بعد صراع مرير مع مرض عضال رحل الفنان السوري عدنان بركات قبل أيام عن عمر ناهز الخامسة والستين قضى معظمه مساهماً في بناء الحركة الفنية في سورية، خصوصاً المسرح. فهو اتجه في بداية مشواره الفني في الخمسينات إلى العمل مع الفرق الأهلية الخاصة مثل "نادي أنصار المسرح" و"العهد الجديد" و"المسرح الحر"، فكان "المسرح أقرب الفنون" إليه، كما كان يقول دائماً، شأنه شأن أكثر فناني مرحلة الخمسينات في سورية. ثم ساهم في تأسيس "المسرح القومي" بعد أن عمل لمدة طويلة مع فرقة "المسرح العسكري"، وظل فيه حتى وفاته. ومن أعماله المميزة التي شارك فيها على خشبة "القومي" مسرحيات "راشد مون" و"الزير سالم" و"أوديب ملكاً". بعد ذلك اجتذبته الشاشة الصغيرة مع بداية البث التلفزيوني في سورية في العام 1960. فساهم في العديد من الأعمال الدرامية المتميزة مثل "أسعد الوراق" و"الزباء" و"أبو كامل" و"العبابيد" و"شجرة النارنج" و"هجرة القلوب إلى القلوب"، وكان آخر أعماله مسلسل "أمانة في أعناقكم" من اخراج علاء الدين كوكش. وهو لعب دائماً أدواراً ناسبت في نمطيتها وانسجمت في شكلها حسب اختيار أغلب المخرجين مع شكله الخارجي، فجسد: الاقطاعي والمعلم الشهم وابن البلد والمختار... وغيرها من الأدوار الشعبية. كما كان للفنان الراحل مشاركات سينمائية واذاعية كان آخرها البرنامج الكوميدي "جزيرة المرح" من اخراج محمد جومر. وبرحيل الفنان عدنان بركات تكون الحركة الفنية في سورية خسرت أحد مؤسسيها وروادها الأوائل رائداً عمل بجد وصمت لصنع فن مسرحي، سينمائي، تلفزيوني واذاعي راقٍ، وساهم منذ البدايات في تأسيس الحركة الفنية في سورية وتكوين ملامح جزءياتها التي تبلورت الآن في أبهى الصور والألوان.