يحتشد أكثر من 40 رئيس دولة و300 زعيم سياسي وألف رئيس تنفيذي للشركات الرائدة في العالم. في منتجع دافوس الجبلي السويسري، للاشتراك في القمة الاقتصادية السنوية التاسعة والعشرين التي يعقدها "المنتدى الاقتصادي العالمي". وبدأت بعد ظهر أمس فاعليات القمة التي تعقد مطلع كل سنة وتركز على رصد التطورات التي تشغل بال صنّاع القرار الاقتصادي خلال السنة. ويتضمن برنامج الفاعليات 327 ندوة ومنتدى تتوزع بين اختصاصات ومجالات عدة ويتحدث فيها مئات المشاركين الاقتصاديين علاوة على المحاضرين من أصل 300 عالم ومفكر وباحث وفنان و200 من كبار العاملين في إدارة وسائل الاعلام ممن تلقوا دعوة إلى حضور القمة. وسيتركز الموضوع الرئيسي على الحديث عن "رؤية إلى الاقتصاد الدولي: ماذا يجعل الآلة تواصل الدوران؟". ويحاول المنظمون المحافظة على طابع الخصوصية الذي ميّز القمم الاقتصادية منذ بدء انعقادها عام 1970، ولذا تم قصر عدد التصاريخ الممنوحة للصحافة الدولية والمحلية على 250 صحافياً ومراسلاً يمثلون مختلف أنحاء العالم، في حين قال الرئيس المؤسس لجمعية "المنتدى الاقتصادي العالمي" البروفسور كلاوس شفاب إنه حريص على إبقاء القمة بعيداً عن الطابع التجاري. ويحضر القمة زعماء من جميع الكتل الاقليمية والقارات، ويشارك من العالم العربي الرئيس حسني مبارك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء الأردن فايز الطراونة ووزير المال والاقتصاد السعودي إبراهيم عبدالعزيز العساف. كما يحضر من منطقة الشرق الأوسط وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي والزعيم العمالي الإسرائيلي شمعون بيريز. وتضم لائحة المشاركين نخبة من الزعماء الدوليين في مقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ونائب الرئيس الأميركي آل غور الذي يوجه غداً كلمة يتحدث فيها عن رأي حكومة بلاده في الأوضاع الاقتصادية الدولية المقبلة الذي يقود وفداً رسمياً أميركياً كبيراً، ورئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف والرئيس الألماني رومان هرتزوغ والمستشار شرويدر وأول سيدة رئيسة للاتحاد الكونفيديرالي السويسري روث درايفوس وعدد من كبار المسؤولين في العالم. الموقف الاميركي وتتركز مداخلات الوفد الأميركي الكبير على شرح حقيقة توجهات وأولويات السياسة الخارجية الأميركية القرن المقبل ومدى قدرة الولاياتالمتحدة على المحافظة على معدلات نمو استهلاكها الداخلي. ويضم الوفد وزير الخزانة روبرت روبن والمندوب التجاري الأميركي شارلين بارشفسكي ووزير التجارة وليم ديلي ووزير الاقتصاد المساعد لشؤون الأعمال والزراعة ستوارت اينزشتات ووزير الطاقة بيل ريتشاردسون ووزير الدولة المساعد لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ ستانلي روث. ومقابل الاهتمام الذي تبديه الدول الأوروبية وأميركا الشمالية والوسطى، اكتفت اليابان بارسال عضو مجلس النواب كويتشي كانو ونائب وزير المال للشؤون الدولية ايسوكيه سكاكيبارا، وهما في مستوى تمثيلي منخفض، في حين تمثلت الهند بوزير مالها جون فاهي والبرازيل، التي تراجعت قيمة عملتها 60 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين بوزير المال بيدرو سامبايو مالان ووزير العلاقات الخارجية لويث فيليبه لامبريا. أما الصين فاكتفت بارسال الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة تونغ تشي هوا. ويلحظ البرنامج المعد للقمة التطرق إلى قضايا تخص استمرار تداعيات الأزمة الآسيوية، على رغم الاستقرار النسبي الذي أظهره الاقتصاد الدولي في الأشهر الماضية. وقال المنظمون إن الاهتمام تحول من الأزمة الآسيوية وانعكاساتها خلال العام الماضي، إلى الاهتمام بمدى تعافي الاقتصاد الدولي ككل، في وقت تعتبر القمة الحالية الأخيرة إلى هذا القرن. ونجحت الاقتصادات الغربية الرئيسية في تجنيب الركود عام 1998، في وقت بدا فيه أن الأزمة في آسيا تراجعت بعض الشيء، إلا أن الانطباع السائد لدى المحللين في دافوس هو ان هناك احساساً بالهشاشة يغلب على الوضع الدولي. ومن المنتظر ان تتناول جلسات اليوم الحديث عن "إدارة المخاطر في الأسواق المتقلبة" و"الابتكار المتواصل في أوروبا كقاعدة للبحث والتطوير"، وتقنيات الكلام الالكترونية وتأهيل المجموعات الاقتصادية العملاقة. وسيبحث الخطباء في احتمالات استمرار الوضع الدولي على حاله وإمكان استمرار نمو الاستهلاك الداخلي في الولاياتالمتحدة وقدرة الاقتصاد الأميركي على احتمال تفاقم العجز في ميزانه التجاري وإمكان عكس تباطؤ النمو الأوروبي وأهمية مضاعفة تعافي الاقتصاد الآسيوي وحماية أميركا اللاتينية من الدخول في دوامة انحدار ثانية وصولاً إلى البحث عن سبل المحافظة على نمو الاقتصاد العالمي.