يخيم هاجسان أساسيان على "المنتدى الاقتصادي العالمي 2001" الذي بدأ أعماله في دافوس أول من امس، أولهما التأثير الذي يخلفه تباطؤ النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة على النمو في الاسواق الدولية، ما أصاب المنتدى بمرض التشاؤم والشعور غير المألوف بعدم الاستقرار الذي تتحمل الادارة الاميركية الجديدة مسؤولية كبيرة عنه. وعلى رغم تأكيد أغلب المشاركين في المنتدى، وبينهم عدد كبير من صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم، ان تباطؤ النمو في الاقتصاد الاميركي لن يؤدي الى ركود عالمي في المرحلة الحالية، إلا ان الآراء تتفاوت في شأن قدرة الاقتصاد الاميركي على التعافي. وقال ل"الحياة" مايكل بورتر البروفسور في جامعة هارفرد للاعمال، ان "التباطؤ في الاقتصاد الاميركي يلقي فعلاً بظلاله على كل شيء". وأضاف: "هناك نوع من الشعور بفقدان الثقة بخصوص ما سيحدث وما ستفعله ادارة بوش. قد تلجأ هذه الإدارة الى خفض الضرائب ودعم النمو وتجنب القيام بكثير من التغييرات. الا ان ما يقلق الرئيس التنفيذي لكل شركة في الولاياتالمتحدة هما الفصلان المقبلان، لأن النمو تراجع بالفعل. وهذا يجعل المسؤولين في أي شركة يترددون ويتوقفون عن الانفاق واستهلاك مزيد من تجهيزات تكنولوجيا المعلومات وغيرها من وسائل التجهيز وتطوير الخدمات". وتعتبر المرحلة الحالية انتقالية بالمعنى السياسي والاقتصادي، واذا كان غياب التوجهات السياسية الواضحة للادارة الاميركية ألقى بظلاله على منتدى دافوس الذي يناقش مطلع كل سنة التطورات المحتملة للسنة المقبلة، الا ان تغير السياسات الاقتصادية في واشنطن يثير مزيداً من التوجس. وفي ندوة عن التطورات الجيوسياسية في العالم خلال سنة 2001 قال المشاركون ان ادارة بوش تمثل مصدراً فورياً لعدم الشعور بالثقة والاستقرار في العالم، لأنها تحتاج الى قدر من الوقت قبل رسم سياساتها الدولية والاقليمية، الأمر الذي سيترك تأثيره على التنمية الاقليمية. ومن المشاكل التي عبر المشاركون عن خشيتهم من تفاقمها في حال استمر تباطؤ النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، التي تشكل بمفردها ثلث الاقتصاد الدولي وربع استهلاك العالم من الطاقة، ارتفاع معدلات الدين الاميركي في وقت يتراجع فيه التوفير الفردي في الولاياتالمتحدة الى مستويات منخفضة، وسجلت حالات الإفلاس أرقاماً قياسية لم تعرفها الولاياتالمتحدة من قبل. وقلل المشاركون في ندوة تطرقت الى هذه المسألة من شأن اي مخاوف آنية قد يشهدها العالم على غرار الأزمة التي ضربت العالم عام 1929، على رغم ان 18 في المئة من دخل العائلات الاميركية يذهب لخدمة الدين. ويبحث منتدى دافوس في قضايا العولمة ومشاكلها، وهو يركز لهذا السبب على مدى تطور الاقتصاد الاميركي وتعافيه. وشهدت ندوات عدة شارك فيها مسؤولون من اليابان وأوروبا وآسيا انتقادات واسعة للرؤية الاميركية والغربية للعولمة. وركز مشاركون على ضرورة تنسيق السياسات الاقتصادية على مستوى عالمي لتحقيق العولمة الحقيقية، ومنهم نائب رئيس الوزراء التايلندي سوباتشاي بانشباكداي. دافوس - راجع ص 13