أول الكلام: للشاعر/ العصر - نزار قباني: - أنا منذ خمسين عاماً أراقب حال العرب وهم يُرعِدون ولا يُمطرون وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون وهم يعلكون جلود البلاغة علْكاً... ولا يهضمون!!
في اشتداد حملات الصحافة والإعلام في بلد الحرية والديمقراطية/ أميركا، للنَّيْل من سمعة المسلمين عموماً، ومن هذا الكيان الكبير/ المملكة العربية السعودية... نسترجع ما اندلع قبل سنوات فارطة ضمن مخطط صهيوني/ صليبي ضد الإسلام والمسلمين: تلك الحملة التي أطلقت شرارتها الأولى: صحافية فرنسية تدعى "سوزان لابن" التي نفثت سمومها الصليبية ضد الإسلام، وضخَّمت تعصبها في ما تصدَّت لكتابته بغرض تشويه تعاليم الإسلام وتحريف تشريعاته وأهدافه، والنيل من قيمة الحضارة الإسلامية وتأثيرها الإيجابي على التقدم والنهضة. فلماذا برزت تلك الكاتبة الصحافية "الكوبرا" آنذاك؟! كان الهدف الأبعد والأشمل من تلك الحملة التي شاركت في تصعيدها "سوزان لابن" مع مجموعة من الذين كتبوا بروح صليبية، وبحقد عنصري: لا بد ان ينسجم مع الموجات المتلاحقة في السنوات الخيرة لحركات التنصير التي "اندلعت" لمحاربة الدعوة الإسلامية، ولمهاجمة الدين الإسلامي، ولتحركات أعداء الأرض والحرية... الهادفة الى تدمير الكيان العربي والانسجام الإسلامي/ المسيحي! وحركات التنصير هذه تشكَّلت من تركيبة عجيبة متنافرة... اجتمعت فيها روح الحقد على الدين الإسلامي الذي استطاع ان يصمد في وجه الحرب الخفية ضده، واستطاع أيضاً أن يتجاوز الطوق الحاقد المضروب حوله... ليفاجأ العالم كله بصحوة اسلامية رائعة، تنطلق واثقة ولا تحدُّ من انطلاقتها كل معوقات الأحقاد، ولا حركات التبشير والتنصير، ولا تكالب قوى شرسة عليها... تحركت لإحداث الفرقة والشتات في الأمة الواحدة!
وكانت تلك التركيبة العجيبة المتنافرة، قد تكوَّنت من أثافٍ ثلاث، هي: الصليبية القديمة المتجددة الحاقدة، والصهيونية التوسعية الطامعة، والطابور الخامس/ العميل لمن يدفع... فكان الأعجب: ان تتفق هذه الرؤوس السامة، وتنفث سُمَّهَا ضد الدين الإسلامي، باعتباره هذا الدين القوي الذي بقي صامداً ومنتشراً رغم ما تفعله تلك القوى ضده من حرب، ومن تشويه، ومن استعمار لأرضه ومحنة لأنصاره والمؤمنين به! وبجانب الحرب الاستعمارية بالسلاح، وبمخططات التدمير والاحتلال... فقد استخدمت هذه القوى الحاقدة وسيلة "الإعلام" والتبشير، فنشطت منظمات وهيئات بادرت الى طبع ونشر كتب ونشرات ومحاضرات طفحت جميعها بالتهجم على الدين الإسلامي، وبتحريف الآيات القرآنية! وكانت الصحافية "سوزان لابن" من تلك الأصوات الإعلامية الحاقدة! وكانت هناك أصوات عديدة، يُفسح لها مجال الكتابة الهادمة في صحف الغرب، وتترصد خطوات المسلمين، وتسيء الى أهداف الدين الإسلامي... بينما المسلمون في لهب هذا السعار والحقد يحاولون أن يلجأوا الى الكلمة الحسنة، والى الحوار العقلاني الموضوعي، وهم يتحاشون بالفعل وبالحوار أن يسيئوا الى المسيحيين كلهم، أو الى الدين المسيحي، باعتبار ان الإسلام لا يحارب الأديان بالغدر، ولا بالحقد، وانما هو دين عقل ومنطق... يحاور بموضوعية ولا يجرح ولا يحقد، بدليل ان الإسلام في بدء انتشاره كان يفرض الجزية ولا يُرغم على اعتناقه كدين... بل ان ذلك الاعتناق ينبغي أن يأتي بالإقناع للعقل، وبالاستقرار الإيماني في قرارة النفس واضاءة الروح!