للكثير من المشكلات الصحية، على رغم تنوعها، سبب مشترك هو الترهل التدريجي الذي يصيب الجسم. وعندما يكون المرء قادراً على فهم اشارات الشيخوخة، يغدو أكثر قدرة على تدارك مفاعيلها. العلم نور، دائماً وأبداً! وكيف يمكن الانسان ان يكبح، غذائياً، صيرورة الترهل؟ هنا بعض المعلومات المفيدة المتعلقة بالوظائف العضوية الأساسية للجسم. يلعب النسيج الضام دوراً جوهرياً في مسائل الترهل. فبعضهم يعتبر ان عمر الانسان من عمر شرايينه. أما الدكتور بوغو مولتيز فيعتبر ان عمر الانسان من عمر نسيجه الضام. يطلّ علينا هذا النسيج تحت شكلين: 1- من الأغشية المتفاوتة الحجم التي تفصل بين اعضاء جسمنا أو بين العناصر المختلفة لعضو من أعضاء جسمنا، لاعباً دور همزة الوصل. وقد أدى ذلك، لفترة طويلة، الى نشوء اعتبار خاطئ مفاده ان النسيج الضام مجرد نسيج ثانوي يلعب دور التغليف ليس غير. غير ان الابحاث الحديثة بيّنت سطحية هذا الادعاء، ملقية الضوء على أهمية هذا النسيج في عمليات نقل السوائل. 2- يتألف أيضاً النسيج الضام من الأغشية المختلفة الحجم التي تمتد على مساحة الجلد بغية اعطائه مناعة أكبر، على شكل بطانة دفاعية ثانية. فالسطح الخارجي للامعاء، على سبيل المثال، مغلّف بنسيج ضام يحميه ويعزله. وجلد الانسان مؤلف من مستويين، فيزيولوجياً: الظاهر للعيان، على السطح، والضام القائم تحته. أما عمر الانسان فبإمكانه ان يؤثر سلباً في النسيج الضام وفي السائل الضام أيضاً، أو ينعكس مباشرة على تغذية خلايا الانسان وعلى وصول الأوكسجين اليها. عندما تبطئ هذه التغذية ويتأخر وصول الأوكسيجين الى خلايانا تبدأ عملية الترهل عندنا. وبحسب القاعدة العامة، يتضاعف الحجم الاجمالي للنسيج الضام تدريجاً مع التقدم في السن. كما ان طاقة هذا النسيج الواقية تضعف في شكل مواز أيضاً. وأول ما ينعكس ترهل النسيج الضام على الكبد والكليتين، فتتعطل وظائفها. ولاحظ الباحثون أنه يحصل احياناً تخزين لترسبات كلسية داخل النسيج الضام، فيتأثر عندها الجهاز التنفسي. كل هذه التغييرات الصامتة والدفينة بامكانها ان تلعب دوراً سلبياً في حياة الانسان من دون ان تكون له القدرة على مكافحتها بعد استفحالها. كيف نقوّي نسيجنا الضام؟ - بالرياضة أولاً. فممارسة التمارين الرياضية المناسبة، في الهواء الطلق، على شاطئ البحر أو في الجبال، خير علاج لترهل النسيج الضام الذي يحتاج الى كميات كبيرة من الأوكسيجين للقيام بوظيفته كعازل صحي ونقي بين الأعضاء. فقشرة التمر هي التي تحميها من اعتداءات الخارج، وكذلك هي الحال بالنسبة الى اعضائنا التي يحميها النسيج الضام. - بالتغذية المناسبة ثانياً. فالسيليسيوم هو أكثر ما يحتاج اليه نسيجنا الضام.