحريات الدينية". وأضاف "ان الحكومة منحت القساوسة الأجانب ومنهم القس الألماني رينهارد بونكي تأشيرات دخول إلى البلاد لمشاركة المسيحيين في احتفالاتهم لمناسبة عيد الفصح. ونقلت صحيفة "الرأي العام" عن وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان ان وزارة الداخلية "أبلغته باجراءاتها الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في ضوء وجود مهددات أمنية تمنع قيام الاحتفالات في الساحة الخضراء". وقال إنه وافق عليها فوراً، موضحاً أن "لا غضاضة في الاجراء طالما كان لحماية الأرواح والخوف من حدوث خلل أمني". ووصف أسباب نقل مكان الاحتفال بأنها "مقبولة ومبررة".