عرس فلسطيني

بعد المَوْسِم
سنبيعُ حصادَ العامِ،
ونخطبُ بنتَ عناةٍ،
تلكَ الفرسُ الممشوقةُ
من قصَبِ السُكّر،
مَنْ تحملُ جرّتها بالغيّ
على دربِ العينِ،
فتتبعها الغزلانُ المكحولةُ،
عند مغيب الشمسِ،
وتوقظُ قريتَنا بالخَالِ
وغمّازاتِ الخوخِ،
وتبقى في علِّيَّتها
بين الحنّاء ونارنجِ النار ...
تهادي النجمَ حليبَ الماس.
***
سنخطبُ بنتَ عناةٍ لمحمَّد،
هذا الولدُ الصاهلُ
في برِّ الزيتونِ،
الفائضُ بالأجراس ...
الماسكُ عنقَ النرجسِ
في رِمْشَيهِ،
السابحُ كالفهدِ
على قمحِ الوديانِ،
الراعفُ بالمنديلِ
على بيدرنا المطهمِ
بالأنفاس.
سنقيمُ الأفراحَ،
ونحرقُ قرْنَ العِجْلِ الأدهمِ،
نذبحُ أولادَ النعجاتِ الست،
نضوّعُ، بالمسك الفوّاح،
بيوتاتِ العاجِ السوّاحِ،
وساحَ القريةِ والحُرّاس.
***
سَنُضيء الليلةَ تلو الأخرى
بالدَبَكاتِ،
وبالآوووف المذبوحِ
على خاصرةِ الأسحارِ،
ونُعلي الزفّةَ بالخيلِ الزاخرة
بسرِّ السحر، فترميهِ
بريحانِ اللهفةِ أمُّ الفرحةِ والأفراس.
سأدعو الطيرَ
وأبراجَ الغيمِ،
وبياراتِ الحنّونِ،
وزهرَ النحلِ،
وسوقَ البلدة، والأقواس ...
سأصبُّ السمنةَ فوق الأرض،
وأسقي الصخرَ الشايَ،
وأسكبُ هالَ الدلّةِ في الطرقات،
وأَنْدَهُ كلَ الناس إلى السامرِ ...
كلَ الناس
***
وباعَ حصادَ العام ...
وجاء الناس إلى بيتِ الشيخِ،
وخلف السهل الموكبُ ... ودماءُ الأعراس.
* شاعر فلسطيني مقيم في رام الله.