العناية الفائقة

اليوم استقر حجاج بيت الله الحرام في منى (يوم النحر) وهو من أفضل الأيام عند المولى -عز وجل- بعد أن مَنّ الله سبحانه وتعالى عليهم بالوقوف في عرفة التي قضوا فيها يوم الوقفة، أكثر يوم يعتق فيه الله سبحانه وتعالى عباده من النار ويباهي فيه ملائكته، وكلها أيام خير وبركة وأعمال صالحة.
الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة من أجل أن يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم ويتفرغوا لأداء عبادتهم هي جهود قل نظيرها، فما يتم بذله يفوق الوصف، خدمات على أعلى المستويات يتم تقديمها لجموع الحجيج بالمجان، كواجب تفتخر وتعتز بالقيام به كخدمتها للحرمين الشريفين، فالمملكة قيادة وشعباً لا يألون جهداً إلا ويبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين، وما موسم الحج إلا مثال على العناية الفائقة، والرعاية غير العادية التي تجعل من الحج رحلة إيمانية خالصة، فالأمور ميسرة والخدمات متوفرة في جميع مراحل أداء المناسك، ورغم أن التعامل مع جموع الحجيج القادمين من مئة وواحد وسبعين دولة ليس بالأمر السهل أبداً، فهم يتحركون سوياً في حيز جغرافي ليس ذا اتساع، في وقت واحد، وهو أمر يحتاج إمكانات هائلة وخبرات متراكمة، مقرونة بأحدث التقنيات من أجل إدارة تلك الحشود المليونية المختلفة الأعراق والأجناس، وهو أمر ليس بالهين أبداً، بل هو أمر يحتاج الكثير والكثير من الإمكانات المادية والبشرية المدربة تدريباً عالياً للتعامل مع الأفواج البشرية باحترافية فائقة، وهو أمر تفوقت فيه المملكة على مستوى العالم دون شك.
ما تقوم به المملكة من أجل تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن أمر يشعرنا بالفخر والاعتزاز؛ كوننا نقوم بخدمتهم مقدمين لهم أفضل ما يمكن أن يتم تقديمه على الصّعُد كافة.