نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين اليوم . الاتحاد أو الأهلي ... من يغادر القطار أولاً ؟

محطة اخيرة سيتوقف عندها قطار الدوري السعودي لكرة القدم، مساء اليوم، وتحديداً عند ملعب رعاية الشباب في جدة. كان الركاب ينتمون في بداية الموسم الى 12 فريقاً ثم ترك لاعبو 8 فرق القطار بعد القسم الاول ولحق بهم لاعبو الهلال والشباب بعد الدور نصف النهائي، ولم يبق سوى نجوم الاتحاد والاهلي. ومن سيترك منهم القطار قبل الآخر اليوم سيحصل على المركز الثاني ليتفرغ الجميع تالياً للاحتفال بآخر المغادرين الذين سيحصلون وحدهم على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.
وهي المباراة الخامسة والاهم بين عملاقي جدة هذا الموسم: في كأس الاتحاد السعودي فاز الاتحاد 2-1 و3-1 ذهاباً واياباً. وفي ذهاب الدوري فاز الاهلي 3-1 ثم تعادلا 1-1. وفي نهاية القسم الاول جمع الاتحاد 48 نقطة وحل ثانياً والاهلي 38 نقطة وحل رابعاً. اما في نصف النهائي فان الاهلي سقط في ارضه امام الهلال صفر -1 ثم ثأر 3-2 اياباً في الرياض، وتعادل الاتحاد والشباب 2-2 ثم تخطاه 2-1.
يذكر ان المسابقة اقيمت 40 مرة من قبل وقد تغير اسمها منذ البطولة ال 33 من كأس الملك الى كأس خادم الحرمين الشريفين. وقد احرز الاهلي كأس الملك 10مرات آخرها قبل 15 عاماً ولم يحرز اللقب بالمسمى الجديد. اما الاتحاد ففاز بكأس الملك 6 مرات وبكأس خادم الحرمين الشريفين مرة واحدة في الموسم قبل الماضي.
واذا كان الاتحاد تعرض في العام 1979 لاقسى خسارة في نهائي بطولة امام جاره اللدود الاهلي صفر - 4 على كأس الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، فان جرحه العميق اندمل شيئاً ما بعدما تغلب على الجار المزعج 3 - 1 وانتزع منه كأس الاتحاد السعودي عام 7199.
وربما حاول الاتحاد الفوز بالكأس بهدف حرمان الاهلي من العودة الى مزيد من البطولات خصوصاً ان الاول حقق منذ العام 1986 تسعة القاب مقابل لقب واحد للثاني خلال الفترة ذاتها، ما يعني ان الاتحاد حافظ على زعامة مدينة جدة طوال 13 عاماً ويسعى الى مزيد من الهيمنة. ولم يكن مدرب الاتحاد البلجيكي ديمتري دافيد وفيتش مبالغاً عندما وصف فريقه الحالي انه الافضل في تاريخ النادي، لا سيما ان خميس الزهراني ورفاقه تمكنوا من حصد ستة القاب في ثلاثه مواسم، ما يعني انهم الافضل بين اندية السعودية منذ العام 1997.
الاهلي... قوة وضعف
تتلخص نقاط القوة في الاهلي في التالي:
- المهارة العالية لدى اغلب لاعبيه.
- القوة الجبارة للجهة اليسرى بوجود القهوجي والمسعد وحمزة صالح .
- التحرك السليم من دون كرة.
- اللامركزية في الملعب.
- اجادة التصويب وتنفيذ الاخطاء.
- اللعب بطريقة 4-4-2 باتقان.
اما عيوب هذا الفريق فهي:
- مزاجية لاعبيه وبرودهم احياناً.
- الاكثار من التمرير العرضي الممل.
- الضعف الواضح في خط الهجوم.
- غياب الظهيرين الاساسيين.
- اللعب بمحورين بشكل دائم.
وتتكون تشكيلة الاهلي في لقاء اليوم من:
عبدالمجيد الغامدي: حارس مرمى، عاد الى الفريق مطلع هذا الموسم بعد اصابة صعبة واعاد الى المرمى الاهلاوي توازنه، وهو فدائي ويقظ وحماسي غير ان عيبه الاستعراض من دون داع. عبدالله سليمان: قلب دفاع دولي معروف، يجيد الرقابة باتقان وهو المدافع الوحيد الذي لا يحصل على البطاقات. تعيبه احياناً الثقة الزائدة.
نايف فلاتة: مدافع شاب، يلعب ثالث مباراة مع الفريق الاول وانضم اخيراً الى المنتخب السعودي الاولمبي. حماسي ويقظ غير ان عيبه ارتكاب الاخطاء بكثرة.
علي العبدلي: يحل مكان محمد شلية المصاب في الظهير الايمن. كانت بدايته ضعيفة الا ان مستواه تحسن مؤخراً. يجيد التغطية غير ان نهاية الكرة من قدمه تفتقد الى الدقة.
طلال المشعل: مهاجم هداف لكن دابو تعود ان يستنجد به لكثرة طرد الظهير الايسر حسين عبدالغني، وفي كل مرة يثبت جدارته. ميزته كمهاجم ضربات الرأس وعيبه الوحيد البرود.
خالد مسعد: لاعب وسط وقائد الفريق. دولي سابق يعتبر من امهر اللاعبين السعوديين والعرب غير انه مزاجي وبارد احياناً ويتوقع عودته الى المنتخب لمستواه الجيد هذا الموسم.
مازن بصاص: لاعب وسط. كانت بدايته سيئة جداً وعمل على تطوير نفسه وقدراته حتى وصل الى المنتخب، يعيبه ثقل الوزن رغم انه مجتهد جداً في قطع كرات الخصوم.
حمزة صالح: لاعب وسط نشط ويجيد التصويب وروحه عالية غير أنه يكثر من اللعب العرضي ويحتفظ بالكرة كثيراً وتمريراته مقطوعة ما يضر بفريقه.
سوزا: اكوادوري مخضرم يبدع اكثر عندما يلعب في الوسط. يجيد فتح المساحات وصناعة الالعاب وعيبه كثرة الاحتفاظ بالكرة.
ابراهيم سويد: مهاجم دولي. ركنه المدرب كثيراً هذا الموسم. لا يمتلك الجدية المطلوبة امام المرمى ولكنه هداف من طراز نادر في اوقات الحسم مثلما حدث في مباراة الهلال الاخيرة.
خالد قهوجي: وسط مهاجم. يمكنه حجمه الصغير من التلاعب بأكبر المدافعين. مهاراته خارقة للعادة. لكن عيبه انه مزاجي ايضاً ولا يؤدي كل المباريات بنفس المستوى.
يبدو الاتحاد في قمة جهوزيته قبل مواجهة الاهلي. غير ان نقاط ضعف الفريق قد تلفت مدرب الاهلي، اذ يعاني الفريق عدم تنظيم في منطقة وسط الدفاع برغم وجود الخليوي وجميل والصحفي وكثيراً ما ظهر الارتباك بين الثلاثة، وربما وجههم ديمتري الى ضرورة التعاون في التصدى للهجمات المعاكسة. وتبدو منطقة الظهير الايمن غير مستقرة بسبب عدم تثبيت لاعب محدد في هذه المنطقة التي شهدت تواجد علي سهيل ومحمد دغريري وفهد الخطيب بالتناوب في اكثر من مباراة.
اما خط وسط الفريق الذي يعتبر افضل الخطوط فيجدر تصنيفه في قائمة نقاط القوة، خصوصاً بعد عودة خميس الزهراني الذي غاب عن لقاء الشباب الماضي بداعي الايقاف. ويفاخر ديمتري بخط هجومة الرهيب ويعتبره يد الفريق الطويلة، وقد احرز مهاجموه 49 هدفاً كاقوى خط هجوم في الموسم الحالي، ويزيد من قوة الفريق وجود المهاجم المغربي بهجا والانكليزي داليان وحمزة ادريس وسليمان الحديثي.
ولن يحتار ديمتري كثيراً عندما ينتقي لاعبيه الى مباراة القمة...
وغالباً سيحمي الحارس حسين الصادق مرمى الفريق، وهو مطالب بنفي تهمه اهتزاز المستوى التي وجهت له في المباريات الاخيرة. وانتقل الصادق الى الاتحاد بداية الموسم الحالي من فريقه السابق القادسية نظير مليوني ريال، ويعتبر الحارس الثاني في السعودية بعد العملاق محمد الدعيع، ويأمل الصادق 26 عاماً - 64 مباراة دولية بمشاركة فريقه في الفوز بثالث بطولة يحققها مع الفريق.
ويأتي المدافع احمد جميل 31 عاماً - 121 مباراة دولية في مقدم لاعبي الفريق من حيث الخبرة، ويعتمد عليه ديمتري في توجيه لاعبي الفريق داخل الملعب ونقل التعليمات اليهم.
ويجيد جميل الضربات الرأسية وخصوصاً اثناء تنفيذ الكرات الثابتة.
ويعطي وجود محمد الخليوي 27 عاماً - 86 مباراة دولية قوة في دفاع الفريق، اذ يمتلك خبرة لا يمتلكها اي من لاعبي فريقه لانه شارك في كأسي العالم 1994و1998 وساهم في حصول منتخب بلاده على كأس اسيا وكأس العرب وكأس الخليج. ونادراً ما جلس على مقاعد البدلاء.
وينضم الى جميل والخليوي مدافع ثالث هو محمد الصحفي 23 عاماً - 22 مباراة دولية ويتميز بالصلابة واجادة الضربات الرأسية امام مرمى الخصم. وعادة ما يعهد اليه المدرب باللعب امام جميل والخليوي وتكوين رأس المثلث.
اما الظهير محمد الدغريري 26 عاماً فعاد الي مركزه الاصلي كمدافع في المباريات الاخيرة، ويقابله في الطرف الآخر علي سهيل 22 عاماً وبرغم عدم خوضه لأي مباراة دولية مع المنتخب السعودي الا انه اختير اخيراً للعب في صفوف المنتخب الاولمبي.
وفي خط الوسط يبرز عدد من الاسماء اللامعه كالشاب محمد نور 23 عاماً الذي اختير للإنضمام الى المنتخب الاولمبي. ويقوم نور بأدوار مهمه في وسط الميدان وكثيراً ما يتقدم وقد احرز اهدافاً ثمينة لفريقه. ويلعب الى جانبه خالد الشمراني 22 عاماً الذي اعتبره البعض هدية الاتحاد للكرة السعودية، الا ان الشمراني ظهر بصورة باهتة في الفترة الاخيرة ما جعله يتلقى انتقادات من مدربه في اكثر من لقاء.
ويكتمل خط وسط الاتحاد بوجود ابرز لاعبيه خميس الزهراني 25 عاماً - 30 مباراة دولية، وساهم هذا اللاعب القادم من مرتفعات جبال الطائف قبل نحو ستة مواسم في اعطاء وسط الفريق قوة اضافية خلقت للفريق توازناً معقولاً، ويلقب انصار فريق الاتحاد الزهراني ب "سقراطس" لطريقته في تقليب اللعب وتسيير الكرات التي تشبه الى حد بعيد ما كان يقوم به النجم البرازيلي سقراطس في الثمانينات.
ويلعب في هجوم الفريق حمزة ادريس 27 عاماً - 51 مباراة دولية. ويعود ادريس مرة اخرى الموسم الحالي للبروز بعدما اختفى عقب مشاركة المنتخب السعودي في مونديال 1994، وانتقل ادريس الى صفوف الاتحاد الموسم الماضي من فريق احد نظير 3 ملايين ريال. ولعب دوراً مهماً الموسم الحالي في تحقيق الاتحاد بطولاته الثلاث.
ويطمح المغربي احمد بهجا 27 عاماً - 46 مباراة دولية الى انهاء موسمه الاخير مع الاتحاد افضل نهاية. واحرز الهدف الانتقالي الذي جاء بالاتحاد الى مباراة القمة. وتمكن بهجا الذي انتقل الى الاتحاد من الكوكب المراكشي مقابل 2.5 مليون ريال من تحقيق العديد من الانجازات خلال المواسم الثلاثة التي قضاها في الفريق، وينتهي تعاقده مع الاتحاد عقب نهاية لقاء اليوم.
تفاؤل
واكد رئيس الاتحاد احمد مسعود ان اللقاء ضد الاهلي لن يكون سهلاً، وقال "الاهلي فريق قوي ويضم عدداً من اللاعبين الدوليين، ونحن نحترمه... لن تكون مهمتنا سهلة وعلينا بذل افضل ما لدينا". ونفى مسعود ان يكون فريقه تعرض الى مشاكل قد تؤثر عليه في المباراة: "لا توجد في فريقنا مشاكل وانا حريص على عدم وجود أي مشكلة... هناك من يتساءل عن بهجا وتصريحاته عقب مباراة الشباب بخصوص المدرب ديمتري... أؤكد انه لا توجد مشاكل بين اي طرفين في الفريق وان الامور تسير بصورة منتظمة، هناك من فسر كلام بهجا على طريقته الخاصة وهذا امر نرفضه خصوصاً وان ديمتري مدرب قدير ولديه امكانية قيادة الفريق والتعامل مع اللاعبين".
ولم يتوقع مسعود شيئاً لنتيجة اللقاء: "الأمر صعب جداً والتوقع في مثل هذه المباريات ليس سهلاً... واستطيع ان اتمنى الفوز لفريقي ولو بفارق هدف واحد".