} سادت لهجة المواجهة والتحدي ردود الفعل الروسية على قرارات اتخذتها الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي لوقف الحرب الشيشانية. ووصف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف القرارات بأنها عودة إلى "معايير الحرب الباردة". وأكد رئيس كتلة "الوحدة" الحكومية في البرلمان بوريس غريزلوف أن أوروبا "بدأت محاولة لبناء ستار حديدي" حول روسيا، فيما هبطت قيمة الأسهم في البورصة في موسكو إثر إعلان القرارات. اتخذت الجمعية البرلمانية في المجلس الأوروبي قراراً بحرمان الوفد الروسي من حق التصويت، ودعت الدول الأعضاء في المجلس، إلى رفع دعاوى ضد روسيا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. كما هددت بالنظر في فصل روسيا من المجلس، إذا لم توافق موسكو على وقف النار في الشيشان والشروع في مفاوضات لتحقيق تسوية سلمية. وغادر الوفد الروسي قاعة الاجتماعات احتجاجاً على القرار. وقال رئيسه دميتري روغوزين إن بلاده "لن تقدم تنازلات تهين الكرامة الوطنية وتنتقص من حق دولتنا في البت في قضاياها الداخلية". واعتبر رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزنيوف القرار الأوروبي "خطأ قاتلاً". وأضاف ان البرلمانيين الأوروبيين "يدافعون عن رجال العصابات" في الشيشان. وأكد ان روسيا "لن تتوقف عن الحرب ما لم تتم إبادة آخر ارهابي". وفي لهجة توعد، قال إن الغرب يخاطب موسكو بلغة القوة و"يهين روسيا الضعيفة اقتصادياً، لكننا سنقف على أقدامنا وسيغدو القرن ال21 قرن روسيا". وانضم بطريرك عموم روسيا اليكسي الثاني إلى السياسيين، منتقداً "المعايير المزدوجة" التي قال إن الغرب يتبعها. وطالب بالتخلي عنها. وأشار وزير الخارجية ايغور ايفانوف إلى أن من شأن القرار "تعقيد الحوار" بين موسكو والهياكل الأوروبية، وأكد أنه اتخذ وفقاً ل"معايير الحرب الباردة". وذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيميسكي ان "الأبواب اغلقت" في وجه أي محاولة تقوم بها الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي للعب دور في ما يجري داخل روسيا. وأعلن أن موسكو ستمنع زيارات قادة الجمعية ونوابها إلى القوقاز. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً تضمن تحدياً للقرار وتأكيداً على أن موسكو قررت "مواصلة استئصال الارهاب الدولي"، في إشارة إلى نية روسيا الاستمرار في العمليات العسكرية. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مصادر عسكرية قولها إن "الوضع يتعقد بفعل تزايد نشاط" الشيشانيين، الذين ذكرت الوكالة انهم اعادوا تنظيم صفوفهم. وأشار بيان صدر أمس إلى ان المواقع الروسية تعرضت إلى هجمات متكررة، بينها اثنتان في غروزني على رغم ان موسكو كانت ذكرت أن الأوضاع استتبت في العاصمة الشيشانية. وافيد ان الهجومين قرب غروزني أسفرا عن مقتل 70 عسكرياً روسياً. وأصبح الموضوع الشيشاني محوراً أساسياً في محادثات أجراها في موسكو وفد يمثل "ترويكا" الاتحاد الأوروبي. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي رفيع المستوى إن بلاده ترى "فرقاً هائلاً" بين المجلس الأوروبي، الذي وصفه بأنه مجرد "تجمع"، وبين الاتحاد الأوروبي الذي يتخذ قرارات في شأن العلاقات الاقتصادية والسياسية. وأشار الوزير ايفانوف إلى ان لقاء "الترويكا" مع الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين هو تحضير للقمة الأولى الروسية - الأوروبية بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا. وذكر بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية ان الوفد الثلاثي أبدى استعداد الاتحاد الأوروبي تقديم دعم للاصلاحات الاقتصادية في روسيا وتعزيز "التفاعل الاستراتيجي" معها، على أساس "وحدة الأهداف والتمسك بالقيم المشتركة".