كيف تكون الحكومة اللبنانية الحالية حريصة على المناخ الاستثماري وتسريع العجلة الاقتصادية والتصميم على تطوير سوق بيروت المالية في مختلف جوانبها والتأكيد على متابعة ما انجزته الحكومات السابقة من مشاريع عمرانية وانمائية. بل وتذهب بنا الى حد التحدث عن وضع خطة مرحلية للاعمار والانماء تكون الاولويات فيها للشأن الاجتماعي وتنمية المناطق الاقل تطوراً وتعزيز نمو القطاعات الانتاجية، وكل ذلك مع الحرص على ضرورة استكمال المشاريع التي بوشر بتنفيذها في العهد السابق …. كيف يكون لها كل ذلك وهي التي ما زالت منذ تشكيلها تكيل التهم مع العرض المرئي والمسموع في استعراضها المتواصل للتحقيقات والاستدعاءات والاعتقالات … ما ادى الى خروج البلد وسمعته السياسية والاقتصادية محلياً وعربياً ودولياً عن الطريق القويم وجعله عرضة لكل الاحتمالات والتناقضات الداخلية والخارجية …. ما حدا بمجلس المطارنة الماروني برئاسة البطريرك نصرالله بطرس صفير اعتبار ان "فقدان المناخ السياسي المطلوب، الذي يفسح في المجال لكل فئات المواطنين اللبنانيين في ابداء آرائهم سواء كانت هذه الآراء موالية او معارضة يلقي بظلاله على الحياة العامة في البلد". … كيف تكون تلك الحكومة مهتمة قولاً وفعلاً بمعالجة الاوضاع الحياتية والمعيشية للمواطن اللبناني التي اصبحت على شفا الهاوية بعد كل الضرائب والرسوم التي فرضت على الطبقة الوسطى والفقيرة في مشروع ما يسمى حكومة "موازنة" ما حدا بالحركة النقابية في البلد بالتحرك على كل الاصعدة والاتجاهات والدعوة الى قيام التظاهرات والاضرابات والاعتصامات وصولاً الى التصعيد، هذا عن المطالب المحقة للحركة النقابية والدعوة الملحة الى تحريك الركود الحاد في الدورة الاقتصادية اليومية … كيف يكون هذا جميعاً في نوايا وممارسات حكومة تدعي لنفسها الصدقية متناسية مفهوم بل تعريف الحركة العمالية في القاموس السياسي والاقتصادي العالمي الذي يعتبرها المحرك الاساسي والرئيسي في حضارة الأمم وتقدم شعوبها ….