المركزي الروسي يوقف التداول بالعملات بعد هبوط جديد حاد للروبل

في خطوة هي الأولى من نوعها، الغى البنك المركزي الروسي امس الأربعاء نتائج التداول في بورصة العملات بعد هبوط حاد جديد في سعر الروبل وانخفاض قيمة الاسهم الممتازة، فيما اعلنت الحكومة جدولة سندات الدولة لمدة 3 - 5 سنوات، وعرضت للراغبين في طرحها فوراً خمسة في المئة من قيمتها.
وكان الروبل هبط بنسبة 10 في المئة اول من امس الثلثاء وهي اعلى نسبة منذ 4 اعوام، وبلغ الدولار لدى الاغلاق 7.86 روبل. وفور افتتاح البورصة امس هبط السعر الى 8.26 روبل، فأصدر البنك المركزي امراً بوقف التداول، ثم اعلن الغاء الصفقات المعقودة ليوم الأربعاء. كما هبط الروبل ازاء المارك الالماني اكثر من 40 في المئة.
وقال الناطق الرسمي باسم البنك اندريه تشيريبانوف ان القرار لا يمنع المصارف الاهلية من التداول في ما بينها، لكنه يعني ان البنك المركزي قرر "ان السوق يجب ان تنظم نفسها". وأضاف ان انسحاب الدولة يعود الى الرغبة في الحفاظ على الاحتياط الذي انفق جزء كبير منه لدعم العملة المحلية. وكان المركزي اعلن انه لا يستطيع الاستمرار في التدخل بقوة لدعم العملة المحلية.
لكن رئيس الوزراء المعيّن فيكتور تشيرنوميردين لمح الى احتمال وجود "مؤامرة" ضده.
وقال ان ما حصل في اسواق العملة خلال اليومين الماضيين "قضية سياسية اكثر منها اقتصادية" وأكد انه سيستدعي رئيس البنك المركزي سيرغي دوبينين لپ"حديث جدي" معه.
ويشير الخبراء الى ان ازمة الروبل تفاقمت بعد اعلان الحكومة خطتها لجدولة تسديد سندات الدولة التي يحين موعد اطفائها اواخر السنة المقبلة. وعرضت الحكومة خمسة في المئة من قيمة السند لمن يريد اعادته فوراً، اما الآخرين فأن أموالهم سيتم تحويلها الى حساب خاص بالروبل يمنع السحب منه لمدة تراوح بين 3 و4 و5 سنوات، على ان تكون الفائدة 30 في المئة لكل من السنوات الثلاث الأولى و25 في المئة للسنة الرابعة و20 في المئة للسنة الخامسة.
وقدرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء المالية خسائر المستثمرين الاجانب في ظل هذه الجدولة بپ70 في المئة، واعتبرتها اكثر مما كان متوقعاً، فيما قدر كبار المستثمرين الروس خسائرهم بپ50 في المئة.
وفور الاعلان عن هبوط سعر الروبل ومصير سندات الدولة، طرأ انخفاض كبير في اسواق الاوراق المالية، وهبطت الاسهم الممتازة بنسب تراوح بين 10 و12 في المئة.
وتوقع المراقبون استمرار هبوط العملة الروسية. ومن المؤشرات على ذلك ان سعر المارك الألماني ارتفع بعد ظهر امس من 4.5 الى 7.6 روبل. وبحساب فرق العملات، تكون قيمة الدولار معادلة لپ13.68 روبل، اي اكثر من القيمة المثبتة في الصفقات المستقبلية لأواخر السنة المالية.
من جهته قال اناتولي تشوبايس كبير مفاوضي الديون في روسيا امس رويترز ان الاسابيع الثلاثة او الأربعة المقبلة ستكون مهمة للغاية للاقتصاد الروسي، وحذر من السماح بانهيار النظام المصرفي.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عنه قوله ان تفادي وقوع كارثة للقطاع المصرفي هو الآن الاولوية القصوى وانه يتعين على الدولة ان تنتهج سياسة حازمة مع البنوك التي لا تدير اعمالها بكفاءة. ونقلت وكالة "ايتار - تاس" للأنباء عن تشوبايس قوله ايضاً ان الازمة الروسية الحالية اخطر من أي ازمة تعرضت لها البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
في كولون ألمانيا اعلن ثيو فيغل وزير المال الألماني امس ان اتخاذ اجراءات لاستعادة الثقة في الروبل الروسي مسؤولية الحكومة الروسية ومجلس النواب الدوما.
وقال فيغل للصحافيين انه من المستحيل ان تحل مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى وصندوق النقد مشاكل روسيا.
واستبعدت الحكومة الألمانية تقديم معونة مالية اضافية الى روسيا الى جانب برنامج المساعدة الذي اعده صندوق النقد الشهر الماضي الى ان تنفذ روسيا الاصلاحات المتفق عليها في شأن الضرائب والموازنة.
وجاءت تصريحات فيغل بعدما علق البنك المركزي الروسي التداول في الروبل مقابل الدولار امس