لبنان : جنبلاط يدعو الى قانون يلغي "المحادل"... وبيضون ينتقد شكوى المر الى النيابة العامة . صورة المعركة الانتخابية تكتمل في كسروان وجبيل بولادة 3 لوائح ولحود يبقي مقعدين شاغرين لاحتمال التعاون مع الجميل ومخيبر

} ارتفعت حرارة المعارك الانتخابية في جبل لبنان والشمال قبل اسبوعين من إجرائها، ومعها المعارك المماثلة في بيروت، وتوالى أمس الإعلان عن لوائح انتخابية وينتظر الإعلان عن أخرى خلال هذا الاسبوع، واللافت أمس، انتقال التنافس الانتخابي الى وسائل الإعلام المرئي، فظهر رئيس الحكومة سليم الحص على شاشة "الشبكة الوطنية للإرسال" ان بي ان ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي على شاشة "تلفزيون المر" والنائب العازف عن الترشح نجاح واكيم على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" ال بي سي.
كرر رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص في لقاء انتخابي مع أعضاء لائحة "العمل الوطني" في منطقة مار مخايل النهر انتقاداته للمال الذي يستخدم في المعركة الانتخابية "سلاحاً لم يستخدم في أي دورة انتخابية مطلقاً"، ورأى "أن المواطن اللبناني لم يتأثر بعامل المال فيوم الانتخاب سيحتكم الى ضميره وسيختار من يرى فيه المنفعة والمصلحة لهذا البلد وهذه المدينة والمجتمع".
وأكد أن الحكومة فعلت الشيء الكثير لكنها لم تستطع أن تفعل أكثر مما فعلت وإن كانت تواقة الى أن تفعل أكثر بسبب الأعباء التي خلفتها الحكومة السابقة لهذه الحكومة التي تسلمت بلداً يرزح تحت عبء دين عام كبير، وكان ذلك سبباً لتوريط المالية العامة في ما يشبه الحلقة المفرغة بين دين متعاظم وعجز متفاقم كل سنة وقد سددت حكومتنا فواتير مالية كثيرة ترتبت عن أعمال الحكومة السابقة ومعظمها لا يدخل في الرقم الحقيقي للدين العام، تتعلق بمشاريع نفذتها الحكومة السابقة".
وعن الانتقادات التي توجه لحكومته قال: "إن هذا ليس من العدل أو الإنصاف في شيء، وضعنا خطة إنمائية إعمارية متكاملة تشمل كل المناطق على قاعدة التنمية المتوازنة في الماضي نفذت مشاريع كثيرة في نطاق الإعمار والإنماء، نحن نشهد بذلك، ولكن هذه المشاريع تم تنفيذها من دون تحضير من دون اعتبار للأولويات، فجاءت خطتنا تراعي الأولويات الوطنية الواجبة"، وأعطى مثالاً المطار قائلاً: "إن هذا مشروع حيوي ومهم ولكن تم تخطيطه على أساس استقبال ستة ملايين مسافر في السنة ونحن لا نستقبل أكثر من مليون ونصف المليون مسافر فلماذا نؤسس مشاريع بهذه الضخامة دفعة واحدة وليس على مراحل بحسب الحاجة".
وأكد النائب تمام سلام أن "لن نترك أحداً يدعي الاحتكار أو السيطرة على قرار بيروت". وقال في لقاء مع أبناء منطقة الباشورة في حضور أعضاء لائحة "التوافق الوطني": نحن أم الولد، ولأننا حقاً أم الولد لا نسمح لأحد أن يقسم البلد، وتوحيده لا يتم إلا بالتوافق". وأضاف: "لبيروت أبناؤها الأصيلون، فلهم وحدهم الكلمة ونحن نؤمن ونتمسك بإرادة أبناء بيروت أفراداً وجماعة وتحصين بيروت لا يكون إلا بالتوافق الوطني". ورأى "أن المؤسسات الممثلة بلائحة التوافق الوطني هي نموذج ليس للائحة انتخابية في الدائرة الثانية في بيروت وإنما نموذج يحتذى به في كل الدوائر الانتخابية في لبنان".
واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب جنبلاط خلال جولة له في المتن، مع أعضاء لائحة "وحدة الجبل" أن "أهمية هذه اللائحة أنها وطنية كاملة في كل ما للكلمة من معنى، من الضاحية الى الجبل وحمانا وعاليه. اجتمع فيها الاشتراكي مع الكتائبي مروراً بأصدقاء الكتلة الوطنية الى العناصر الوطنية المخلصة المسيحية من أجل التضامن والتفاعل لإبداء المصالحة الوطنية الحقيقية وكسر كل الحواجز. والانطلاق الى الندوة النيابية لاستحداث قوانين كثيرة على أشلاء القانون الانتخابي". وقال "لا بد من قانون انتخابي جديد يلغي المحادل التي تمنع وصول الأقليات السياسية أو الأقليات الطائفية الى المجلس. لا بد من كسر هذا الاحتكار". وأضاف "إننا معاً مع تلك الفاعليات نطوي الى الأبد صفحة الحرب ونتعاون مع كل الشرفاء من أجل لبنان جديد مستقل، حر، سيد". واعتبر أن "أهم من النجاح هو هذا التضامن الوطني العريض من الضاحية الى الجبل الى عاليه والمتن".
وسأل النائب باسم السبع في الجولة نفسها "كيف سيتمكنون من تحجيم وليد جنبلاط؟ وبأي وسيلة؟". وأضاف "كيف يمكن لكسارة سياسية أن تمحو جبلاً؟". وقال مخاطباً المحتشدين إن "كل الكسارات ستتكسر على صخرتكم. أنتم مسؤولون عن حماية وليد جنبلاط".
في المقابل، أكد النائب طلال ارسلان دعمه المطلق للائحة "الشوف للجميع" بكامل أعضائها التي يرأسها ناجي البستاني، داعياً الى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع. وقال: "إن تجديد الحياة السياسية بات هدفاً لبنانياً ملحاً يسكن ضمير كل مواطن معذب متألم من الطغيان"، رافضاً "تكريس سلطة حيتان المال الحرام التي لا تقل ضراوة عن سلطة الحرب المشؤومة التي انتجت مأساة المهجرين وقضت على الطبقة الوسطى في المجتمع ورمت بالشباب اللبناني الى هاوية البطالة وراحت تدفع بهم دفعاً للوقوف أمام حبال الانتظار أمام القنصليات الأجنبية طلباً للهجرة".
وفي احتفال حاشد في فندق "ريجنسي بالاس" في أدما، اعلنت ظهر أمس لائحة "القرار الشعبي" لخوض الانتخابات النيابية في دائرة كسروان الفتوح وجبيل الانتخابية وهي اللائحة الثانية بعد لائحة من أركانها منصور البون وجورج أفرام وتضم النائب فارس بويز وفريد الخازن وجيلبيرت زوين والدكتور شاكر سلامة والمحامي مارون أبو شرف عن كسروان الفتوح، والنائب إميل نوفل والدكتور فرنسوا باسيل وعباس هاشم عن جبيل.
وتلا بويز بيان اللائحة قائلاً: "إنها لائحة متضامنة ومتماسكة وموحدة وملتزمة بالوطن ومنطقة كسروان الفتوح وجبيل من خلال رؤية ووعد ومشروع". وتطرق الى الظروف التي رافقت تشكيل اللائحة وقال، "تطل عليكم هذه اللائحة بعد مقاومة شرسة لتدخلات ومداخلات وضغوط ومناورات مورست عليها بكل الطرق والأساليب، هادفة الى إسكات الصدق وإلغاء الخطاب وتطويق القرار وعزل الموقف واستفراد الرموز والرجال".
وقال: "أرادوا ويريدون مجلساً نيابياً صامتاً وخجولاً ومحجماً، مغيباً ومستقيلاً، أرادوا ويريدون ضرب الطوق حول رجال ولدوا أحراراً وسيبقون، يريدون مجلساً نيابياً مطواعاً راضخاً مشرذماً لا هوية له ولا شخصية ولا صوت ولا كيان، يريدون مجلساً من دون اعتراض، يولي من دون احتجاج، تغيب فيه وعنه الرؤية السياسية ويسقط منه المشروع ليترسخ في صفوفه معقبو المعاملات كما جاء على لسان أكبر مرجعياتنا الروحية".
وسجل خلال الاحتفال الانتخابي رفع البعض أعلاماً حزبية فتدخل النائب بويز مؤكداً أن "لا علم يرفع الا العلم اللبناني".
وفي بلدة عنايا، أعلنت اللائحة الثالثة في منطقة كسروان - جبيل أطلق عليها اسم لائحة "الشعب" وتضم عن كسروان: يوسف الخليل وجوزيف أبو شرف شقيق مارون المرشح على لائحة النائب بويز وكلوفيس الخازن وأنطوان حكيّم وإيلي زوين، وعن جبيل النائب محمود عواد والمحامي جان حواط والمحامي فادي روحانا صقر.
في المتن الشمالي عقد النائب نسيب لحود اجتماعاً في منزله في بعبدات وهو الأول لأعضاء اللائحة الانتخابية تمهيداً لإعلانها رسمياً الأربعاء المقبل، وتضم عن الموارنة الى جانبه كل من وليد خوري وأوغست باخوس، وأعلن عن ترك المقعد الرابع للمرشح بيار أمين الجميل، وعن الأرثوذكس سمّى رياض أبي فاضل وترك المقعد الثاني شاغراً، مشيراً الى اتصالات تجرى مع المرشح ألبير مخيبر من قبل قاعدته لإقناعه بالتحالف مع اللائحة، وعن الكاثوليك سمى المرشح ميشال سماحة وعن الأرمن رافي مادايان.
وعن بيان وزير الداخلية ميشال المر الى النيابة العامة التمييزية لاتخاذ التدابير القضائية اللازمة في ما يتعلق ب"الفلتان الإعلامي"، قال "أعتقد ان هذا الموضوع في حاجة الى توضيح. هل المقصود عند الوزير المر أن يضع حداً للخطاب السياسي والتخاطب السياسي والحوار في هذا البلد لأن الحوار السياسي يتناول أموراً جوهرية وأساسية تطالب بحقوق الناس؟ هل هي طريقة لإسكات أصوات الحق في هذا البلد؟ أم هي وسيلة لتنظيم الإعلان السياسي". وأضاف أن "الغريب في الأمر أنه انتظر الى هذه المرحلة ليتطرق إليه بعد أن صعد بعض الأصوات وكان لها صدى لدى الشعب مما جعله يقوم بهذه الخطوة".
والتقى النائب عصام فارس وفداً من قيادة الجماعة الإسلامية في الشمال برئاسة النائب السابق عضو اللائحة الائتلافية أسعد هرموش الذي أكد وحدة الموقف "لا عداوة ولا خصومة مع أحد إنما عدونا واحد هو المشروع الصهيوني وإفرازاته وتداعياته في المنطقة والحرمان والتخلف والظلم الذي نعاني منه جميعاً". وقال: نؤكد من هنا "أن لا لف ولا التفاف، نلتف حول لائحة الائتلاف معكم كنا وسنبقى وننتصر".
ورد فارس مثنياً على موقف الجماعة قائلاً: "علاقتنا معكم كانت من الأساس خطاً واحداً وجواً واحداً وحلفنا ليس مرحلياً بل قناعة وهو حلف متين".
ووصف النائب محمد عبدالحميد بيضون قانون الإعلان الانتخابي بأنه "مرتجل ومجتزأ".
وأضاف في حديث الى "صوت لبنان" ان بيان المر "بيان انتخابي"، وقال "وفي كل الحالات بالنسبة الى وسائل الإعلام المرئي والمسموع فإن المرجع الصالح للبت في أي موضوع هو المجلس الوطني للإعلام لا النيابة العامة التمييزية".
واعتبر أن "مفاعيل هذا البيان تقتصر على كونه بياناً قد يكون القصد منه ألا يكثر بعض الخصوم المحليين من الكلام". وأشار الى أن "لا وسيلة إعلامية تلتزم بالتوازن وأكبرها مثل تلفزيون لبنان الذي أصبح لمرشحي الحكومة. وإذا أردنا الالتزام بالتوازن الذي ينص عليه القانون أول تلفزيون يقفل هو تلفزيون لبنان. والصور التي تحتل الشوارع أكبر مخالفة أيضاً. وإذا أرادت النيابة العامة أن تتحرك فتتحرك بسببها. وأعتقد أن صور المرشحين العشرة من الحكومة تحتل أكبر مساحات".