تعد علا رامي واحدة من أبرز الممثلات الشابات اللواتي يتمتعن بأسلوب أداء خاص ولافت. درست الباليه ثم اختارت التمثيل مهنتها. وعلى مدى سنوات تمكنت من أن تثبت حضوراً تلفزيونياً ومسرحياً طيباً، في المقابل يبقى حضورها السينمائي محدوداً. "الحياة" التقتها وسألتها عن أسباب ضعف حضورها السينمائي وعدم تقديمها الفوازير في التلفزيون المصري حتى الآن، على رغم دراستها الباليه. بعد سنوات من عملك في التمثيل، ماذا تحقق من أحلامك وما الذي لم يتحقق؟ - أنا واقعية جداً، لا أحلم بشيء استثنائي. يهمني فقط أن أختار مما يعرض عليّ من أعمال أفضلها، فأجتهد في تقديمه. فإذا فعلت أشعر انني حققت أحد أحلامي، وأكمل المسيرة. سمعنا كثيراً عن طرح اسمك لبطولة "فوازير رمضان"، فلماذا لم تخوضي هذا الغمار بعد؟ - طرح اسمي من قبل لأنني درست الباليه. ولكن بالنسبة الى فوازير التلفزيون المصري أقول انها لم تعرض عليّ سوى مرة واحدة عبر ممدوح الليثي أثناء رئاسته قطاع الانتاج. وكان من المفترض أن أشترك في بطولتها مع المطرب عمرو دياب والمطربة أميرة، ولكن لم يتم التنفيذ ولا أعرف السبب. أما بالنسبة الى القنوات الفضائية العربية فقدمت الفوازير في شبكة راديو وتلفزيون العرب وقناة دبي، ولا أحب أن أكرر التجربة إلا إذا كانت في شكل جيد لا يعتمد الاستعراض. هل ترين ان الاستعراض استنفد غرضه بالنسبة الى الفوازير؟ - نعم، لقد وصلنا الى درجة التشبع منه. والمؤسف ان المجموعة التي تأتي وتكون جديدة سرعان ما تكرر ما قدمته السابقة. بل أن التكرار يأتي ضعيف المستوى وأنا أرى أن الفوازير في المرحلة المقبلة لا بد من أن تكون كوميدية. ما رأيك في الواقع السينمائي المصري الآن؟ - ستنتهي الأزمة قريباً. ... وفي ظهور جيل جديد من نجوم الشباك؟ - التاريخ يعيد نفسه، ففي الأربعينات والخمسينات والستينات، حدث الأمر نفسه حين ظهرت مجموعة من الممثلين الشبان والممثلات الشابات قدموا أفلامهم التي نشاهدها الآن على انها افلام قديمة، ولم تكن أسماؤهم معروفة فأصبحوا سريعاً نجوم شباك. وبعد مرور عامين ستتضح الأمور وتظهر نوعية أخرى من الأفلام غير الكوميدية، كالرومانسية وغيرها. وبين الأفلام المعروضة الآن شاهدت مجموعة أرى أن مستوى اخراجها جيد. على رغم تمتعك بأسلوب خاص في الاداء، نلاحظ انك لم تحصلي على الفرص المناسبة. ما السبب؟ - من المؤكد انني حصلت على الفرص المناسبة بالمقدار الذي قدمته. فأنا لي تحفظات كثيرة عن أمور أرفضها، ولي خط محدد أسير فيه ولا أحب مسايرة الموجة السائدة. لذلك أعمالي قليلة. ما هي تحفظاتك؟ - لا للعُري، لا للملابس المبتذلة، لا للقُبل، لا للمشاهد الساخنة. الأدوار التي تتطلب هذه الأمور أرفضها. هل يعتبر هذا رفضاً أخلاقياً للشخصية التي تتطلب هذه الأمور في المجتمع الذي نعيشه الآن؟ - لكل انسان اسلوبه في الحياة. فأنا لست وصية على أي كان لأفرض عليه أسلوباً معيناً. لكنني أرفض تجسيد مثل هذه الشخصيات على الشاشة. تُرى من منهما أفاد الآخر بالنسبة إليك: التمثيل أم الباليه؟ - درست الباليه ثم عملت في فرقة وبدأت أيضاً العمل في مجال التمثيل، ثم قررت اختيار التمثيل فقط، ليصبح مهنتي. وبذلك أفيد من دراستي الباليه كممثلة. هل كان اتجاهك الى التمثيل مصادفة أم بتخطيط منك؟ - لم يكن بتخطيط مني. لكن عُمر "الباليرينا" في العالم كله قصير ويحتاج الى صحة ونفس ومجهود عضلي وذهني كبير، تماماً مثل لاعب كرة القدم الذي ينتهي مشواره عموماً عند 35 عاماً، وقليلون جداً من يتابعون حتى سن الأربعين أو يتخطونها بقليل. عُمر "الباليرينا" قصير خصوصاً أنها لا بد من أن تلحق بقطار الزواج ثم انجاب الأطفال. وأنا عندما قمت بعملية حسابية وصلت الى هذه النتيجة. وفي الوقت نفسه عرض عليّ العمل في مهنة أخرى هي التمثيل، فاحترفتها ونجحت، مع العلم أيضاً انني تلقيت في معهد الباليه بعض الدروس في التمثيل. ما السبب في ابتعاد الأضواء في مجتمعنا عن "الباليرينا"؟ - ثمة من يحب الأوبرا فيشاهد عروض الباليه. لكن رأيي هنا أن الباليه زُرع في المجتمع الشرقي في غير أرضه. فالباليه لا يتلاءم مع الحروب والحال الاقتصادية السيئة والزحام. هذا النوع من الفن رفيع المستوى، ولا بد من أن يشاهده الشعب وهو مرتاح نفسياً، لذلك جمهوره في مصر قليل جداً، وكذلك رواد الأوبرا. لماذا حضورك في المسرح والتلفزيون أكثر منه في السينما؟ - لأن السينما مريضة، حتى ان عدد الأفلام التي يتم تصويرها الآن لا يتجاوز الخمسة أو الستة فقط في العام. قبل عشر سنوات كنا نصور 60 فيلماً. وقبل عشرين عاماً كان العدد أكثر من مئة. فالفارق واضح، وفي إطار العدد الضئيل الآن، تصبح فرصتي ضئيلة، وأذكر أن آخر فيلم سينمائي قدمته كان "هنحب ونقب"، قبل ثلاث سنوات، والأفلام التي تصور اليوم أبطالها معروفون مسبقاً. هل أنت مع انتظار الممثلة حتى يعرض عليها ما تريده أم لا بد لها من أن تجدّ في البحث عن فرص مناسبة؟ - الحياة فرص، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك اجتهاد، لكنني لا أبحث عن فرص. عملي يتحدث عني وأنتظر حتى يطلبني من يريدني في عمله.