يُعد الإطار صلة الوصل الوحيدة بين السيارة والطريق، ما يضعه على رأس لائحة عناصر السلامة. بيريلي التي لم تغفل يوماً هذه الناحية، قدمت في دبي اطارها الجديد بي زيرو روسو الذي اختبرته "الحياة"، ووجدت انه يجمع بين عوامل الراحة وهدوء التشغيل والتماسك المتقدم والتأدية الرياضية. بي زيرو روسو سيمنع شركات صناعة الإطارات المنافسة من النوم على أمجادها، وسيضطرها بالتأكيد الى... اعادة حساباتها. خلال السنوات العشرين الأخيرة، دخلت الالكترونيات على خط صناعة السيارات وانتاجها، لتصبح هذه الأخيرة "محشوة" بكم كبير من الأنظمة المتطورة التي تعمل على زيادة تماسكها وثباتها مع الطريق، شأن أجهزة التحكم الإلكتروني بالتماسك، ومنع غلق المكابح، والتوزيع الإلكتروني لقوة الكبح، والتحكم الديناميكي بتوازن السيارة والتعليق النشط وغيرها من الأجهزة التي تساعد السائق في السيطرة على سيارته. وتطورت هذه الأنظمة الى درجة أصبح بعضها يتولى تصحيح خط سير السيارة ومنعها من الخروج عن مسارها الطبيعي، من دون حتى ان يعلم السائق انها تقوم بمهمتها هذه. وعلى رغم هذا الكم الهائل من التطور التقني، تبقى الأهمية القصوى لإطار السيارة، خصوصاً انه الصلة الوحيدة بينها وبين الطريق. من هنا، وفي ظل التطور الكبير الحاصل في عالم السيارات، بدأت شركات صناعة الإطارات تلحق بالركب، ومنها شركة بيريلي الإيطالية التي اشتهرت منذ بداياتها بصنعها الإطارات الرياضية المعدّة للاستعمال على الطرق السياحية، والتي خصص قسم منها للاستخدام في عالم رياضة السيارات، وبالأخص في بطولة العالم للراليات. إذ كانت لبيريلي صولات وجولات، آخرها فوزها في بطولة الصانعين مع فريق سوبارو 555 مرات عدة خلال السنوات القليلة الأخيرة. ومن الخبرة التي اكتسبتها على مر السنين، مضافاً اليها ما اكتسبته من عالم رياضة السيارات، قدمت بيريلي مجموعة جديدة من الإطارات حملت تسمية بي زيرو، منها فئة أضيفت الى تسميتها كلمة يلو، أو الأصفر بالانكليزية، اعتمدتها بورش الالمانية لسيارتها 996 تيربو، ومنها فئة ثانية عرفت باسم سكوربيون زيرو، جهزت بها سيارات متعددة الأغراض ورياضية. أما آخر منتوجات بيريلي التابعة لهذه المجموعة، فهو إطار بي زيرو روسو الجديد الذي قدمه المكتب الإقليمي لبيريلي - الشرق الأوسط أخيراً في عاصمة الرياضة العربية دبي. بي زيرو روسو في امارة دبي وتحت شمسها الساطعة، قدمت بيريلي "تحفتها" السوداء الجديدة التي أطلقت عليها اسم بي زيرو روسو، وقد اختير بعناية كبيرة. فحرف "بي" كما هو معروف في عالم الإطارات، اختصار لكلمة بيريلي. أما "زيرو" أو الصفر، فتقصد الشركة به - على ما قال المدير العام لمكتبها الإقليمي السيد غلين باري - ان لا حدود لما يمكن هذا الإطار ان يقدمه من تماسك متقدم وعوامل راحة وهدوء تشغيل وتأدية رياضية. وبمعنى آخر يقول باري ان "لا حدود لما يوفره هذا الإطار لجهة كفاية عمله، سواء كان الأمر متعلقاً بقدرته على التحمل أو بدرجة التماسك التي يمكنه أن يؤمنها على مختلف أنواع الطرق أو بهدوء تشغيله الناتج من العزل الصوتي الفاعل وقدرة الامتصاص العالية التي يتمتع بها، أو حتى بالراحة التي يوفرها". أما كلمة روسو فإيطالية وتعني اللون الأحمر الذي يرمز الى حب الإيطاليين السيارات الرياضية السريعة. هذا بالنسبة الى تسمية هذا الإطار الجديد، ولكن ما الذي يميز بين زيرو روسو عن غيره من الإطارات الرياضية... وما أكثرها في الأسواق؟ لن ندخل هنا في تفاصيل الخطوات التطويرية التي قامت بها بيريلي للخروج بإطار من هذا المعيار، لضيق المساحة المخصصة للموضوع، بل سنسرد تجربة "الحياة" له، وقد كان لبطل الشرق الأوسط للراليات الإماراتي محمد بن سليم حصة فيها، سنتناولها لاحقاً. أجريت التجربة على ثلاث مراحل، أولها اختباره على حلبة مبللة، ومن ثم على حلبة جافة، قبل الانتقال الى طريق سريعة ومغلقة تجاوزت حدود السرعة عليها حدود 200كلم/س. ثبات مفاجئ على الماء وعلى حلبة نادي دبي للكارتيغ الواقعة قرب منتجع جبل علي للغولف، أعد المكتب الإقليمي لبيريلي حلبة خاصة ضمت مقاطع مستقيمة تتخللها منعطفات تنوعت بين القاسية والخفيفة والمتتالية. ورشت أجزاء منها بالماء، فيما غُمرت أخرى به. وتخللت الأقسام المبللة مساحات جافة كان علينا عبورها في سيارة بي أم دبليو 330 أي زودت اطارات بيريلي بي زيرو روسو التي توفر منها الشركة فئتين بنقشتي مداس مختلفتين كلياً، تحمل الأولى تسمية "غير المتماثلة" والثانية "التوجيهية". ولهذه التجربة، جهزت السيارة بإطارات من الفئة الأولى. ومعها، كان الشعور بمدى تماسكها مع الطريق المبللة عالياً، وبالأخص في المنعطفات القاسية، وعلى سرعة عالية نسبياً، فظهرت أهمية نقشة مداس الإطار غير المتماثلة التي قسمت في شكل طولي جزءين، يعمل أحدهما على توفير المزيد من الثبات في المنعطفات، مستفيداً من الأخاديد التي تمتد الى الجهتين الخارجيتين للإطار، وتعمل أيضاً على طرد الماء الى الخارج عبر الأخاديد العرضية الخارجية. أما القسم الثاني من نقشة المداس هذه، فأظهر فاعليته على الأقسام المغمورة بالماء، مستفيداً من أخاديده الثنائية التصميم التي تضم أخاديد طولية وأخرى عرضية مائلة. فالطولية، وعددها اثنان، تساعد الإطار في شق طريقه عبر المياه وتمنعه من الانزلاق، في حين تعمل الأخاديد العرضية والمائلة على طرد الماء من الجهتين الخارجيتين لنقشة المداس. وأظهرت السيارة ميلاً طفيفاً جداً إلى انزلاق مقدمها في المنعطفات المبللة تحت تأثير التسارع المفاجئ - وهذا في المناسبة رد فعل طبيعي - ولكن يمكن تلافي الأمر عبر الضغط تدريجاً على دواسة التسارع أثناء الخروج من المنعطف. وفي حال كان السائق متطلباً ولا يريد هذا النوع من ردود الفعل، أوجدت بيريلي الحل من طريق نظام أطلقت عليه تسمية بي زيرو سيستم، يتم معه تزويد السيارة اطارات من الفئة غير المتماثلة في الخلف، في مقابل اطارات من الفئة التوجيهية في الأمام، خصوصاً ان تصميم نقشة مداس الاطار التوجيهي متوازية، وهي تضم أربعة أخاديد طولية عريضة، تتصل في ما بينها بأخاديد صغيرة عرضية ومائلة. وتعمل الأخاديد الطولية الأربعة على شق الطريق عبر الماء، ومنع الإطار من الانزلاق فوق سطحه، في وقت تسرب الأخاديد العرضية المائلة الماء من نقشة مداس الإطار وتطرده الى الخارج. وفي هذا السياق، يفيد السيد غلين باري ان شركته تنصح باعتماد نظام بي زيرو سيستم في حالات السرعات القصوى، سواء كانت الطريق جافة أو مبللة، مضيفاً ان هذا النظام يعد مثالياً للسيارات المجهزة بمحركات بوضعية وسطية أو خلفية، وللسيارات المندفعة بالعجلات الأمامية، شرط أن تكون مزودة عجلات معدناً رياضية وعريضة. مريح على الطرق الجافة على الطرف الآخر من حلبة نادي دبي للكارتيغ، أعد مسؤولو بيريلي حلبة جافة تضم عدداً من المنعطفات التي تتطلب خبرة ودراية في أساليب القيادة، وقد تنوعت بين القاسية والمعتدلة والسريعة والمتتالية. وتم تحضير سيارتي روفر 75 زودتهما بيريلي اطارها الجديد بي زيرو روس. وعلى هذه الحلبة، لم تكن المفاجأة كبيرة إذ لطالما اشتهرت اطارات بيريلي بثبات وتماسك مميزين على الطرق الجافة، والبرهان اعتماد سائقي الراليات لها في السباقات على الطرق المعبدة، وبالأخص في رالي لبنان الدولي، حيث يتخلى أكثر من فريق عن اطاراته من أجل... بيريلي. إلا ان المفاجأة الكبرى تمثلت بقدرة الاطارات على المناورة في المنعطفات القاسية وبمدى التماسك الذي يشعر به المرء داخل السيارة، والمصحوب براحة كبيرة. ففي المنعطفات القاسية المتتالية، أبدت الإطارات نعومة في التشغيل مردها الى التصميم غير المتماثل لنقشة مداسها التي تتداخل مع جوانبها، وقد زيدت قساوة جهاتها الخارجية، في وقت تميزت الجهات الداخلية بالطراوة والليونة، الأمر الذي لم يكسب بي زيرو روسو مزيداً من التماسك مع الطريق وحسب، بل وأضفى شعوراً اضافياً بالراحة التي يمكن أن نعزوها الى مجال الحركة الأفقية للإطار، فهي تمكنه من امتصاص جزء كبير من القوى الجانبية التي تتعرض لها السيارة أثناء دخولها المنعطفات في سرعة عالية، ما ينعكس بالتالي مزيداً من الراحة داخل مقصورة الركاب، ونعومة في عمل جهاز المقود. وعلى رغم الاستعمال المتكرر للإطارات، وسط ارتفاع درجة الحرارة الخارجية، وبالتالي ارتفاع درجة حرارتها، لم تفقد أياً من خصائصها، وبقي التماسك على حاله. أما السبب فيعزى الى طريقة تصنيع الإطارات والمواد المستخدمة فيه، لأنها تمنع درجة حرارتها من تعدي حدود معينة، ما يجعلها تحافظ على قدراتها العالية لجهة التماسك المتقدم الذي يمكن ان تؤمنه. هادئ على الطرق السريعة لإجراء القسم الثالث من التجربة، انتقلنا الى طريق عامة موازية لطريق دبي - أبو ظبي، وأغلق مسؤول بيريلي نحو 15 كيلومتراً منها، بهدف تجربة الإطارات على سرعات عالية تصل الى حدود 200 كلم/س. واختبرت اطارات بيريلي الجديدة على عدد من السيارات أبرزها أودي أيه 6 وفولفو أس 80 ولينكولن ال اس وبورش 911 كابريو وجاكوار اس تايب ومرسيدس ام 320 ورانج روفر. بعد قيادة معظم السيارات المذكورة أعلاه، يلاحظ المرء، وبالأخص عند قيادة أودي أيه 6 التي تتميز عن سائر السيارات بعملية العزل الصوتي الفاعل التي أخضعتها لها شركتها، ان اطار بيريلي بي زيرو روسو لا يتميز بتوفيره تماسكاً متقدماً وراحة عالية وحسب، بل يتحلى أيضاً بنعومة عمل عالية وبهدوء مميز أثناء دورانه على مختلف السرعات التي وصلت حتى 220 كلم/س. أما السبب فيعزى، على حد قول مسؤولي بيريلي، الى خفة وزن الإطار من ناحية والى الطريقة المعتمدة في تصنيعه من ناحية أخرى، ما يؤثر ايجاباً في توازن السيارة عند ارتفاع سرعتها، سواء كانت القيادة على الطرق المستقيمة أو تلك الملتوية. وتسهم طريقة التصنيع هذه في تأمين عملية كبح أفضل، تتدنى خلالها المسافات المطلوبة لإيصال السيارة الى حال الوقوف التام، من سرعات عالية، فضلاً عن انها تعمل على تأمين تسارع تدريجي لها يتم خلاله خفض انزلاق الإطارات الدافعة حول نفسها الى الحدود الدنيا، الأمر الذي يسهم بالتالي في الحد من نسبة ارتفاع حرارة الإطار ارتفاعها يخفض من نسبة تماسكه مع الطريق، ويحافظ من جهة أخرى على تماسكه مع الأرض ويخفف من اهترائه. ويعود الفضل هنا الى استخدام مواد تصنيعية جديدة شأن مادة "الآراميد بالب" التي تركز استعمالها في مداس بي زيرو روسو، ما رفع نسبة صلابته الى الحدود القصوى. [email protected]