توصلت الهيئة القيادية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الي حلول توفيقية بين مجموعتي الرئيس عمر البشير والامين العام للحزب الدكتور حسن الترابي في موضوعات الخلاف الرئيسية. واعتبر مراقبون ان قرارات الهيئة بعد اجتماعها مساء اول امس يمكن ان يحتوي الصراع الدائر، خصوصاً بتأكيدها قرار المؤتمر العام للحزب وخياره بترشيح الفريق عمر البشر للدورة المقبلة للرئاسة. وطلبت الهيئة رفع حال الطوارئ، والدعوة لانتخابات مبكرة ومتزامنة وفقاً للظروف لرئاسة الجمهورية والبرلمان الجديد، وعرض التعديلات الدستورية علي الاجهزة المخصصة، واجراء مراجعة عامة للنظام الاساسي لمواكبة المرحلة المقبلة، واصدار صحيفة خاصة باسم الحزب الحاكم، والاسراع بانشائ مؤسسات الحكم المحلي مجالس المحليات في وقت قريب قبل حلول فصل الخريف بعد شهرين تقريباً. كما دعت مجلس الشورى للانعقاد الشهر المقبل. وتضمنت قرارات الهيئة القيادية بعد اجتماعها برئاسة الترابي تحديد المرجعية ل "المؤتمر" وليس لفرد بعينه باعتبار ان مؤسسات الحزب هي "الاجماع الشرعي لعضويته"، مع تجديد ما قرره المؤتمر العام بأن "البيعة تكون للرئيس وعليه الرجوع للمؤتمر في الامور الكبيرة". ودعا الاجتماع الى "تفعيل اتفاقية الخرطوم للسلام مع الجنوب وتوحيد الخطاب السياسي بشأن المشكلة مع الجنوب وقيادة برنامج فاعل لترجيح خيار الوحدة في حالة تطبيق تقرير المصير". وقررت الهيئة القيادية الاستمرار في سياسة الوفاق الوطني مع القوى السياسية عبر الحوار او "المؤتمر" على الا يخرج الوفاق عن "ثوابت الامة او دستورها"، كذلك الاستمرار في سياسة الانفراج في الحريات العامة "بما يتفق مع المعادلة القانونية بين النظام والحرية" واشترطت "وضع الرؤية الكلية للوفاق امام المؤتمر قبل امضائها وتنفيذها". واستهلت الهيئة القيادية بيانها بالدعوة الى "وحدة الصف" واعتبار الازمة والخلاف "وقفة لاستدراك النقص وتقوية العزم". واعترف البيان بأن الازمة بين مجموعتي الرئيس والامين العام "ضربت القواعد بالحيرة والاحباط".