لثيم روبنز، كممثل، كثير من المعجبين. وهؤلاء يقدرون له عدم تقديم اي تنازلات هوليوودية وتعهده ان يقوم دائماً بأدوار مميزة في افلام ذات مستوى. لكن المعجبين بثيم روبنز، كمخرج، يبدون أقل عدداً. لأن هذا الفنان حرص دائماً، وفي الأفلام الثلاثة التي حققها حتى اليوم، أن يقدم أعمالاً ذات رسالة وذات قضية، وإن كان هو يميل الى انكار تمسكه بالرسائل والقضايا. آخر أفلام ثيم روبنز، حتى اليوم، عنوانه "المهد سوف يهتز" وهو يعرض الآن في الكثير من البلدان ليعيد الى الأذهان نجاحين سابقين لثيم روبنز كمخرج، مرة في "بوب روبرتز" وثانية في "الرجل الميت يمشي". في الفيلم الأول قدم المخرج حكاية ساخرة عن الانتخابات الأميركية، وفي الثاني مرافعة ضد الحكم بالإعدام. أما في الفيلم الجديد فإنه يعيد الى الأذهان فصلاً من فصول تاريخ الحركة الفنية الاميركية وارتباطها بالسياسة من طريق مبدعين تقدميين. فالفيلم يحكي عن محاولات تقديم مسرحية كوميدية غنائية تحمل عنوان الفيلم. وهذا المحاولات تدور خلال سنوات الثلاثين في برودواي، وسط مناخ الشح الاقتصادي. وشخصيات الفيلم معظمها من المبدعين اليساريين الذين كانت لهم سيطرة ما على المسرح والفنون في ذلك الحين بينهم اورسون ويلز الذي يظهر كإحدى شخصيات الفيلم، والذين سرعان ما انخرطوا في سياسة الرئيس روزفلت التقدمية. ثيم روبنز، في معرض انكاره أن تكون وراء فيلمه الجديد غايات سياسية وهو انكار لا يوافقه عليه أحد بالطبع، يقول إن غايته من الفيلم التحدث عن الفن، وعن فن المسرح، وعن الصعوبات التي تواجه الفنانين حين يريدون تقديم أعمال جيدة!