لا حاجة بعد اليوم الى اجراء "خزعة" من ورم في الثدي، بغية تأكيد او نفي تطور سرطان خبيث فيه. فقد اكتشف الاطباء اخيراً طريقة جديدة من اجل هذه الغاية، من المتوقع، حسب رأي الجراحين منهم، ان تأخذ موقعها كخط اول في التشخيص والتمييز بين اورام الثدي الخبيثة والسليمة، مخفضة بذلك القلق والارتباك الناجمين عن انتظار نتائج تحليل النسيج المأخوذ من الورم. تعتبر هذه الطريقة الجديدة مشابهة لمبدأ التخطيط الكهربائي للقلب ECG، حيث توضع الكترودات على سطح الجلد فوق الثدي المشتبه في اصابته. ومن مبدأ ان كثافة الورم الخبيث تختلف عن السليم، يستطيع هذا الاختبار التمييز بينهما عن طريق الارسالات والاشارات المميزة المرسلة لكل منهما. نتائج تحري هذه الطريقة جاءت بعد دراسة شملت حوالي 661 امرأة من مستشفيات ست دول في اوروبا وفي الولاياتالمتحدة، نشرت بالتفصيل في مجلة Lancet الطبية. ومن مقارنة نتائج هذا الاختبار مع نتائج الاختبارات الاخرى المعروفة، التي اجريت بعد تحديد التشخيص بالتحليل الجديد، اثبت هذا الاخير فعالية كبيرة وسريعة في التمييز بين الاورام السليمة والخبيثة. سرطان الثدي يحدث سرطان الثدي عند النساء في اي عمر بعد ابتداء الدورة الشهرية، الا انه غير شائع قبل الثلاثين من العمر. اما بعد هذه السن، فان معدل الاصابة يزداد تدريجاً حتى يبلغ اقصى ذروة له في منتصف الخمسينات. وهناك اختلاف جغرافي للاصابة به غير مفهوم تماماً، فعلى سبيل المثال يلاحظ ان هذا الورم غير شائع في اليابان. وتختلف اعراض المرض حسب المرحلة التي يكتشف فيها، غير ان المصابة غالباً ما تلاحظ كتلة غير مؤلمة في الثدي، مع احساس بألم متوسط الشدة. ويحدث تشوه في شكل الثدي من جراء نمو الورم وازدياد حجمه، مع انحراف في اتجاه الحلمة. وقد تُلاحظ ضخامة في العقد اللمفاوية في منطقة الابط. اضافة الى هذه الاعراض الموضعية الناجمة عن الورم ذاته، هناك اعراض عامة ناجمة اما عن الانتقالات مثل ألم الظهر الناتج من جراء انتقال الورم الى فقرات الظهر، او من تأثير الورم على الجسم بشكل عام، المؤدي الى احساس بالتعب والانهاك مع نقص في الوزن. والثابت في هذا الموضوع ملاحظة حدوث هذا الورم عند عائلات معينة ما يلفت الانتباه الى العامل الوراثي في انتقاله، مع ازدياد نسبة حدوثه عند امرأة لم تنجب. ويلعب كل من الارضاع والولادة دوراً مهماً في الوقاية من هذا الورم الخبيث. ومن المعلوم والملاحظ ان حوالى 9 من 10 كتل في الثدي سليمة تماماً، الا ان الاطباء ولتأكيد هذا التشخيص المبدئي يلجأون الى المزيد من التحاليل التي من غير الممكن معرفة نتائجها فوراً. الا ان هذاالتحليل الجديد وجد الحل لهذه المشكلة، وهو سهل التطبيق مثله مثل اي اجراء آخر كالتحليل الشعاعي او بالموجات الصوتية. التنبؤ بسرطان المثانة عند المدخن! وجود مورثتين متغيرتين يزيد من نسبة حدوث سرطان المثانة عند المدخن. وعلى رغم ان علاقة التدخين بسرطان المثانة قديمة ومثبتة، الا ان دراسة جديدة شددت على هذه العلاقة وصنفتها. فالمدخنون بشكل عام لديهم زيادة في نسبة حدوث سرطان المثانة، ولكن وجود مورثتين متغيرتين في خلاياهم يجعلهم اكثر عرضة للاصابة بهذا السرطان. طلعت الدراسة هذه من المعهد العالمي المسؤول عن الابحاث المتعلقة بالصحة البيئية في الولاياتالمتحدة، ونشر تقرير مفصل عنها في مجلة الابحاث السرطانية. وجاءت بعد مراقبة ودراسة الكروموزومات عند 230 شخصاً مصاباً بسرطان المثانة، و203 اشخاص سليمين تماماً وبالعمر ذاته. وكانت النتيجة ان وجود المورثتين NAT2 وNAT1-10 عند مدخن يزيد من نسبة حدوث سرطان المثانة عنده. ويلعب هذان العاملان دوراً في تفكيك مادة الپarylamines المسرطنة والموجودة في دخان السجائر. فالتغير في الموروث NAT2 يؤدي الى بطء هذا التحلل في الكبد، وقد يكون غير كامل. والنتيجة تكون، عند وجود زيادة من هذه المادة المسرطنة، انها تصل الى المثانة مسببة تخرب خلايا بشرتها وبالتالي تحولها السرطاني. من جهة ثانية، يلعب الموروث NAT1 دوراً في تفعيل انزيمات المثانة بهدف تعطيل بعض تأثير پarylamines، والذي عند حدوث تغير فيه هو الآخر يؤدي الى زيادة مدة التماس بين بشرة المثانة ومادة الدخان المسرطنة. ويصبح هذا الامر اكثر فعالية عند حدوث تغير في هذين المورثين معاً. وبلغة المقارنات، لا يزيد الموروث NAT2 لوحده من خطر الاصابة بسرطان المثانة عند مدخن او غير مدخن. بينما يحمل الموروث NAT1-10 خطراً خفيفاً جداً عند غير مدخن. بينما وجود المورثتين معاً يحمل نسبة اصابة عالية عند مدخن مقارنة مع شخص غير مدخن. وتبلغ نسبة الاصابة بسرطان المثانة في بريطانيا حوالي 1 من كل 5000 شخص. ويظهر بنزف دموي غير مؤلم مع البول، وبالتهاب مجاري بولية متكرر. ومن اهم الاسباب المؤدية الى حدوثه التدخين والتعرض للمواد الداخلة في صناعة المطاط. يعالج هذا السرطان بالجراحة، ويعتمد نجاح العلاج على العمر وعلى المرحلة التي وصل اليها الورم. بالاضافة الى العلاج الشعاعي والكيماوي الذي تزايد دوره اخيراً. ولكن بشكل عام انذار هذا السرطان سيئ. ولان اكتشاف الاشخاص المدخنين ذوي الإصابة الخطيرة العالية بهذا السرطان يعتمد على تحري ودراسة تغيرات الكروموزومات عندهم، الذي هو بعيد عن متناول ايدي الاطباء الممارسين في الوقت الحاضر، ونظراً الى حيوية هذا الامر، يتوقع ان يصبح تحليل جينات الاسنان ممكناً في المستقبل القريب.