} أجرت القوات الروسية عرضاً عسكرياً في مطار العاصمة الشيشانية غروزني امس، في ما وصفه المراقبون بأنه "عرض عضلات". وفي الوقت نفسه، اكد الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين ان هدف الحملة الروسية في الشيشان لا يقتصر على "مكافحة الارهاب"، بل يتعداه الى "إحياء هياكل السلطة" الروسية في الأراضي الشيشانية. نظمت موسكو احتفالاً لمناسبة يوم القوات المسلحة الذي يصادف موعده غداً الاربعاء. واعتبر ذلك استفزازاً للشيشانيين الذين يعتبرون يوم 23 الجاري ذكرى "مأساة كبرى" حصلت قبل 56 عاماً عندما أمر جوزف ستالين بترحيل الشعب الشيشاني كله من أراضيه بتهمة "التعاون" مع المحتلين الألمان. وخوفاً من عمليات انتقامية ينظمها الشيشانيون في مثل هذا اليوم، تقرر ان يجرى الاحتفال به قبل يومين من حلوله. وهبطت طائرة وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف في مطار الشيخ منصور الذي تصر موسكو على تسميته "سيفرتي" أي "الشمالي". واصطفت هناك وحدات تمثل مختلف فروع القوات المسلحة التي شاركت في الحرب. وحلقت في أجواء المطار مقاتلات وهليكوبترات، قدم بعضها من الجبهة حيث أفرغ صواريخ وقذائف على مواقع في المناطق الجبلية الجنوبية التي استمرت فيها المعارك أمس. وهنأ سيرغييف عدداً من الجنرالات الذين حصلوا على ترقيات لمناسبة "بطولاتهم" في الحرب. واكد ان الجندي الروسي "كان وسيبقى أفضل جندي في العالم"، وطلب من أفراد القوات المسلحة "سحق الأفعى في الجبال" الشيشانية، مؤكداً ان المجتمع الروسي "يؤيدنا ويفخر بنا". ورفض المارشال أي حديث عن المفاوضات مع الشيشانيين، مؤكداً ان مهمة القوات المسلحة تتمثل في دفعهم الى "الاستسلام أو الإبادة". وذكر ان "الانسحاب من الشيشان بدأ"، لكنه قال انه "سيجري تدريجاً وان عملية الانسحاب الكامل للقوات ستستغرق أمداً غير محدود". وفي الوقت نفسه، اكد قائد سلاح الجو الروسي الجنرال اناتولي كورتوكوف ان الطيران "أنجز مهماته الاساسية، لكنه يواصل القيام بما يراوح بين 80 و100 طلعة يومياً، لمساندة القوات البرية التي تهاجم مواقع الشيشانيين في منطقة ارغون". وتوقع كورتوكوف ان يبدأ انتقال الطائرات الى قواعدها الدائمة في غضون 30 يوماً. وأوضح ل"الحياة"، عقيد في الجيش الروسي ان هناك عملية "تبديل" مستمرة للقطع، مشيراً الى ان سحب وحدة ما لا يعني ان وحدة أخرى لن تدخل بدلاً منها. واشار الى تصريح نائب رئيس الأركان العامة فاليري ماتيلوف الذي ذكر ان الانسحاب قد "يؤجل اذا استجدت ظروف طارئة". ومن ضمن "الطوارئ" المحتملة، تغيير الاهداف النهائية للحملة القوقازية التي كان أعلن في البداية انها تهدف الى "تصفية بؤر الارهاب" على ان تتم معالجة القضايا السياسية بالحوار. وبدا واضحاً ان موسكو اخذت تبدل أهدافها أو تعلن عما كانت تتستر عليه، اذ قررت رفع دعوى جنائية ضد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف بتهمة "العصيان المسلح"، ما يعني اغلاق الباب في وجه أي محاولة لمد قنوات الحوار معه. وفي لقائه مع قيادات القوات المسلحة امس، قال بوتين ان الحرب "ستصل الى نهايتها المنطقية المتمثلة في احياء هياكل السلطة الفيديرالية في أراضي الجمهورية الشيشانية واعادة الوحدة الى الأراضي الروسية "