نيويورك - أ ف ب، رويترز - اكد رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم ريتشارد بتلر انه لم يعلم ان الاستخبارات الاميركية سي. آي. اي استخدمت فرق التفتيش التابعة للجنة ستاراً للتجسس على العراق، معتبراً ان ذلك "مشكلة خطيرة" لو حصل فعلاً. وحمل بعنف على المفتش الاميركي السابق سكوت ريتر معتبراً انه "الحق ضرراً خطيراً باللجنة" بما افشاه من معلومات، وان العراقيين "قادرون على صنع الاسبيرين قبل الغداء وغاز الخردل بعده"، في المنشآت ذات الاستخدام المزدوج. ورد بتلر على اسئلة خلال ندوة نظمها ليل أول من امس مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. وحذر مجلس الأمن من انه سيعرّض معاهدات الاسلحة الدولية للخطر اذا "خسر القضية العراقية" بعدم الاصرار على تخلي بغداد عن اسلحتها للدمار الشامل. وسئل بتلر عن تقارير افادت ان الولاياتالمتحدة تجسست على النشاطات العسكرية العراقية تحت ستار اللجنة الخاصة فأجاب: "اذا كان ذلك حدث تكون لدينا مشكلة خطيرة". وعما جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" من ان التجسس الاميركي على العراق استمر ثلاث سنوات قال بتلر: "لم اوافق عليه". وفي تحد لمجلس الأمن تابع بتلر ان استخدام اتهامات التجسس لتدمير عمليات التفتيش عن الاسلحة في العراق من شأنه ان يشجع على انتهاكات للمعاهدات الاخرى مثل تلك الخاصة بحظر الأسلحة النووية. وزاد: "اذا خسرنا القضية العراقية سنقوض ايمان الناس بالقدرة على التحقق من تنفيذ المعاهدات الرئيسية للحد من الأسلحة. يجب الا نخسر القضية العراقية". وفي دفاع حماسي عن اللجنة اعرب عن اعتقاده ان مفتشي الاسلحة كانوا قريبين من اكتشاف مواد جديدة عندما طردوا من العراق في المرة الأولى آخر تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقال: "هذه كانت جريمتنا، فكنا على حق وكنا اقتربنا من الهدف فطردنا". ووجه انتقادات لاذعة الى سكوت ريتر المفتش الاميركي السابق الذي كشف كثيراً من اسرار اللجنة، ورأى انه ألحق "ضرراً خطيراً باللجنة بما افشاه من معلومات خاطئة". لكنه دافع عن نائبه الاميركي ريتشار دولفر الذي اكدت "واشنطن بوست" انه كان علم بنشاطات التجسس. وحذر من ان معاودة العراق برامج التسلح "ممكنة خصوصاً لأننا لم نعد موجودين هناك". وسئل بتلر هل يتسلح العراق مجدداً فأجاب: "كل الأمور التي جرت في الماضي يدل على ان الجواب هو نعم". واعتبر ان العراقيين قادرون في المنشآت ذي الاستخدام المزدوج، المدني والعسكري، على "ان يصنعوا الاسبيرين قبل الغداء وغاز الخردل بعد الغداء". الى ذلك توجه الى القاهرة أمس نيتشروان بارزاني وآزاد برواري، عضوا المكتب السياسي ل "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني بعدما اجريا في دمشق محادثات مع المسؤولين السوريين وأطراف المعارضة العراقية التي تتخذ من دمشق مقراً لها.