قررت موسكو وقف الملاحة الجوية بين مطارات جنوبروسيا وعدد من الدول العربية والاسلامية واغلاق الحدود جزئياً مع جورجيا واذربيجان، فيما تعرضت غروزني مجدداً لضربات صاروخية. وطالبت كتلة "بابلوكو" الاصلاحية بوقف الغارات والعمليات البرية والشروع في مفاوضات مع الرئيس اصلان مسخادوف. وأصدرت الحكومة الروسية قراراً بفرض اجراءات مشددة هدفها "منع دخول" الارهابيين و"السلاح" الى الشيشان، ومنها حظر تنقل المواطنين الاجانب عبر حدود جورجيا واذربيجان، واستثني من ذلك رعايا أسرة الدول المستقلة. ومن بنود القرار وقف حركة الملاحة الجوية بين مطارات محج قلعة داغستان وفلاديقوقاز أوستيا الشمالية وايليستا كالميكيا ونالتتشيك قبردينا - بلقاريا وميزالنيه فودي اقليم ستافروبول ومن جورجيا واذربيجان وتركيا وايران وباكستان وافغانستان وقبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وسورية وقطر. وتقرر تقييد سفر الرعايا الاجانب الى جمهوريات شمال القوقاز وطلب من وزارة الأمن تشديد الرقابة على الاجانب الموجودين هناك. وألزمت الحكومة السلطات الجمركية تعطيل حركة البضائع المتجهة الى الشيشان عبر الأراضي الروسية. ويجمع المراقبون على ان هذه الاجراءات المشددة قد تؤدي الى تعقيد علاقات موسكو مع عدد من الدول، الا انها في الوقت ذاته تهدف الى احكام الحصار على الجمهورية الشيشانية وقطع المؤونة عنها في فصل الشتاء. وأكدت قيادة القوات الفيديرالية امس ان غروزني "محاصرة بالكامل" من الغرب والشمال وجزئياً من الشرق. وبسبب سوء الاحوال الجوية تقلص عدد الغارات التي شنتها الطائرات الفيديرالية، الا ان مصادر شيشانية اكدت ان القوات الروسية استخدمت صواريخ متوسطة المدى قد تكون من نوع "سكاد" لضرب مواقع داخل المدينة، ما أدى الى تزايد عدد الضحايا المدنيين. وغدت كتلة "بابلوكو" التي يتزعمها غريغوري يافلينسكي ورئيس الوزراء السابق سيرغي ستيباشين أول قوة سياسية مهمة تطالب بوقف الغارات. وأصدرت أمس بياناً يدعو الى وقف القصف والعمليات البرية الهجومية، وأشارت الى ان "القوات المسلحة انجزت مهمتها ... ومهدت للعملية السياسية". الا ان "بابلوكو" وضعت شروطاً مسبقة للحوار مع مسخادوف الذي وصفه البيان بأنه "الرئيس المنتخب شرعياً". ومن هذه الشروط الافراج عن الرهائن ووقف "تجارة الرقيق" وتسليم "الارهابيين المطلوبين دولياً" للسلطات الروسية أو ترحيلهم. وأضاف ستيباشين شرطاً آخر قد يبدو تعجيزياً بمطالبته مسخادوف بالتعاون مع السلطات الفيديرالية ضد "الارهابيين". ويرى محللون ان بيان "يابلوكو" الصادر عشية الانتخابات البرلمانية قد يضعف من مواقعها بسبب تعبئة الرأي العام ضد الشيشانيين. الا ان مراقبين آخرين اعتبروا موقف الكتلة قد يفتح ثغرة في جدار الصمت المفروض في روسيا على العواقب المدمرة للغارات. وفي رد غير مباشر على بيان الاصلاحيين اكد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ان العمليات العسكرية هي "القرار الممكن الوحيد". وأضاف انها كانت رداً على هجوم شنه الراديكاليون على جمهورية مجاورة وان السكوت عليها "يعني تكراره". وشدد على ان القوات الفيديرالية تواجه تشكيلات "مدربة في الخارج وممولة من الخارج".