المباحثات الروسية - الاميركية في هلسنكي لتسوية الخلافات على الوجود الدولي في كوسوفو اكتسبت طابعاً دراماتيكياً لاضفاء المزيد من الأهمية على لقاء الرئيسين بيل كلينتون وبوريس يلتسن غداً الاحد، ويتوقع ان يسدل ستار على "التوتر" الذي شهدته العلاقات الثنائية اثناء الأزمة البلقانية. واعرب كل من الرئيسين كلينتون ويلتسن عن أملهما بالتوصل الى اتفاق في القمة التي تجمعهما في كولونيا غداً. وطوال ليل الخميس - الجمعة وردت انباء متناقضة عن لقاءات وزراء الدفاع والخارجية من البلدين، وذكر ان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين قرر مغادرة هلسنكي بعدما رفض جميع الاقتراحات التي عرضتها موسكو لتأمين سيطرتها على قطاع مستقل شمال كوسوفو. الا ان مكالمة هاتفية بين يلتسن ووزير دفاعه ايغور سرغييف احدثت انعطافاً في المواقف ودفعت الأخير الى العودة الى قصر الرئيس الفنلندي لاستكمال محادثاته مع كوهين والاعلان عن "ظهور أمل ... والاقتراب من خط النهاية". وانضمت الى الاجتماع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وزميلها الروسي ايغور ايفانوف الذي اكد ان "جواً بناء للغاية" ساد الاجتماع. وظهرت في وسائل الاعلام الروسية "تسريبات" تفيد ان الاميركيين حاولوا اقناع باريس بالموافقة على منح الروس جزءاً من القطاع الفرنسي على ان تبقى المسؤولية العليا لدى القائد الفرنسي. كلينتون - يلتسن في المانيا أعرب كلينتون أمس عن أمله في التوصل الى اتفاق مع موسكو لاستخدام قوات حفظ سلام روسية في اقليم كوسوفو. وقال على هامش قمة مجموعة الثماني "بناء على ما سمعته للتو اعتقد ان لدينا فرصة جيدة للتوصل الى حل". وجاءت تصريحات كلينتون بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبيل بدء قمة مجموعة الثماني التي تستمر ثلاثة ايام. وأضاف كلينتون: "علينا مناقشة ان يكون لروسيا قطاعها العسكرية في كوسوفو، لكنني اعتقد انه اذا تمكنا من الاتفاق على هذا الامر خلال الساعتين المقبلتين فسنتوصل الى حل... آمل ذلك". وفي موسكو، صرح دمتري ياكوشكين المتحدث باسم يلتسن امس ان الرئيس الروسي يأمل في "التوصل الى تفاهم متبادل مع نظيره الاميركي بيل كلينتون في شأن كوسوفو". وأوضح ياكوشكين ان "الرئيس الروسي يأمل ان يتوصل الى تفاهم متبادل عن كيفية المشاركة العسكرية الروسية في كوسوفو" مع كلينتون. من جهة اخرى، أبلغ مصدر مقرب من وزارة الخارجية "الحياة" ان "العملية الباهرة" التي تمثلت في نقل 200 مظلي الى مطار بريشتينا "وضعت الغرب أمام أمر واقع وعززت مواقع روسيا" في المفاوضات. الا ان الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو اكد ان موسكو تعمدت ان "تفرمل" وامتنعت عن ارسال المزيد من الوحدات الى كوسوفو ما أضعف مواقعها التفاوضية لاحقاً. وأكد محللون روس ان يلتسن حصل على مكاسب داخلية في عملية بريشتينا ويرغب الآن في "مقايضة" المطار وهيكلية القوات الروسية بوعد اميركي بالتدخل لدى صندوق النقد الدولي لمنح موسكو قروضاً، ولقاء تأييد لخطوات قد يقوم بها لاحقاً ضد البرلمان وأحزاب المعارضة. لذا فإن النقاط على الحروف قد توضع اثناء لقاء يلتسن كلينتون التي تعقد الاحد على هامش قمة الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا في المانيا. وبسبب وضعه الصحي امتنع الرئيس الروسي عن حضور اجتماعات اليومين الأولين وأناب رئيس وزرائه سيرغي ستيباشين للمشاركة في القمة على رغم ان الوضع في روسيا سيكون واحداً من المحاور المهمة فيها وينتظر ان توقع وثيقة "الشراكة من اجل الازدهار" لتثبيت التعاون مع موسكو بعد فترة برود سببتها أزمة البلقان. وسيعود ستيباشين الى العاصمة الروسية في الساعة الرابعة من فجر الاحد ليعقد في المطار اجتماعاً مع يلتسن قبل سفر الأخير وتجري عملية "تسليم وتسلم" للصلاحيات اضافة الى اطلاع رئيس الدولة على النتائج الأولية لقمة كولونيا.