موسكو - أ ف ب - أكد خبراء روس ان الاسلحة "المكونة من مواد مشعة" التي يستخدمها حلف شمال الاطلسي في يوغوسلافيا، كما يقول وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، محظورة دولياً. واضاف خبراء وزارة الدفاع الروسية في تصريحات نشرتها وكالة أنباء "ايتار- تاس" ان هذه الاسلحة "قنابل وقذائف للطائرات وصواريخ استخدمت للمرة الاولى خلال العمليات العسكرية في منطقة الخليج". وأكدوا ان الطائرات الأميركية والالمانية تورنيدو استخدمت بعد حرب الخليج نسخة معدلة ومحسنة من هذه الاسلحة في البوسنة - الهرسك. وقالوا إن هذه الاسلحة تحتوي على وقود نووي مستخدم في سفن الحرب النووية والمحطات النووية وممزوج بمواد متفجرة. وأضاف الخبراء الروس ان هذه المكونات المشعة تنتشر لحظة انفجارها في الهواء وفوق الارض وفي المياه، وان ازالة اثارها عملية صعبة وباهظة التكاليف نظراً إلى اتساع مساحة المنطقة. وخلص الخبراء الروس الى القول "لأن تحلل المواد المشعة يستغرق عشرات السنين، فإن قسماً كبيراً من اوروبا سيكون بالكاد صالحاً للسكن". أما الخبراء العسكريون الفرنسيون فاعتبروا أن الروس يلمحون إلى نوع من القذائف تحتوي على يورانيوم مخفف ضعيف الاشعاع السُمي لا تحظره قوانين الحرب. وقال خبير فرنسي ان المدافع "جي. أي. يو-8 افينجر" المزودة بها طائرات "صائدة الدبابات" اي-10 تطلق قذائف من عيار 30 ملم بما فيها فئة بي. جي. يو-14/ اي. بي. آي، السلاح الخارق الحارق، تحتوي في الواقع على ذخيرة مصنوعة من هذا اليورانيوم المخفف وتتمتع بقدرة هائلة على الاختراق. ويؤكد هذا الخبير ان استخدام هذا النوع من اليورانيوم يوفر قدرة اختراقية للتصفيح الفولاذي الاشد مقاومة من مقاومة المعادن الأخرى كالتنغستين عنصر فلزي يستعمل في تقسية الفولاذ. ويستخدم كثير من دول حلف شمال الاطلسي، بما فيها فرنسا التي تستعمل القذيفة 120 ملم المكونة من هذا اليورانيوم في الدبابة لوكليرك، هذا النوع من الذخائر. وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية ان اليورانيوم 238 المخفف "لا يشكل خطراً كبيراً". وأضاف الخبراء الفرنسيون ان هذا النوع من اليورانيوم "لا يشكل مادة محظورة في نظر القانون الدولي أو الاوروبي". ونفى الحلف الأطلسي الجمعة استخدام أسلحة مشعة خلال الغارات الجوية على يوغوسلافيا. وأكد المتحدث باسم الاطلسي جيمي شي رداً على تصريحات وزير الخارجية الروسي "لا نستخدم أي سلاح مشع". من جهة أخرى، قال خبراء فرنسيون إنه لا يوجد في يوغوسلافيا أي محطة نووية لكن هناك فقط مفاعلين نووين صغيرين بقوة ضعيفة يستخدمان للأبحاث وهما يعملان حالياً، بينما أكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الجمعة ان هناك "ثلاثة مفاعلات نووية تابعة لمراكز ابحاث في يوغوسلافيا وأربعة مفاعلات نووية موجودة مباشرة في منطقة النزاع وهي تعمل بصورة دائمة". وأضاف "في حال وقوع حادث فإن نتائج اشعاعية خطيرة يمكن ان تطاول دولاً أخرى مجاورة.