ذكر تقرير أعده عالمان في جامعة يال الأميركية ونشر أمس، انه تم اكتشاف الدليل الأول على وجود هورمون مختلف قد يساعد على معرفة الأسباب التي تؤدي ببعض الناس الى الشراهة تحت ضغط الاجهاد مقارنة بالذين لا يأكلون وهم في الحال ذاتها. ويستند التقرير الى علم الأحياء الذي يأخذ بالتعليلات البيولوجية في تحليل السلوك الانساني والأوضاع الاجتماعية. غير ان العالم النفساني كيلي برونيل قال: "اننا لا نعرف بالضبط مدى تأثير البيولوجيا على السلوك". وفي التقرير ان بعض الناس يتعلم تقنية تخفيف الاجهاد من غير "فش الخلق" بتناول المآكل بعد أوقات عصيبة أو ضاغطة في المكتب أو في البيت. والتقرير أعدته اليسا ايبل وكيلي برونيل وقدم الى جمعية الطب السلوكي في نيو اورليانز أول من أمس. وفي الدراسة أخضعت 60 امرأة عمداً الى اختبار مدته 45 دقيقة من الضغط والاجهاد عبر قيامهن بمهمات مرهقة، وسمح لهن بتناول وجبات سريعة دسمة ودهنية أو وجبات خالية من الدهون. النساء أعطين معياراً محدوداً من هورمون "كورتيزول" للاجهاد حتى يتمكن البحاثة من معرفة الانعكاسات النفسية والجسدية للمشاركات في الاختبار. وتبين انه مع ارتفاع مستوى "الكورتيزول" الخاص بالاجهاد خلال تجربة الاجهاد كانت النساء يتناولن وجبات غنية بالدهون. اما اللواتي أكلن وجبات غير دسمة فأظهرن ارتفاعاً قليلاً في معدل "الكورتيزول" تحت ظروف الاجهاد. "في الواقع لا نعرف هذا الربط بين هورمون الاجهاد والأكل"، قالت اليسا ايبل، وأضافت: "لا نعرف أيضاً اذا كانت النتائج ذاتها مطابقة على الرجال". وذكر التقرير ان النساء بصورة عامة يأكلن الحلويات والطعام وهن تحت اجهاد موقت، فيما يزداد استهلاك الرجال لهذا النوع من الطعام المؤلف من كربوهيدرات كالسكر والنشاء. ويدعو التقرير الى تنظيم سلوك الأكل وضبط الساعة البيولوجية لتوقيت تناول الطعام في ظروف طبيعية وليس تحت عوامل الاجهاد. ويشير التقرير الى ان شلالات كيماوية صغيرة في الدماغ تنظم سلوك الانسان وتضبطه حيال المآكل، وان الناس مسيجون بأسلاك حادة وتأثيرات جينية توجه ردود فعلهم النفسانية والجسدية، وان خفض الاجهاد والشراهة الى المآكل هو جزء من برنامج اداري طويل الأمد لتخفيف وطأة الارهاق في الحياة.