كشفت مصادر ديبلوماسية عراقية في العاصمة الأردنية عن وجود "علاقات قوية" بين العراق ويوغوسلافيا، واعتبرتها جزءاً من سعي البلدين الى سياسة مشتركة للوقوف ضد "الهيمنة الأميركية"، فيما حذرت مصادر عراقية معارضة من "عملية واسعة هدفها بناء ترسانة أسلحة ضمنها "أسلحة جرثومية" لدى نظام الرئيس العراقي صدام حسين وتتم بواسطة خبراء صرب وبمباركة روسية"، على حد قول تلك المصادر. وقالت المصادر الديبلوماسية نفسها ان الرئيس العراقي وجه رسالة الى الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش أعرب فيها عن "تضامن العراق الكامل مع يوغوسلافيا ضد العدوان الأميركي - الأطلسي" وان صدام تلقى رسالة جوابية من نظيره اليوغوسلافي، وهو ما فتح المجال ل "تفاهم ممتاز" كان بدأ قبل سنتين و"توّج" بزيارة وفد عسكري يوغوسلافي لبغداد أوائل شهر آذار مارس. وأضافت هذه المصادر ان خبراء عسكريين من البلدين موجودون حالياً في بغداد وبلغراد، مؤكدة انهم يعملون على برنامج لتطوير نوع من السلاح المضاد للطائرات تشترك فيه الدولتان. وبحسب مصادر عراقية معارضة فإن العلاقات التجارية والعسكرية بين العراق وصربيا بدأت عام 1997 مع تعيين الفريق المهندس محمود المظفر "قنصلاً علمياً" في سفارة العراق في بلغراد، الذي ساهم في "تعميق" التعاون بين الشركات اليوغوسلافية ومنشآت التصنيع العسكري العراقي. وأكدت المصادر ان "الحقائب الديبلوماسية" بين بغداد وبلغراد كانت تتكفل بنقل القطع الصغيرة والمتوسطة الحجم التي يحتاجها بعض عمليات صنع الأسلحة. بينما كانت تتكفل عمليات استيراد مموهة تقف خلفها شركات تجارية عراقية بنقل القطع الكبيرة والضخمة التي تحتاجها المصانع وخطوط الانتاج. وأشارت الى ان شخصاً عراقياً هو ه. ح. ج. كان يلعب دور "المفتاح" في ايصال الشركات اليوغوسلافية الى مواقعها في بغداد وفي تحديد مدى ومكان الحاجة الفعلية ل "خدماتها". وسمّت هذه المصادر شركة يوغوسلافية حكومية كإحدى الشركات الكبرى التي لها وجود في بغداد وتتعاون مع منشآت التصنيع العسكري ووحدات خاصة بالدفاع الجوي العراقي. وأفادت ان الشركة كانت عرضت منتجاتها للدفاعات الجوية والأرضية والبحرية في المعرض الدفاعي العاشر في أثينا 6-10 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي. وكانت الشركة اليوغوسلافية التي تأسست عام 1949 أصبحت في عام 1974 شركة تابعة للاتحاد اليوغوسلافي وتقوم بعمليات استيراد وانتاج وتصدير لمعدات الدفاع ضمن شبكة من عمليات الاستثمار. وللشركة، بحسب المصادر العراقية المعارضة، مقر في بغداد. وأكدت المصادر الديبلوماسية العراقية ان العراق منح يوغوسلافيا "أفضلية" كبيرة في العقود التجارية، وهي تحظى ب "دعم نفطي" بأسعار تفضيلية، كما مضى الجانبان قدماً في تأسيس شركة نفطية لاستثمار النفط العراقي. من جهتها، قالت المصادر العراقية المعارضة ان زيارات منتظمة لخبراء صرب وروس في الأسلحة المحظورة، ومن بينها الأسلحة الجرثومية، كانت تتم الى بغداد "تحت غطاء وفود صحافية أو وكالات أنباء". وأضافت ان ثلاثة خبراء صرباً بالأسلحة الجرثومية وصلوا في شهر أيلول سبتمبر الماضي الى بغداد "تحت غطاء وكالة أنباء يوغوسلافية" ومكثوا شهرين زاروا خلالهما أقساماً خاصة في الاستخبارات العسكرية، كما زاروا معمل الأدوية في مدينة سامراء 120 كلم شمال بغداد ومختبرات في كلية الصيدلة.