اختتم الفنان الكبير محمد عبده الاسبوع الماضي آخر حفلات الصيف في السعودية عندما غنى في ختام مهرجان أبها السياحي. وعلى رغم الاثر الذي تركه رحيل الفنان طلال مداح على المهرجان ونتج منه تراجع في عدد الحاضرين ولا سيما في الحفلة التي تلت وفاة طلال مداح وغنى فيها المطرب اليمني فيصل علوي والقطري علي عبدالستار. الا ان المهرجان سرعان ما استعاد جمهوره العريض في حفل الفنان خالد عبدالرحمن في مشاركة محمد السليمان وحسين العلي. وكالعادة طبع محمد عبده المهرجان بطابعه عندما غنى "لوحده" في حفل الختام كما لم يغنّ من قبل واطرب القاعة التي كانت ممتلئة و"نوع" أغنياته ما بين قديمة وجديدة وختمها بأغنية "مثل صبيا" التي تتحدث عن اهالي المنطقة الجنوبية في السعودية. وكالعادة اختار الفنان التوقيت السليم للظهور فافتتح بنفسه مهرجان جدة واختتم مهرجان أبها بعد حوالى شهر ونصف. وفي المرتين كان متألقاً ويعرف ماذا يقدم لجمهوره وخصوصاً عندما اختار اغنية قديمة لطلال مداح تتحدث عن أبها ليغنيها في المدينة نفسها. وتجلت في الموسمين الماضيين المنافسة بين مهرجاني جدة وابها السياحيين في الحفلات الفنية، بيد ان الغلبة كانت في كل مرة لمصلحة مهرجان أبها بسبب حسن التنظيم الذي يرافق هذا المهرجان والافكار الجديدة التي تبتدعها اللجنة المنظمة والتي كان آخرها جوائز المفتاحة للمبدعين في القصة والشعر والفن التشكيلي والغناء على عكس مهرجان جدة الذي يكتفي بالغناء والغناء فقط. وعلى رغم ان حفلات مهرجان أبها نقلت عبر التفلزيون السعودي الذي نادراً ما ينقل حفلات فنية الا ان الحضور فيها باستثناء حفلة فيصل علوي وعلي عبدالستار كان كامل العدد لكون السعوديين ما زالوا غير معتادين على مشاهدة فنانيهم يغنون داخل السعودية. وبدا من الخاسرين في الحفلات الفنية السعودية الفنانان الشابان عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد إذ لم يظهرا في هذه الحفلات واتجها بحسب الصحافة الفنية الى الحفلات الخارجية وخصوصاً في أوروبا والقاهرة وانتهت الحفلات الفنية من دون ان يحس احد بغيابهما. وتتيح الحفلات التي أصبحت منذ عامين موسمية في السعودية الفرصة الكاملة للفنانين الشباب في الاطلالة على الجماهير من غير "كاسيت"، ففي مهرجان جدة مثلاً ظهر الشاب محمد الجوهر وهو ابن شقيق الفنان الكبير عبادي الجوهر، وفي مهرجان أبها ظهر حسين العلي الذي أثبت انه واعد من كل المقاييس ويملك خامة صوتية رخيمة تجلت عندما غنى اغنتين للراحل طلال مداح بتمكن وامتياز. على ان المغني الاماراتي الشعبي عبدالله بالخير فاجأ كل المتتبعين للحفلات الصيفية عندما وضح تماماً ان معظم الحفلات التي كان موجوداً فيها حظيت بجمهور جاء لمشاهدته ورقصوا كثيراً على اغنياته التي بدا للكثيرين انها صالحة للرقص مع عدم وضوح في الكلمات. وواصل الفنان خالد عبدالرحمن نجاحه في الحفلات التي اقامها خلال الصيف في السعودية سواء كانت في أبها أو في جدة، ففي الاخيرة أحدث الجمهور شغباً بغية الاقتراب من الفنان، وفي أبها كانت الجماهير تهتف باسمه دونما سبب واضح سوى ان اغنياته والتي غالباً ما يكتب كلماتها ويلحنها بنفسه تلامس قلوب المستمعين الصغار في السن وبأداء عادي وبصوت لا يرقى الى أصوات الفنانين الجميلة.